نابلس / سما / احتفلت جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، اليوم الإثنين، بتكريم وتخريج أوائل الكليات والأقسام من الفوج الحادي والثلاثين من طلبتها، تحت رعاية الرئيس محمود عباس.وحضر حفل التخريج، الذي أقيم في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في حرم الجامعة الجديد، نيابة عن الرئيس، رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، ووزيرة التربية والتعليم العالي لميس العلمي، وأعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحافظ نابلس جبرين البكري، وعدد من الشخصيات والمعنيين.ونقل الأعرج تحيات الرئيس محمود عباس وتهنئته للخريجين، وقال إن جامعة النجاح أصبحت واحدة من الجامعات والمعالم الأكاديمية الرفيعة، التي يشار إليها بالبنان في ربوع وطننا العزيز كافة.وقال: ’إن وطننا فلسطين الذي ما زال منذ أكثر من ستة عقود يتعرض وأهله إلى محاولات إبادة وتطهير عرقي، وتشريد، أثبتت للقاصي والداني أن أجيالنا المتعاقبة هي صاحبة ذاكرة خصبة وغنية’وأضاف أن الشباب يمثلون القاعدة الصلبة في مواردنا البشرية، والذين بهم نعوض محدودية مواردنا الطبيعية، فشبابنا وشاباتنا هم ثروة وطننا.وخاطب الخريجين قائلا: ’أنتم أيها الشباب قادة المستقبل، وبهمتكم ستحدثون التغيير الحقيقي والنقلة النوعية على أرض الواقع في إطار مؤسسات وطننا، وعلى هدي انتمائكم الوطني الأصيل، وحسكم المخلص لفلسطين أرضا وشعبا وقضية’.وقال الأعرج: ’إننا ذاهبون بطلب الاعتراف بدولة فلسطين، كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، ونحن نسعى من وراء هذه الخطوة لتكريس حق شعبنا وتقرير مصيره على ترابه الوطني، مثله في ذلك مثل كافة شعوب العالم؛ وإننا نكرس لذلك جهدا عظيما لحشد الدعم والتأييد لهذه الخطوة، وها هي الكثير من الدول قد اعترفت بدولة فلسطين، وما زالت تعترف تباعا’.وأضاف: ’إن أيدينا ممدودة لصنع السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق، ومبدأ حل الدولتين، وما ورد في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما من نقاط يمكن البناء عليها، وإن القيادة الفلسطينية تتعاطى بانفتاح وإيجابية مع كافة الجهود والمبادرات، وآخرها موافقتها على المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر باريس المزمع التئامه، هذا في حين أن رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو رفضها وحث الحكومة الأميركية أيضا على ذلك، وهذا يثبت للعالم أن إسرائيل وحكومتها هي الجهة المعطلة للعملية السلمية، وهي من أوصلتها إلى الطريق المسدود الذي آلت إليه.وأشار إلى أن كل المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية والظروف الصعبة التي نمر بها، سواء الناتجة عن الاحتلال أو غيره، لن تزيدنا إلا عزما وتصميما على ثوابتنا الوطنية وتمسكا بالشرعية الدولية، والمقاومة السلمية للاحتلال بكافة صوره وأشكاله، وكل هذا يدعونا لأن نتمسك بوحدتنا الوطنية الفلسطينية، وترتيب بيتنا الفلسطيني في إطار المصالحة الوطنية الفلسطينية.من جهتها، قالت الوزيرة العلمي إن العلاقة بين الجامعات والمجتمع تسهم بامتلاك المجتمع شروط الموضوعية في تحقيق الرقي الثقافي والازدهار الحضاري، والاقتصادي والاجتماعي، وبذلك تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة.وتحدثت عن رفع قيمة الدعم السنوي الحكومي المخصص للجامعات، وتطور المساعدات الطلابية ليستفيد منها حوالي 45 ألف طالب وطالبة بمبالغ تتراوح من 12 إلى 15 مليون دولار سنويا.وأشارت أن 45 مشروعا تطويريا نفذتها الوزارة خلال الأعوام السابقة من خلال برنامج صندوق الجودة، كما ساهمت في إنشاء الشبكة البحثية الداخلية بين الجامعات.بدوره، طالب رئيس مجلس أمناء الجامعة صبيح المصري، الخريجين بالتزين بالعلم والمعرفة، وحب العمل والوطن والأخلاق الحميدة. كما دعاهم للبحث عن عمل بعد التخرج مباشرة وليس الانتظار في المنازل. أما رئيس الجامعة رامي حمد الله، فقال: ’إن عدد طلبة الجامعة الآن عشرون ألفا، ومع تخريج الفوج الحادي والثلاثين سيصبح عدد الطلبة ستة عشر ألفا، وستعمل الجامعة على استيعاب أربعة آلاف طالب جديد العام القادم.وعلى صعيد إنجازات الجامعة في مجال البنية التحتية، أوضح حمد الله: ’أن الجامعة أنجزت مبنيي كليتي التمريض والقبالة والبصريات بمساحة تزيد عن ثمانية آلاف متر مربع، وستكون جاهزة مع بداية العام الأكاديمي القادم 2011/2012.ونوه إلى أن الجامعة تقدمت بطلبات إلى وزارة التربية والتعليم العالي للحصول على اعتماد للعديد من التخصصات منها: دكتوراه في الفيزياء بالتعاون مع العديد من الجامعات الأوروبية، وماجستير هندسة الطاقة، وماجستير علاقات عامة، وماجستير علوم صيدلانية، وبكالوريوس إذاعة وتلفزيون، وغيرها من البرامج.وفي مجال تقييم البرامج الأكاديمية، أشار إلى أن جامعة النجاح الوطنية بدأت بالدخول ببرامج تقييم دولية والذي يشرف على العديد منها اتحاد الجامعات الأوروبية. وبين أن جامعة النجاح هي الثانية من بين سبعمائة جامعة عربية تقوم بالعمل على تقييم برامجها الأكاديمية من خلال برنامج التقييم المؤسسي الأوروبي IEP.وناشد حمد الله المؤسسات المختلفة العمل على تهيئة فرص عمل مناسبة لمساعدة الشباب في أرضهم، في الحد من هجرتهم إلى الخارج.وألقت الطالبة الأولى على الجامعة ريهام عصام ظاهر بمعدل (95.5) كلمة الأوائل، شكرت من خلالها كل من يساهم برفع مستوى العملية التعليمية، وجميع من ساعدها للحصول على هذه الدرجة العلمية. يذكر أن الجامعة أنشئت كمدرسة عام 1918 على يد مجموعة من المثقفين، والآن تعتبر كبرى الجامعات الفلسطينية، حيث تقدم درجة البكالوريوس في سبعين برنامجا أكاديميا، و40 برنامج ماجستير، والدكتوراه في الكيمياء.