خبر : زيارة الوفد المغربي لمركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس

الإثنين 13 يونيو 2011 02:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
زيارة الوفد المغربي لمركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس



رام الله / سما / زار مركز أبو جهاد للحركة الأسيرة في جامعة القدس وفد مغربي من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب, برفقة رائد عامر من نادي الأسير الفلسطيني, وكان في استقبالهم مدير المركز السيد " فهد أبو الحاج" الذي رحب بهذه الزيارة وابتدأ بالحديث عن الأرضية التي تكونت من خلالها فكرة إنشاء المركز وكيف أصر على المضي قدماً في تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراوده منذ أن دخل تجربة الاعتقال منذ نعومة أظفاره, وقال :" إن الشعب الفلسطيني قد عانى الويلات الكثيرة وانه لايوجد تجربة تختزل كل آلام ومعاناة هذا الشعب إلا تجربة الأسرى, فأضاف أبو الحاج بأنه كان لابد من المضي في انجاز هذا المشروع, وذلك لمواجهة كل محاولات الطمس والتعتيم التي تمارسها سلطات الاحتلال, وأيضاً ليكون من أوجه النضال العادل في سبيل إطلاق سراح كافة الأسرى.   وفي البداية رحب أبو الحاج بالوفد مؤكدا على العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين الفلسطيني والمغربي وأشاد أبو الحاج بالمواقف المشرفة لهذا الشعب كما وشكرهم على حسن استضافتهم في المؤتمر الدولي للأسرى الذي عقد في المغرب بداية هذا العام . بعد ذلك اصطحب أبو الحاج الوفد في جولة لمقتنيات المركز التي توضِح بعدة وسائل فنية كل المراحل التي تمر بها رحلة عذاب الأسرى داخل السجون, وقال أبو الحاج لقد استغرق تصميم المركز ومقتنياته وقت طويل, وتم الاستعانة بكافة الخبرات اللازمة, بغية إيصال عذابات هؤلاء الأبطال بأفضل الطرق والأساليب, وقال أبو الحاج: " لقد بدأنا بعرض بعض صور السجون والمعتقلات وأماكن تواجدها ثم المراحل الأولى للاعتقال, وأيضا وسائل التعذيب التي كانت ولا تزال تتبع في أقبية التحقيق. وأورد أبو الحاج أسماءً لعدة شهداء ممن استشهدوا أثناء التحقيق نتيجة التعذيب الوحشي والممنهج, وقال:" لا توجد دولة في العالم تشرع التعذيب في السجون وعلى أعلى المستويات إلا إسرائيل مما يخرجها من دائرة احترام الإنسانية والمحافظة على حقوق الإنسان والديمقراطية التي تدعيها, وأضاف لقد قمنا بتوثيق كافة التجارب التي مر بها الأسرى أثناء التحقيق لكي تظل شاهدة على جرائم هذا الكيان العنصري. ومن ثم تم الوقوف على أسماء بعض شهداء الحركة الأسيرة في فترة الانتداب البريطاني الذين تم إعدامهم بحبل المشنقة المعروض في المركز ليدلل على الأسلوب الذي كان متبع في تلك الفترة. وقال أبو الحاج أن أسماء شهداء تلك الفترة تعانق أسماء وصور شهداء الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية لتدل على توارث هذا النهج من التصفية الجسدية بأساليب مغايرة. كما أسهب أبو الحاج في الحديث عن معاناة الأسرى القدامى وقال:" انه لمن الخزي والعار على إسرائيل أن تعتقل هؤلاء الأبطال لأكثر من ثلاثين عاماً, كما هو حال الأسير نائل البرغوثي, وأضاف لا يوجد أسير على مستوى العالم أمضى هذه الفترة من بدء التاريخ وهذه القضية لوحدها تدل على أن إسرائيل بمعزل عن البشرية جمعاء. بعد ذلك تحدث عن أعمال الأسرى الفنية والأدبية كاللوحات والمجسمات التي جسدت من خلالها أملهم بالغد, وأكدت قدرتهم على بناء وطن حر, وأضاف" هذه الأعمال أصبحت جزءاً أصيلاً من الفلكلور الفلسطيني, ولا يكاد يخلوا بيت من مجسم أو لوحة من أعمال هؤلاء الأبطال والتي ستظل بمثابة المرجع الأصيل للأجيال القادمة. وأعطى أبو الحاج للوفد آخر المستجدات حول قضية الأسرى وقال:" أنهم يعانون سوء المعاملة اليومية والإهمال الطبي, ويتعرض عدد كبير منهم للعزل, وقال :" لابد من زيادة الضغط الرسمي والدولي على إسرائيل بغية إطلاق سراح هؤلاء الصامدين, وأنه لا يمكن نجاح أي عملية سلام بدون إطلاق سراح الأسرى التي تمس الكل الفلسطيني   وفي نهاية الزيارة شكر الوفد أبو الحاج على جهده الخاص في بناء هذا الصرح, وقال السيد الحبيب حاجي  :" ما شاهدته في هذا المتحف يمثل نموذج الإنسان العظيم الذي يصنع تاريخه من ذهب بل التاريخ الإنساني ككل ,, ومن استطاع أن يجمع جميع أنواع وأشكال تحدي الاحتلال الإسرائيلي وآلة القتل والقمع لا يقل إبداعا وعظمة عما أنتجه الأسير الفلسطيني , إنها عظمة الشعب الفلسطيني الذي لا زال يعلم شعوب العالم كيف تناضل وتصمد دون عياء "   أما السيد محسد لبن فقد قال " من ليس له هوية ليس له وجود ومن ليس  له وجود فهو من "عدم " , الهوية والتاريخ معطى لا يصنعه الإنسان ولكن يمنحه الوجود والطبيعة والتوثيق لا يعمل الا على اظهاره "   واختتم رائد عامر – نادي الأسير الفلسطيني بالشكر والتحية إلى فهد أبو الحاج وكافة الإخوة في مركز ابو جهاد على الجهود الجبارة التي يبذلونها من اجل قضية الأسرى.