يعرب مسؤولون كبار في الادارة الامريكية في الآونة الاخيرة عن احباط شديد من سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويدعون بأنه يجعل من الصعب عليهم جهودهم لمنع المبادرة الفلسطينية باعتراف من طرف واحد في الامم المتحدة. في واشنطن يضغطون على نتنياهو للرد بالايجاب على اقتراح استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس خطاب الرئيس براك اوباما. وأمس هبط نتنياهو مع وزراء حكومته في ايطاليا، ومن المتوقع ان يلتقي اليوم برئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني. في الاسبوع الماضي زار واشنطن مستشار نتنياهو، المحامي اسحق مولكو، وتسلم الاقتراح لاستئناف المحادثات على أساس خطاب الرئيس. ويتضمن الاقتراح اجراء مفاوضات على اساس خطوط 1967 وتبادل للاراضي متفق عليه بالتوازي مع الاتصالات على الترتيبات الامنية. أما باقي المواضيع فتؤجل الى موعد لاحق. في محادثات مع مولكو أوضح مسؤولو البيت الابيض بأنه من اجل صد المبادرات الاوروبية، لعقد مؤتمر السلام في باريس، فان عليهم ان يوفروا بضاعة في شكل استعداد من نتنياهو للدخول في مفاوضات على أساس خطاب اوباما. كما نُقل الاقتراح ايضا الى رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، الذي أعلن بأن الفلسطينيين مستعدون للعودة الى المحادثات على أساس الخطاب. وحسب دبلوماسي اوروبي اطلع على مضمون محادثات مولكو في واشنطن، تلك التي انتهت دون أي نتيجة، فقال ان "الامريكيين لم يحصلوا من مولكو على أي شيء جديد". وسيصل هذا الاسبوع الى اسرائيل الدبلوماسي الامريكي ديفيد هيل الذي يحل محل المبعوث الى الشرق الاوسط جورج ميتشل. وسيلتقي هيل مرة اخرى مع مولكو ومع عريقات. مصدر اسرائيلي يقيم علاقات وثيقة مع مسؤولين كبار في الادارة الامريكية الى جانب محافل في محيط نتنياهو أشار الى انهم في واشنطن محبطون جدا من نتنياهو، احباط يتواصل منذ زيارته الاخيرة الى المدينة والتي في اثنائها اصطدم بالرئيس وألقى خطابا في الكونغرس امتنع فيه عن تبني صيغة اوباما لاستئناف المفاوضات. وحسب المصدر الاسرائيلي، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع، فان مسؤولين كبار في الادارة يتحدثون بنبرة شديدة تجاه نتنياهو. واقتبس المصدر الاسرائيلي عن مسؤولين في الادارة تحدث معهم قولهم "يطلب منا ان نحميه في ايلول، ولكنه لا يعطينا الأدوات لمساعدته. وبدلا من ان يساعدنا فانه يثقل علينا". الغضب من نتنياهو ينبع ايضا من انه بسبب خطابه في الكونغرس، لم ينجح الرئيس اوباما في تجنيد زعيمي فرنسا وبريطانيا ضد الخطوة الفلسطينية في زيارته الاخيرة الى اوروبا. وقال المصدر الاسرائيلي ان "الامريكيين يحتاجون اسرائيل في الداخل، ولكن نتنياهو ليس هناك بعد. حتى الآن من ناحية الامريكيين والاوروبيين اسرائيل لم تعط شيئا". وحسب دبلوماسيين اوروبيين فان خطاب نتنياهو في الكونغرس يعتبر في الاتحاد الاوروبي كـ "خطاب اللاءات" وشدد انعدام الثقة تجاهه في العواصم المركزية في القارة. وشرح دبلوماسي اوروبي كبير يقول "نحن نريد ان نسمع نتنياهو يقول انه مستعد للمفاوضات على أساس خطاب اوباما ويعلن بأنه سيبحث في الحدود على أساس خطوط 1967 مع تبادل للاراضي". الزيارة العقيمة لمولكو في واشنطن دفعت البيت الابيض الى الشروع في ممارسة ضغوط على نتنياهو. يوم الجمعة اجرى رئيس دائرة الشرق الاوسط في البيت الابيض، ستيف سايمون، مكالمة مؤتمر مع زعماء يهود طرح فيها انذارا وادعى ان على نتنياهو ان يرد في غضون شهر على الاقتراح الامريكي لاستئناف المحادثات. في البيت الابيض يعرفون جيدا بأن هذا سيُنقل من الزعماء اليهود الى مكتب رئيس الوزراء في القدس، فضلا عن انه سيُسرب بسرعة الى وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية. وكانت نية البيت الابيض أغلب الظن نقل رسالة انعدام رضا لنتنياهو. في مكتب رئيس الوزراء رفضوا الاجابة على الاسئلة في هذا الموضوع وقالوا "نحن لا نعرف أي ضغط أو انذار امريكي". والى ذلك هبط نتنياهو أمس في ايطاليا مع وزراء حكومته قُبيل لقاء يعقده اليوم مع رئيس الوزراء سلفيو برلسكوني. وقد سبق للأخير أن أعلن على أي حال معارضته لخطوة فلسطينية من طرف واحد في الامم المتحدة، وعليه فلعل الزيارة ترفع من معنويات نتنياهو – وإن كانت عديمة أي معنى سياسي حقيقي. يوم الثلاثاء يصل الى اسرائيل وزير الخارجية الالماني، غيدو فاسترفالا، وسيلتقي نتنياهو. وكان فاسترفالا رافق المستشارة انجيلا ميركل في زيارتها الى واشنطن الاسبوع الماضي، والتي بُحثت فيها ايضا المسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية. ومن المتوقع ان يوضح لنتنياهو بأن المانيا وإن كانت لن تدعم خطوة فلسطينية أحادية في الجانب في الامم المتحدة، الا انه اذا استمر الجمود فانها ستحث مع فرنسا وبريطانيا قرارا في مجلس الامن في الامم المتحدة لتبني خطاب اوباما كأساس للمفاوضات.