حضرة: ليونيد نبزلين، سديروت هنديف (متسبيه اوليغارك سابقا)، هرتسيليا بيتوح. هذا الصباح علمنا، بمفاجأة تامة بانك اشتريت 20 في المائة من أسهم صحيفة "هآرتس". وعلى الفور جلسنا لنكتب لك هذه الرسالة المنفعلة، باسم صحفيي اسرائيل. ليونيد العزيز، عفوا.نحن، صحفيي اسرائيل، نطلب العفو منك عن الكلمات التي كتبناها عنك حتى اليوم. العفو منك لاننا وصفناك كمن أدين بطلب قتل وفصلنا لاحقا، خبرا تلو الخبر، كل الاتهامات التي وجهها لك الادعاء العام في موسكو، أولا كمن شارك في قتل ثلاثة، أربعة وبعد ذلك عشرة أشخاص. انجرفنا. من هذا لصباح نحن نعرف بان كل شيء كان كذبا وبهتانا، فرية اختلقها العقل المريض لفلاديمير بوتين، عضو سلطة القانون. أنت تعرف كم نحن معجبون بسلطة القانون. عدوك كان دوما عدونا – مع الفارق أننا لم نعرف كيف نعبر عن هذا بالكلمات. اما الان فسنعرف.انتبه: عن صديقك، ميخائيل حودروبيسكي، كتبنا دوما بالايجاب. حقيقة أنه مكث في السجن ولم يقضي اوقاته في حفلات الاثرياء ساعدتنا في أن نرى الحقيقة. أما معك فقد أخطأنا. أفلا تكون سخيا؟ أفلا تغفر لنا خطأ الخمسة في المائة؟وعلى ذكر الحفلات. صحيح، هاجمنا بشدة الحفلة التي عقدوها لك في دار النشر بمناسبة يوم مولدك الخمسين. في العناوين الرئيسة وصفناك بانك "الثري المحتفل". كتبنا بسخرية عن بار الكحول الفاخر وعن خطابات التزلف التي اسمعك اياها شخصية عامة. وصفناك بانك "ثري موضع خلاف مطلوب من السلطات في روسيا". ذكرنا بانك "تنتمي الى تلك المجموعة التي أصبحت في البلاد اسما رديفا للمال المشكوك فيه، العلاقات الاشكالية والماضي الذي يفضل عدم التباهي به وبالتأكيد الحديث فيه". ذكرنا في ذات الفرصة بانه "الاسم نبزلين يثير النفور في القطاع التجاري". أكثر مما مللناك في حينه، مللنا اولئك الذين رحبوا بك. وسخرنا قائلين ان "كبار رجالات البلاد عانقوا الرفيق الجديد الذي استقبل في البرج العاجي الاسرائيلي".كان هذا في ايلول 2009، لم نعرف في حينه، ما كان يمكننا أن نعرف في أنك بعد سنتين من ذلك ستشتري خُمس صحيفة يومية هامة. عفوا أننا لم نعرف. المحرر الذي أكد هذا الخبر سيقال، إن لم يكن قد اقيل منذ الان. الخبر سيقال. ليس بسببك، يا ليونيد العزيز. بسبب غياب قدرة التنبؤ. من لا يعرف كيف يتنبأ لا يطيل العمر عندنا. منوحي دنكنر هو الاخر نعتزم أن نطلب منه العفو بعد أن اشترى "معاريف" وان كان من المجدي أن تعرف بان اولئك الذين يطلبون العفو الان من منوحي لن يطلبوا بالضرورة العفو منك يا ليونيد، بل العكس. اسرائيل ليست روسيا: توجد فيها حرية حقيقية. كل واحد حر في أن يعتذر حسب احتياجاته. الصحيفة، يا ليونيد العزيز، هي مغسلة فريدة من نوعها. المغاسل العادية تعرف فقط كيف تنظف. أما الصحيفة فتعرف كيف تنظف وكيف توسخ على حد سواء. الصحيفة هي مغسلة انتقائية. في مجلس ادارة "هآرتس" ستجد ممثلي شركة "دوميننت شاوبرغ" التي تملك، مثلك، خُمس أسهم الصحيفة. الشركة الالمانية العزيزة هذه اتهمت في الماضي بالتعاون مع النازيين. في مجرد قرارها شراء حقوق ملكية في صحيفة في اسرائيل نظفت كل وصمة عار في ماضيها، بأثر رجعي. الربح الاقتصادي قد لا يكون اليوم في الصحف المطبوعة، لا في العالم وبالتأكيد ليس في اسرائيل. أما الربح الاخلاقي فلا يزال موجودا. ولكن هذا انت تعرفه بالتأكيد. فلا بد انك قرأت امس في صحيفتك بانك لم تعد الثري اياه – أنت "من اوائل المستحدثين الشبان في روسيا". انت لم تعد "موضع خلاف" – أنت "تعنى بمحبة الناس الكبيرة". سامي عوفر حظي بان تحول من مستغل الدولة الى كبير الاسخياء بعد موته فقط. اما انت فقد حظيت بذلك وأنت على قيد الحياة. وهذا رائع. الامر الوحيد الذي يثقل على فرحتنا هو أننا لا نعرف من سيكون التالي بعدك. من سيشتري نصيبا آخر في ملكية الصحيفة بعد بضع سنوات. لو كنا نعرف لكنا تجاوزناه في التقرير اللاذع التالي الذي نكتبه ضد الاغنياء الكبار. كن لطيفا واكشفه لنا. فالخبر سيوفر علينا طلب العفو مع قدوم اليوم. في تفكير ثانٍ، وحتى في التقرير اياه الذي طلبنا عنه العفو مرتين وثلاث مرات، كانت بارقة نبوءة. وأنت مدعو لان تعود لتقرأ الجملة الاخيرة في الفقرة السادسة – لم نلمسها. "كبار البلاد عانقوا الرفيق الجديد الذي استقبل في البرج العاجي الاسرائيلي".وهذا هو عنواننا الرئيس اليوم ايضا.