خبر : الحكماء: مسؤولية إقامة الدولة الفلسطينية تقع على عاتق الأمم المتحدة ومجلس الأمن

الأحد 12 يونيو 2011 04:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحكماء: مسؤولية إقامة الدولة الفلسطينية تقع على عاتق الأمم المتحدة ومجلس الأمن



لندن / سما / دعت منظمة الحكماء زعماء العالم الى دعم توجه الفلسطنيين للحصول على اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية في أيلول المقبل  في رسالة وجهتها المنظمة الى كافة زعماء العالم، قالت فيها بأن " الهدف من كتابة هذه الرسالة هو المساعدة في تحقيق السلام والأمن في المنطقة ونحن على استعداد للقيام بكل ما في وسعنا تحقيق ذلك". واشارت المنظمة في رسالتها الى أن الحكماء يشعرون "بقلق بالغ إزاء عدم احراز تقدم نحو التوصل الى حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.  وبناءً على ذلك نكتب لنحثكم على تسخير الوزن السياسي لحكومتكم لدعم الجهود الحالية الرامية إلى تحسين فرص تحقيق حل مرض في هذه القضية التي طال استحقاقها".  واضافت : يستطيع المجتمع الدولي ومن خلال دعم الوحدة الفلسطينية، بما في ذلك دعم تشكيل حكومة جديدة غير حزبية مسؤولة عن التحضير لإجراء انتخابات جديدة لعام 2012 وإعادة بناء قطاع غزة، أن يظهر التزامه العملي في حل اقامة الدولتين. وأكد الحكماء بأن نية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المعلنة للحصول على اعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية في بداية دورتها السادسة والستين والمنعقدة في أواخر شهر سبتمبر/أيلول،  "لا يتعارض مع الرغبة في التفاوض من أجل التوصل الى تسوية للصراع." وأضافوا بأن هذا الجهد يجب دعمه "كوسيلة لتحفيز مفاوضات جادة، بعكس ما يدعيه البعض بأنه محاولة لعزل إسرائيل، فأننا نرى بأنه خطوة لتشجيع إسرائيل على تسريع رغبتها في حل المعضلات الأساسية التي تواجهها مرة والى الابد، لطالما لاحقتها هذه المعضلات منذ تأسيسها في عام 1948." وتابع الحكماء "وبالأخذ في الحسبان دور الأمم المتحدة التاريخي في إقامة دولة إسرائيل من خلال تمريرها لقرار رقم 181 في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، وفشل المجتمع الدولي فيما بعد في المساعدة على إيجاد دولة فلسطينية موازية كما كان مقرراً على أرض فلسطين التابعة سابقا للانتداب البريطاني، فإنه ينبغي على الجمعية العمومية ومجلس الأمن الان اعادة تحمل مسؤولياتهما المركزية في هذه القضية." واضافوا "ندرك جيدا، بأن اعتراف الامم المتحدة  لن يغير الوضع القائم على الارض في الأراضي المحتلة كما أنه لن يؤثر على الحاجة إلى تكثيف المفاوضات الثنائية ما بين إسرائيل والفلسطينيين لحل القضايا الجوهرية، وهي: الحدود، واللاجئون، والأمن، والمستوطنات، والمياه، ووضع القدس".  وأعرب الحكماء عن خشيتهم من انجراف المنطقة نحو العنف اذا لم يتم إحياء الجهود لتحقيق اتفاق سلام مبني على المعالم المعروفة للحل القائم على دولتين، وان ذلك "قد يلغي كل العمل الجاد المبذول لبناء الدولة الفلسطينية، وخاصة أن أراضيها المستقبلية ستبقى تحت الاحتلال. ففي شهر مايو/أيار وحده، قُتل 15 وجرح المئات من جراء إطلاق الرصاص الإسرائيلي على المتظاهرين العزل على الحدود الإسرائيلية الأربعة." وأكد الحكماء على دعمهم للمقاومة الفلسطينية السلمية لانهاء الاحتلال، "وسنستمر في دعم هذا الجهد المشروع. إلا أن الخطر يكمن في أن حوادث العنف، بغض النظر عمن يرتكبها قد تودي إلى الدخول في دائرة من إراقة الدم." وأنه "وفي ظل هذا الوقت الحرج والمليء بالتقلبات في المنطقة، نحث المجتمع الدولي للعمل معا لدعم الإسرائيليين والفلسطينيين في التوصل إلى اتفاق عادل ودائم، وأن  يتم تحقيقه من خلال وساطة منصفة وقوية. كما ندعو جميع الحكومات إلى اتخاذ نهج مبني على الحقوق في حل هذا الصراع الرهيب وإلى الإصرارعلى أن تكون المفاوضات المستقبلية مبنية على احترام حقوق الإنسان العالمية والقانون الإنساني الدولي." وأشار الحكماء الى أن العالم يجب ان يدعم الوحدة الوطنية الفلسطينية وممارسة نهج جديد للتوصل الى حل دولتين قابلتين للحياة بناء على القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك "التخلص من سياسات الماضي التي أدت إلى تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية المنتظرة (قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية) إلى كانتونات صغيرة متفرقة أكثر من أي وقت مضى.  ونقترح بدلا من ذلك، اتباع نهجاً جديداً يعزز التزاماً مشتركاً لبناء دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتواصلة جغرافيا على الأراضي الواقعة خارج الخط الأخضر لعام 1967، وهو ما أعلنه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما في 19 مايو/أيار كهدف لسياسة حكومته." واضاف الحكماء: إن التغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم العربي خلال الأشهر الأخيرة ، أكدت الرغبة الفطرية لدى جميع البشر  في تحقيق الحرية والكرامة، وهي رغبة لا تقل إلحاحا بالنسبة للشعب الفلسطيني. وفي هذه اللحظة الحرجة ندعو جميع الحكومات في مختلف أنحاء العالم لدعم الجهود المتجددة لتحقيق حل شامل يستند إلى القانون الدولي واحترام الحقوق الأساسية للإنسان.   وكان الحكماء قد دعوا سابقا أكثر من مرة إلى المصالحة ما بين الفلسطينيين أنفسهم كخطوة أساسية نحو تحقيق أهداف أكبر تتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وايجاد الظروف المناسبة لإقامة دولة مستقلة تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل. ورحبوا بالاتفاق الموقع في القاهرة في 4 مايو/أيار بين حركتي فتح وحماس،  كخطوة في الاتجاه الصحيح. وأكدوا  بأن هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به على أرض الواقع لترجمة رغبة  الطرفين المعلنة للتعاون الحقيقي، والتي من شأنها تمكين الفلسطينيين من العيش في مجتمع ديمقراطي حر مبني على سيادة القانون.  يذكر أن منظمة الحكماء هي مجموعة مستقلة من القادة العالميين البارزين أسسها نيلسون مانديلا عام 2007. وتعمل الحكماء، بخبرات وتأثير أعضائها الجماعي، على دعم السلام والتصدي للأسباب الرئيسة لمعاناة البشر والترويج للاهتمامات التي تشترك فيها البشرية جمعاء. وتتألف الحكماء من مارتي أهتيسآري وكوفي عنان وإيلا بهات والأخضر الإبراهيمي وجرو برونتلاند زفرناندو هنريك كاردوسو وجيمي كارتر وجراسا مايكل وماري روبنسون وديزموند توتو (الرئيس)، علاوة على عضوي الشرف نلسون مانديلا وأونج سان سو كي.