قبل شهر ونصف الشهر من التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن في الامم المتحدة، بعثت وزارة الخارجية الى السفارات الاسرائيلية في الخارج خطة العمل التي تستهدف محاولة منع الاعتراف بدولة فلسطينية في شهر ايلول. وتكشف "هآرتس" النقاب عن الخطة التي تتضمن خطوات دبلوماسية في أرجاء العالم. ونقلت الخطة الى السفارات الاسرائيلية في الخارج في نهاية الاسبوع الماضي في عدة رسائل سرية بعث بها مدير عام وزارة الخارجية رفائيل باراك ورؤساء الاقسام المختلفة. قبل بضعة أيام من ذلك نقل الى كل الدبلوماسيين الاسرائيليين في البلاد وفي الخارج بلاغ عن الغاء الاجازات في ايلول. ووصل مضمون البرقيات الى "هآرتس". ويوم الخميس الماضي، بعث مدير عام وزارة الخارجية للسفارات ببرقية بعنوان "احباط الخطوة الفلسطينية المتوقعة في الامم المتحدة في ايلول – تعليمات للعمل". "الهدف الذي قررناه هو الوصول الى الحد الاقصى من عدد الدول التي تعارض خطوة اعتراف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية"، كتب مدير عام وزارة الخارجية للسفراء. "الموقف من الخطوة الفلسطينية سيكون موقفا تتآكل فيه شرعية اسرائيل... الادعاء الاساس هو انه من خلال الخطوة في الامم المتحدة يحاول الفلسطينيون تحقيق اهدافهم بغير طريق المفاوضات مع اسرائيل مما يكسر المبدأ القائل ان السبيل الوحيد لحل النزاع يمر بالمفاوضات بين الطرفين". التوجيهات للسفراء كانت لاعداد خطة عمل مركزة، كل واحد للدولة التي يخدم فيها، وتحقيق هدف وزارة الخارجية في القدس حتى نهاية الاسبوع: 10 حزيران. وكتب مدير عام وزارة الخارجية يقول ان "الهدف هو ان تصوت الدولة التي تخدمون فيها ضد الاعتراف بدولة فلسطينية. على خطتكم ان تتضمن توجها الى أعلى المستويات السياسية، ممارسة مضاعفات القوة ذات الصلة (الجالية اليهودي، المنظمات غير الحكومية وغيرها) استخدام وسائل الاعلام، التأثير على الرأي العام المحلي والاعلام الدعائي تجاه الجماهير المستهدفة ذات الصلة". وأفاد مدير عام وزارة الخارجية السفراء باقامة "محفل ايلول" برئاسة رئيس قسم الشرق الاوسط، السفير يعقوب هداس. وكتب باراك للسفراء يقول ان "الفريق يعنى بتحليل امكانيات العمل المتوفرة أمام الفلسطينيين، البدائل التي لدى اسرائيل لاحباط الخطوة وبلورة خطة سياسية، اعلامية ودعائية. عليكم أن تبلغوا هذا المحفل بنشاطاتكم مرة كل اسبوع". وأجمل مدير عام وزارة الخارجية برقيته بقول يبدو من خلاله أن حتى هو لا يؤمن به. "المهمة التي القيت على عاتقنا ليست سهلة، ولكني واثق انه بقوى مشتركة سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق الهدف الذي وضعناه لانفسنا"، كتب باراك. مصدر في وزارة الخارجية اشار الى أن تعليمات وزير الخارجية ومدير عام وزارة الخارجية للسفراء هو عدم التخلي مسبقا عن أي دولة والعمل مع أعلى المستويات الممكنة في كل دولة. يوم الاحد، 5 حزيران، بعث رئيس قسم غربي اوروبا ناؤور غليئون برقية تواصل سرية للممثليات الاسرائيلية في الاتحاد الاوروبي. برقية مشابهة بعث بها مؤخرا رئيس قسم اوروبا – آسيا، بنحاس أفيفي، الى الممثليات الاسرائيلية في شرقي اوروبا وفي الاتحاد السوفييتي السابق. وكانت البرقية للممثليات في الاتحاد الاوروبي مختلفة بعض الشيء. "نحن نطلب اعداد خطة عمل كي نحمل الدولة التي تخدمون فيها نحو الاعتراض او الامتناع في التصويت في الامم المتحدة"، كتب غيلئون. بعد ذلك، بسط غيلئون امام السفراء تقويم وزارة الخارجية بشأن طبيعة تصويت 27 عضو في الاتحاد الاوروبي. وكتب يقول انه "لتقديرنا سيجد الاتحاد الاوروبي صعوبة في اتخاذ قرار اجماعي في موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ومع ذلك واضح لنا أن جهاز الاتحاد الاوروبي في بروكسل سيحاول الدخول في حوار مع الفلسطينيين لتلطيف حدة مشروع القرار والسماح لاعضاء الاتحاد الاوروبي بتأييده". وتتضمن البرقية تقسيما لدول الاتحاد الاوروبي الى ثلاث مجموعات: • دول سبق أن أعربت عن معارضتها لاعتراف من طرف واحد بدولة فلسطينية وأعلنت عن ذلك علنا. مصدر في وزارة الخارجية احصى ألمانيا وايطاليا في هذه المجموعة. • دول موقفها ليس واضحا بعد، ولا سيما تلك في الكتلة الشرقية السابق التي سبق ان اعترفت بدولة فلسطينية في 1988. ومع هذه الدول توجد تشيكيا، سلوفاكيا، بولندا، هنغاريا، رومانيا، بلغاريا وغيرها. نتنياهو وليبرمان سيسافران بعد اسبوعين في زيارات منفصلة الى هذه الدول.• دول درجت على تأييد الموقف الفلسطيني بشكل تقليدي ومن المتوقع أن تصوت مع الاعتراف بالدولة مثل السويد، ايرلندا، بلجيكيا، البرتغال ولوكسمبورغ. والى ذلك تتعاظم الضغوط من جانب الجامعة العبرية لتغيير صيغة الاعلان عن الاعتراف واعطائه طابعا اكثر استفزازا وعملية وقدرا أقل من التصريحية والرمزية.