الاضطرابات في ليبيا وان كانت تبدو بعيدة جدا من ناحية جغرافية، الا انهم في القدس قلقون الان على الاقل من أثر واحد لها: مسار تهريب جديد لصواريخ غراد بواسطته ادخلت الى قطاع غزة منذ الان مئات الصواريخ. المعارك في قلب ليبيا أدت الى وهن السلطة المركزية للقذافي، الذي يكافح ضد قوى المعارضة، وتدفق وسائل قتالية كثيرة الى منظمات الارهاب وتجار السلاح. قسم من هذه الاسلحة على الاقل تم تهريبها الى غزة. حماس في القطاع تعززت قوتها في الاسابيع الاخيرة بمئات صواريخ غراد بقطر 120 – 122 ملم، والتي تصل مداها الى 60 – 70كم. هذه الصواريخ يمكنها أن تهدد بسهولة مركز البلاد. كما تم تهريب صواريخ بقطر 60ملم لمسافات قصيرة، بنادق وذخيرة كثيرة. كما وصلت الى اسرائيل معلومات عن صواريخ قديمة من انتاج روسيا مضادة للدبابات بيعت في الماضي لليبيا ووصلت الان الى اياد غير مسؤولة في جنوب الدولة. في جهاز الامن يخشون من أن هذه ايضا من شأنها ان تهرب الى القطاع. مسار التهريب الجديد، الذي ينطلق من ليبيا ويمر عبر مصر، سيناء ومن هناك الى الانفاق في غزة، يقض مضاجع محافل الامن في اسرائيل. ويحاول المصريون مكافحة الظاهرة الجديدة ويعترضون قوافل سلاح عبر الجو. ومع ذلك، فان العديد من القوافل لا تزال تنجح في الوصول الى الانفاق. والى ذلك، فمع فتح معبر رفح من قبل السلطات في مصر، في اسرائيل قلقون من أن يستغل المعبر من جهات ارهابية بتهريب وسائل قتالية الى غزة، بالتوازي مع تواصل النشاط عبر الانفاق. وقد أوضحت اسرائيل للمصريين بانها ترى فيهم المسؤولين المباشرة عن كل ما يمر في معبر رفح. قبل بضعة ايام اغلق المصريون المعبر بعد ان امسكوا بمهربي سلاح، الا انه رغم التنسيقات الامنية الجارية بين القدس والقاهرة، في اسرائيل لا يعرفون بشكل كامل ما هي الوسائل التي يتخذها المصريون كي يتأكدوا من أنه لا يمر عبر معبر رفح عناصر معادية. عاموس جلعاد، رئيس القيادة السياسية الامنية في وزارة الدفاع زار القاهرة مؤخرا. وكان هدف الزيارة البحث ليس فقط في موضوع معبر رفح بل وايضا الوضع في سيناء ومسائل ذات جوانب أمنية اخرى.