خبر : المتابعة وضبط النفس/هآرتس

الجمعة 10 يونيو 2011 03:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
المتابعة وضبط النفس/هآرتس



تعيش سوريا أزمة عميقة. النظام فيها يتصدى لاحد التهديدات الاشد في تاريخ الانظمة في الدولة – حين يتبين له بان الجمهور السوري المطيع والخانع لم يعد مستعدا لان يتحمل حكم القمع الفظيع الذي انتهجته عائلة الاسد. الجمهور السوري يتطلع الى أن يحقق الان ما حققه الجمهور المصري والتونسي، وهو مستعد لان يقاتل مثل الجمهور الليبي. هذه مفاجأة لم يتوقعها النظام السوري – الذي لا يزال يؤمن بالاستخدام الوحشي للسلاح، التعذيب واساليب التخويف الاخرى وان بوسع هذه ان تهدىء الجمهور في النهاية.  خلافا للموقف من مصر وليبيا، قررت الدول الغربية ان ترد على ما يجري في سوريا ببطء وبحذر، من خلال ضغط دبلوماسي، عقوبات وشجب في الامم المتحدة. وينبع حذرها ضمن امور اخرى من أنه ليس للنظام السوري بدل مسلم به مثل مؤسسات الحكم في مصر، ومن ان سوريا اكثر اهمية بكثير من ليبيا، بحيث أن من سيتسلم الحكم فيها، كما يؤمن الغرب، يمكنه أن يكسب فقط. سوريا تعتبر دولة قادرة على كبح جماح حزب الله، على ان تقرر مدى تدخل ايران في لبنان ومساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب في العراق. هذه اعتبارات ثقيلة الوزن تدفع الغرب الى الامل بان الاسد سيوافق على تطبيق اصلاحات ذات مغزى دون أن يضطر الى ترك منصبه.  اسرائيل لا يحق لها اتخاذ سياسة مغايرة عن تلك التي تتخذها الان الدول الغربية. اذا كان هناك من يعتقد ان النظام في سوريا يمنح اسرائيل فرصة "لتغيير الواقع" فمن الافضل الا يخطىء بالوقوع في اوهام خطيرة: ولا سيما عندما تحتفل اسرائيل هذه الايام بذكرى الـ 29 لاجتياح لبنان، والذي كان هدفه هو الاخر تغيير الواقع في دولة اخرى. وفضلا عن ذلك، كدولة محتلة، وبنفسها استخدمة وتستخدم السلاح ضد المواطنين الفلسطينيين في المناطق وفي اسرائيل، فان اسرائيل بعيدة عن ان تشكل قدوة تسمح لها بان تشجب الاخرين. عليها أن تتابع عن ذلك ما يجري في سوريا، فحص السيناريوهات المحتملة بالنسبة لمستقبلها وعرض سياسة يمكنها في المستقبل أن تكون مقبولة من كل نظام في سوريا ومن باقي دول المنطقة. اذا كانت اسرائيل تتطلع الى تغيير الواقع في المنطقة، فمن الافضل لها أن تبدأ بتبني المبادرات الرامية الى دفع المفاوضات مع الفلسطينيين الى الامام.