غزة / سما / طالب باحثين/ات وأكاديميين/ات في قطاع غزة بضرورة التشبيك بين المؤسسات البحثية الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تخص المرأة والنوع الاجتماعي، ووجود مؤسسات بحثية أكثر لتكون قادرة على البحث في قضايا النساء وتحديث البيانات الخاصة بالنساء الفلسطينيات وانعكاسات الأوضاع السياسية والاجتماعية عليهن لتتمكن النساء من أن يخرجن من دائرة الفعل ورد الفعل ويصبحن قادرات على الحراك وأن يكن قياديات لا دوما ضحايا. جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز شؤون المرأة بالتعاون مع جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية في مقر الأخيرة، حول "البحث العلمي وتوظيفه في قضايا المرأة"، بحضور عدد من الباحثين/ات والأكاديميين/ات في غزة. وفي مداخلة كانت بعنوان "تجربة مركز شؤون المرأة في مجال الدراسات والأبحاث الخاصة بالمرأة الفلسطينية"، قالت هداية شمعون منسقة الأبحاث في المركز " علينا أنسنة البحث -إن جاز لنا التعبير- وعدم التعامل مع النساء فقط أنهن أرقاما في دراسة بل يجب أن نشعر كباحثات بقيمة هؤلاء النساء وتجاربهن". وأكدت شمعون على ضرورة وجود التكاملية في الأبحاث الخاصة بقضايا المرأة بين المؤسسات النسوية والأكاديمية والجهات الحكومية وضرورة توحيد الجهود والخبرات لما يفيد صالح المرأة الفلسطينية. وحول جهود مركز شؤون المرأة في مجال الأبحاث قالت شمعون " لقد سعى المركز إلى تصدير الدراسات والأبحاث و المعلومات المتعلقة بالمرأة الفلسطينية سواء كانت بيانات كمية أو كيفية للجهات المعنية أفرادا أو مؤسسات للمساهمة في رسم السياسات وتجسيد آليات تدخل مناسبة وتصميم برامج عمل تخدم النساء وتعمل على تغيير واقعهن وتحسينه بشكل تنموي ومعرفي مميز". وأضافت " إن الأبحاث التي يقوم بها مركز شؤون المرأة هي محاولة مستديمة لإسماع صوت النساء وإعطاؤهن فرصة بقول ما يرغبن والتعبير عن همومهن واهتماماتهن واحتياجاتهن، فصوت النساء لازال غير مسموعا بالشكل المطلوب، كما أننا دوما نؤكد من خلال الأبحاث التي عملنا عليها أن النساء ليست أرقاما في كتاب بل هن حياة نابضة ولديهن تجاربهن وخبرتهن وقدراتهن التي لا يمكن اكتشافها إلا من خلال الغوص في حياتهن وتفاصيلهن اليومية لفهم موقع النساء في الخارطة السياسية والإعلامية". وأوضحت شمعون بأن للمركز العديد من الدراسات البحثية والتي أضافت على الرصيد المعرفي ولم يقتصر الاهتمام على الصعيد المحلي بل رافقه اهتمام عربي ودولي بهذه الدراسات وغدا المركز مصدرا للمعلومات الموثقة والتفصيلة حول قضايا المرأة الفلسطينية وهذا ما نسعى له ولازلنا من خلال إعداد الدراسات والأبحاث، واهتم المركز بإجراء استطلاعات رأي لقياس آراء الجمهور الفلسطيني بنسائه ورجاله في قضايا من المهم طرحها. من جانبها أكدت د.مريم أبو دقة مديرة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي ونشره في الجامعات والمؤسسات وفي المجتمع. وشددت د. أبو دقة على دور الإعلام في التركيز والتظهير لأهمية البحث العلمي وتوظيفه لمشاكل المجتمع والنساء بشكل خاص. ودعت إلى الابتعاد عن الإنشاء في الأبحاث والاعتماد على الأرقام الحقيقية بدلاً من التخمين أو الأحاسيس التي لا تتلاءم مع لغة العصر. وأوضحت د. أبو دقة بان للبحث العلمي أهمية كبرى في خدمة المجتمعات حيث يتم الكشف الحقيقي عن كافة الثغرات التي تمكن أصحاب القرار على العمل لسد هذه الثغرات. و قال د. أبو دقة " أن البحث العلمي في المنطقة العربية وفلسطين بشكل خاص لا يعطى الأهمية التي تستحق وذلك لعدة أسباب أهمها الاحتلال الإسرائيلي وسوء الحال وعدم وجود خطة وطنية إستراتيجية تشجع البحث العلمي. من جهته قال د.نبيل الطهراوي خلال مداخلته التي كانت بعنوان "دور وأهمية البحث العملي"، "الضعف في مجال البحث العلمي يكاد يكون مشكلة مشتركة ومتشابهة بين كل الدول العربية، مع اختلاف طفيف فيما بينها، فيكاد البحث العلمي يكون شبه مهمل في التخطيط وإعداد الموازنات، ونتيجة للأوضاع السياسية غير المستقرة، فاغلب الإنفاق في دولنا يتوجه لمجالي الأمن والتسليح". وأضاف د. الطهراوي "أن البحث العلمي يعاني من أزمات، حيث يواجه البحث العلمي تحديات سياسية ومالية ومعرفية و إدارية و ثقافية إضافة إلى إشكاليات أكاديمية تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على الجامعات لتوفير المستلزمات من اجل النهوض بالبحث العلمي. واستعرض د.الطهرواي إحصاءات تعكس الواقع المتدني للبحث العلمي في الدول العربية تؤكد على أن ملف البحث العملي في العالم العربي هو الأسوأ على مستوى العالم.