خلاف حاد في القيادة الفلسطينية حول الخطوة أحادية الجانب في الامم المتحدة في شهر ايلول. فبينما رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) مصمم على خوض الخطوة، أعربت مجموعة من كبار المسؤولين الفلسطينيين في الاسابيع الاخيرة في احاديث مغلقة عن سلسلة تحفظات من التوجه الى الامم المتحدة لتلقي الاعتراف بدولة فلسطينية وحذرت من ان الضرر الذي سيلحق بالفلسطينيين من شأنه ان يفوق المنفعة. دبلوماسيان اوروبيان كبيران أجريا في الاسابيع الاخيرة محادثات مع مسؤولين فلسطينيين وكذا ثلاثة محافل اسرائيلية، بعضها من خارج الساحة الحكومية وبعضها في مناصب سياسية رفيعة، قالت لـ "هآرتس" انه توجد جدالات عسيرة في القيادة الفلسطينية حول الخطوة. في مجموعة المعارضين يمكن ايجاد محافل رفيعة المستوى مثل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، رئيس الوزراء السابق احمد قريع (أبو العلاء) والسفير الفلسطيني السابق في الامم المتحدة ناصر القدوة. ومعارضة القدوة ذات مغزى خاص بسبب حقيقة انه يعتبر المحفل الفلسطيني الأكثر تجربة بالنسبة للامم المتحدة. كما ان القدوة يعتبر ايضا أحد المرشحين لخلافة أبو مازن بعد اعتزاله.وقال دبلوماسي اوروبي كبير قبل نحو اسبوع لوزيرين فلسطينيين وتحدث معهما إن "المزيد فالمزيد من المسؤولين الفلسطينيين بدأوا يعيدون النظر في جدوى الخطوة في الامم المتحدة". مصدر فلسطيني التقى مؤخرا بعض المسؤولين الفلسطينيين ممن يعارضون الخطوة قال ان "بعضهم بدأ يفهم بأن التوجه الى الامم المتحدة ربما يضر باسرائيل ولكنه لن ينفع الفلسطينيين بالضرورة".أحد المبررات المركزية التي تطرحها مجموعة المعارضين هو ان من شأنه ان تكون للخطوة احادية الجانب آثار خطيرة في كل ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة ولا سيما مع الكونغرس. مبرر آخر يطرحه المعارضون هو انه في اليوم التالي لقرار الامم المتحدة فان الفلسطينيين وإن كانوا سينالون اعترافا دوليا الا انه لن يطرأ أي تغيير في الوضع على الارض. في مثل هذا الوضع يوجد خطر التصعيد في الضفة الى درجة انتفاضة جديدة. كما يعتقد المعارضون ا يضا بأن الاعتراف في الامم المتحدة من شأنه ان يمنح الفلسطينيين بدولة في حدود مؤقتة فقط ويشطب عن الطاولة مسائل مثل القدس واللاجئين.يوم الاثنين التقى مبعوثان عن أبو مازن – صائب عريقات ونبيل ابو ردينة – في واشنطن مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. ونقل عريقات وابو ردينة لكلينتون رسالة من أبو مازن تفيد بأن السلطة الفلسطينية مستعدة للعودة الى المفاوضات فورا على أساس خطاب الرئيس اوباما في 19 أيار، ولكن فقط اذا ما أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن استعداد مشابه بشكل علني.تخوف أبو مازن المركزي هو من استخدام امريكا لحق النقض الفيتو في مجلس الامن، وحاول عريقات اقناع الامريكيين بأنه فور نيل الاعتراف بدولة فلسطينية سيستأنف أبو مازن المفاوضات مع اسرائيل. بل ان عريقات قال لكلينتون ان أبو مازن مستعد للتعهد بذلك خطيا بل والاعلان بأنه يعترف بدولة اسرائيل في حدود 1967.الى جانب أبو مازن يؤيد الخطوة احادية الجانب صائب عريقات ونبيل شعث، الذي يقود خطا متطرفا ضد اسرائيل وكان بين اولئك الذين شجعوا أبو مازن على الموافقة على المصالحة مع حماس.