خبر : الهروب من الاسد../يديعوت

الخميس 09 يونيو 2011 02:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
  الهروب من الاسد../يديعوت



الثورة المدنية في سوريا ترفض الخبو، والنظام يجد صعوبة في قمعها رغم القبضة الحديدية التي يستخدمها. فبعد اسابيع من المظاهرات العاصفة التي قمعت بعنف من الجيش بدأ المواطنون يفرون من الدولة. بالتوازي سجلت حالات اولى لضباط في الجيش اختاروا أن يضعوا سلاحهم ويفروا. مئات اللاجئين، بينهم نساء، اطفال ورجال جرحى اجتازوا في الايام الاخيرة الحدود قرب مدينة جسر الشاغور في الشمال الغربي لسوريا، والتي كانت في الايام الاخيرة بؤرة المواجهات بين معارضي النظام وقوات الامن. واجتاز اللاجئون الاوائل الحدود منذ أول أمس. أمس، بعد أن أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رسميا بانه لن يغلق الحدود، اجتازت الحدود موجة ثانية من اللاجئين.  "نحن نخاف أن نكون درعا رقم 2"، قال احد اللاجئين، مصطفى سعيد، الذي فر مع عائلته من المدينة. "رأينا وحدات عليا من الجيش تنتشر في مداخل جسر الشاغور وعرفنا باننا اذا لم نهرب – فسيصفونا دون حساب مثلما فعلوا في درعا".  لاجيء آخر يسمى محمد، يسكن هو أيضا في المدينة اضاف: "في السبت دفنا موتانا. بعد أن أنهينا بدأت قوات الامن تفتح النار. أطلقوا علينا النار من مبنى البريد المركزي ومن كل الاتجاهات. رأينا الكثير من الجثث وحاولنا الاختباء".  "آخر شيء أتذكره هو قناص يطلق النار عليّ"، روى رفيق محمد، سليم، الذي اصيب في اثناء الفرار. "الرصاصة حطمت عظمي وخرجت من الجانب الاخر من الورك. حاولت تحذير رفاقي، ولكن رصاصة اخرى اصابتني وعندها فقدت الوعي".  ونقل اللاجئون الى معسكر خيام قرب الحدود، بل وبعث رئيس الوزراء التركي سيارات اسعاف عالجت الجرحى بينهم. "في هذه المرحلة لا يشكل اغلاق البوابات حتى امكانية"، اعلن اردوغان الذي أعرب عن قلقه مما يجري في سوريا وحث الرئيس الاسد على "تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها وتعهد بها قبل شهرين وبسرعة".  أمس نشرت روايات مختلفة حول ملابسات موت 120 مسلحا في جسر الشاغور يوم الاثنين. ففي الوقت الذي ادعى فيه الحكم بان القتلى هم جنود وضباط اطلقوا بنار "عصابات مسلحة" فان محافل المعارضة السورية تدعي بان الحديث يدور على الاطلاق عن مواجهة عسكرية داخل الجيش، في اثنائها اطلقت النار على ضباط وجنود هددوا بالفرار من الجيش على خلفية معارضتهم لقتل المتظاهرين.  وبالفعل، الشروخ في الجيش السوري بدأت تظهر. أمس اختار جنود وضباط الفرار أمام عدسات التلفزيون. شبكة "الجزيرة" بثت فيلما قصيرا يعلن فيه الملازم عبدالرزاق محمد طلاس عن فراره بسبب "افعال غير اخلاقية وغير انسانية نفذها جنود الفرقة الرابعة". جندي آخر، النفر وليد كشمعي، يخدم في الوحدة المختارة للحرس الوطني السوري (الذي يقوده شقيق الرئيس الاسد)، وجه نظرة الى كاميرا قناة اخرى واعلن بانه قرر الفرار "بسبب اوامر تلقيتها باطلاق النار على متظاهرين قلائل غير مسلحين". وحسب التقارير المختلفة، فان بضع عشرات الجنود والضباط الذين قرروا الفرار "عولجوا" بقبضة حديدية.  التوتر في قيادة حكم الاسد بلغ أمس ذروته قبيل النقاش الخاص الذي جرى في مجلس الامن في الامم المتحدة على شجب سوريا. ويدور الحديث بالتأكيد عن شجب حاد بادرت اليه فرنسا وبريطانيا. أمس كان لا يزال غير واضح متى سيجرى التصويت على الشجب، ولكن رئيس الوزراء البريطاني حذر روسيا من استخدام الفيتو على القرار. في هذه الاثناء نجح الرئيس الاسد في فتح جبهة جديدة حيال الفلسطينيين الذين يسكنون في سوريا أيضا وذلك بعد أن تبين أن بضع عشرات الفلسطينيين الذين يسكنون في مخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق اجبروا على المشاركة في مظاهرات يوم النكسة في هضبة الجولان، والتي قتل فيها بعض منهم. "الشباب الفلسطينيون الذين ارسلوا الى الجولان حاولوا الاعتراض"، ادعى محمد رشوان (25 سنة) يسكن في المخيم. "ولكن نشطاء منظمة احمد جبريل (المعروف كمؤيد للاسد) بعثوهم الى هناك بالقوة كي يصرفوا الانتباه عن السلوك الفاشل لبشار والصراعات العنيفة التي يديرها كي يبقى في الحكم". وحسب أحد التقارير، فعلى خلفية هذه الاحداث غادر أمس سرا الامين العام لحماس خالد مشعل الدولة ووصل الى قطر.