خبر : 5 يونيو 1967 .. اليوم الذي بكى فيه الرجال ..!..علاء أسعد الصفطاوي

الأحد 05 يونيو 2011 11:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
5 يونيو 1967 ..  اليوم الذي بكى فيه الرجال ..!..علاء أسعد الصفطاوي



.. نعم كان يوما ..... ، قاسيا ..جدا لا .. بل ربما  لا يوجد كلمه في قاموس الانسان على الأرض يمكن أن تصف انفجار الألم  في قلوب الرجال بسببه..! سهم أصاب الأفئدة .. ومزق نياط القلوب .. وحطم مواطن الكبرياء ..، وفتح جرحا عميقا غائرا في الكرامة وفي الذاكره لا يندمل أبدا ..نعم لا يندمل أبدا ..! ذلك  ما مثله يوم سقوط القدس في 5 يونيو 1967م ..، نعم ..لقد نجحت اسرائيل في إشعال حريق كبير  في قلوبنا .. لذلك .. نحن لا زلنا في صباحاتنا وأمسياتنا نتنفس دخان الهزيمه في صدورنا عارا وإثما وسوادا وقطرانا ..؟!!  فهل تدرك "اسرائيل"..حجم الكارثة المعنوية  التي ألحقتها بنا..؟؟!! وهل يعي الغرب خطورة  ما فعلوه ببسب دويلتهم اللقيطة الفاجره .. ؟؟!! ..، يمكن لأمة أن تحطم أمه ..ويمكن لشعب أن يحطم شعب .. ويمكن لدولة أن تحطم دولة أخرى ..لكن كيانا لقيطا مصطنعا لا يمكن له بالمطلق أن يحطم أمة ملء سمع العالم وبصره ..! لقد زرعوا "اسرائيل" كرأس حربه لهجمتهم البربريه الثانيه على المشرق العربي ..بعد أن أمّنوا تفتيت المنطقة وتقسيمها الى خرائط  صغيره وحدود أصغر ..وفق اتفاق يايكس – بيكو عام 1916م .. ولكنهم لم يدركوا حقيقة أنهم بأفعالهم الخسيسة هذه كانوا يستنهضون فينا مارد الكرامة والنخوة والبساله ، وكأنهم كانوا يذكروننا بمواطن العزة فينا والفخار "الاسلام " .. كان أحد أهم وأخطر النتائج المترتبه على هذا الاتفاق وفرضه بقوه الاحتلال العسكري على الأرض .. أنه لأول مره ومنذ ما يقرب من 1300 عام لإقامه النظام السياسي الإسلامي ، ( الخلافه ) أن لا يتمكن المواطن العربي من التنقل والدخول الحر الى باقي الأراضي العربيه .. بسبب الحدود الماديه وسياسه التأشيرات والجمارك الجديده التي أقيمت أساسا كي تمنعه من ممارسه هذا الحق الطبيعي والذي بفضل الإسلام ووحده الأمه مارسه هذا المواطن عبر قرون طويله مضت ولم يكن يمنعه كذلك من ممارسه هذا الحق انشقاق بعض الأمصار واستقلالها عن الدوله الإسلاميه المركزيه الأم سواء كانت عثمانيه أم مملوكيه أم عباسيه أم أمويه أو غيرها .. ..فقط منذ فتره وجيزه لم تتجاوز المائه عام صحا المواطن العربي على واقع غريب وغير مسبوق .. ، واقع ممنوع عليه فيه أن يسافر الى أقربائه أو امتداداته الأسريه في المناطق العربيه الأخرى إلا بعد أن يأخذ الإذن( التأشيره أو الفيزا ) من سلطه الكيان في الدوله العربيه المقابله التي يريد السفر اليها .. أو من سلطه نظامه الكياني الذي يحمل جنسيته .. فمنذ توقيع هذا الاتفاق الإجرامي وحتى الإعلان عن استقلال غالبيه الدول العربيه والإسلاميه بعدها بأربعين عاما بالتقدير المتوسط ..وانسحاب الاحتلال العسكري الغربي المباشر للدول العربيه وبقائه بشكل غير مباشر على جزء كبير من الأراضي العربيه (المحرره) باستثناء وجوده المباشر مؤخرا في بعض القواعد العسكريه هنا وهناك .. وحتى يومنا هذا ..لم يكن الهدف المركزي من فرض خرائط "سايكس- بيكو" على أبناء الأمه يتجسد فقط في تمزيق الأمه وقطع التواصل الأخوي بمختلف أشكاله بين أبنائها بعضهم ببعض ونهب ثرواتها وخيراتها.. بل كان الهدف الأخطر والخبيث من بقاء هذا الإحتلال المباشر لهذه الكيانات لفتره أربعين عاما فوق أراضيها يكمن في( تعويد ) هذه الدول والكيانات الجديده وشعوبها أن تعيش كل دوله وكيان بشكل مستقل عن الآخر ويمارس كل كيان حكم نفسه بنفسه بعيدا عن التواصل مع جيرانه أو تأثير أشقائه في الكيانات الأخرى .. وأن يتشرب في عقله ووعيه وسلوكه اليومي فكره "الكيانيه" ووجود الحدود بينه وبين امتداداته القوميه والسياسه والعائليه والقبليه بل والعرقيه احيانا ..وأن تعلو الهويه الوطنيه القوميه الضيقه على هويه الأمه وثقافتها الواحده..بحيث تصبح جنسيه (القبيله- الكيان ) الجديده هي هويه أبناء الكيان الجديد وجنسيتهم وليس وطن الأمه كلها بشعوبها وكينونتها الثقافيه .. ولم تغادر الجيوش الغربيه الحاقده هذه الكيانات في مرحله ماسمى لاحقا زوراً (الإستقلال) في بدايه سنوات الخمسينات من القرن الماضي إلاّ بعد أن تيقّنت بأنها أرست دعائم دوله ( القبيله ) في مقابل دوله الأمه التي عاشها أبناء الأمه لمده ثلاثه عشر قرنا خلت و بعد أن تيقنت أنها حطمت الوجود الإسلامي السياسيي  المادي على الأرض ممثلا بالدولة المركزية، ليحل محلها مبادىء ونظم وأفكار غريبه عن واقع الأمه وموروثها الثقافي .. وأنظمه استبدادية تغريبيه مستورده تحصر الدين في قضايا جزئيه صغيره لا تتجاوز فقه الحيض والنفاس والمواريث والزواج والطلاق ..ذهبت هذه الجيوش وتركت لنا حدودا ماديه على الأرض تمثل عناوين بغيضه لأكثر من عشرين كيانا سياسياً هشّاً لا تملك جيوش هذه الكيانات المفبركه أدنى القدره على الدفاع عن حدودها دون الإستعانه بقوى الإستكبار الغربي حتى في مواجهه شعوبها فإنها لا تتمكن غالبا من فرض الإستقرار بالقوه الجبريه الباطشه دون الإستعانه سرا أوعلنا بخدمات الغرب وربيبته إسرائيل عبر أجهزه استخباراتها ومرتزقه جيشها .. ذهبت الجيوش الغربيه وخلّفت لنا ميراثا كبيرا من القمامه يدنس شوارع الوطن ووجه الحياه الإجتماعيه فيه .. تاركه لنا كذلك لقيطتها (اسرائيل) كامتداد عسكري سياسي اجتماعي سافر للغرب وكرأس حربه للمشروع الامبريالي الغربي التوسعي في الشرق العربي المسلم ،   كان واضحا أن "الإستقلال" والسلام الوطني الكياني منذ ذلك الحين وحتى اليوم وللأسف أضحيا عنوانا للتمزق والتشرذم .. والوطن (المايكروسكوبي) الجديد اشاره صارخه للتجزئه والتفرق .. والحدود الماديه بين شعوب الأمه الواحده المطلوب حمايتها والدفاع عنها تكريسا للفرقه والخصومه السياسيه بل وتجسيدا للتبعيه الظالمه للقوى الغربيه المهيمنه و على رأسها اسرائيل وقد كانت الضحيه الأولى لاتفاق "سايكس بيكو" الإجرامي هو "فلسطين" وشعبها العربي المسكين داخل الخارطه التي أعطتها اتفاقيه "سايكس- بيكو" للأمــه ثمنا لخيانه بعض الزعامات العربيه المأجوره لدوله الخلافه العثمانيه الآفله وانقلاب العرب عليها آنذاك .. لقد تم الإستفراد بالفلسطينيين أبشع استفراد .. وإخضاعهم لأسوا حمله عنصريه تطهيريه عرقيه عرفها شعب من شعوب أمتنا منذ قيامها..ولا زال الفلسطينيون يعيشون نتائجها على الأرض كل يوم تقتيلا وتهجيرا وذبحا وسجونا ومعتقلات دون أن تتمكن الأمه وشعوبها داخل هذه الكيانات المصطنعه المفبركه وعلى مدى سبعين عاما من الصراع من نجده إخوانهم في فلسطين وبقاع أخرى نجده حقيقيه ، فيما تعرضت بلدان عربيه أخرى للإحتلال والعدوان الغربي الغاشم في مصر والعراق ولبنان ومصر وسوريا..بل لقد طالت يد البطش الاسرائيليه تونس في الشمال الافريقي .. كان منطق العصر التوراتي الجديد يفرض جبروته بالحديد والنار على الأمه من خلال الواقع الكياني المجزء .. ومن خلال أنظمه كرتونيه إجراميه تابعه للغرب وربيبته المجرمه اسرائيل و يقف على رأس أولويات حكامها وحكوماتها الحفاظ على بقاء النظام الكياني وسلطته القمعيه الغاشمه .. اليوم تنهض أمة بأكملها لتطيح بأصنام وتماثيل الغرب التي أرادوها أن تُعْبد في بلادنا .. بعد أن سقط بن على ولحقه حسني مبارك  واليوم جاء الدور على "على صالح" وغدا يقترب حساب القذافي ..هذه أمة حيّة .. حاضره في قلب التاريخ وبطن الجغرافيا ..وكلمات قرآنها ما تزال تتلى بين ظهراني الأمه ..كيف يمكن تحطيمها يا صهاينة الغدر والدم والكهنوت ؟؟!! هذه أمه تمرض ولكنها لا تموت ..، تُهزم  ولكنها تنتصر ..، تتراجع ..ولكنها تتقدم لتسود .. سيبقى يوم 5 يونيو 1967 يوما (تبكي) فيه الرجال حتى يعود الرجال رجال ،السلام عليكم .