في اسرائيل وان كانوا يواصلون معركة الصد لامكانية أن تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية الا انهم يعدون الارضية للفشل: "ليس بوسع أحد أن يمنع القرار بالاعتراف بدولة فلسطينية"، قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. "في الجمعية العمومية للامم المتحدة يمكن حتى اتخاذ قرار بان العالم مسطح". في أثناء استعراض امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست قال نتنياهو انه "ليس لدينا أي امكانية لمنع القرار في الجمعية العمومية. ونحن نتوقع ان نحظى بالدعم من دول قليلة فقط". ومع ذلك اضاف بانه لن يكون ممكنا الاعتراف رسميا بمثل هذه الدولة بدون مجلس الامن، وهناك ليس متوقعا النجاح للخطوة. وشدد قائلا: "من غير الممكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون المرور بمجلس الامن، ومصير هذه الخطوة هو الفشل". في محيط نتنياهو يقولون ان النقاش الحاسم هو الذي سيجري في مجلس الامن في الامم المتحدة، وليس في الجمعية العمومية، وذلك لان الاعلان عن اقامة دولة فلسطينية لن يكون له مفعول قانوني اذا لم يأتِ في أعقاب توصية من مجلس الامن. وبالتالي فان النشاط الدبلوماسي تركز عليه اسرائيل في مجلس الامن، بهدف اقناع الاعضاء فيه باسقاط مشروع القرار أو عند انعدام البديل الاعتماد على فيتو أمريكي. محافل في محيط نتنياهو تقول ان جهدا دبلوماسيا اضافيا يركز على تحقيق كتلة من 40 حتى 60 دولة، بمن فيهم دول مؤثرة كدول الاتحاد الاوروبي، كندا، استراليا واليابان لتعارض خطوة احادية الجانب او تمتنع عن التصويت. ومع ان مثل هذه الكتلة من المعارضة لن تمنع اتخاذ القرار، الذي من المتوقع أن يقر باغلبية 120 دولة، الا انه كفيل بان ينزع الشرعية عن الخطوة الفلسطينية. وفي هذه الاثناء يخوض الامريكيون جهودا لبلورة صيغة تعيد ابو مازن ونتنياهو الى طاولة المفاوضات في محاولة أخيرة ربما لمنع التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة في أيلول. في أعقاب خطاب اوباما، الذي وقف فيه الرئيس الامريكي ضد الاعلان من طرف واحد في الامم المتحدة – يلاحظ الامريكيون الان صدعا في سور العناد الفلسطيني في عدم العودة الى طاولة المفاوضات. خلف الكواليس يدير الامريكيون اتصالات مع مكتبي رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة ابو مازن – في محاولة لتحديد مبادىء متفق عليها للمفاوضات. الاتصالات تتقدم في اقناع ابو مازن للتخلي عن الاتفاق مع حماس او في محاولة ضمان ان تقبل حماس شروط الرباعية وتكون شريكا شرعيا في الحكومة الفلسطينية. وبرأي محافل ضالعة في الاتصالات، فان الاحتمالات ليست عالية. واشار رئيس الوزراء نتنياهو أمس الى أنه لا يستبعد امكانية ألا يصمد الاتفاق بين ابو مازن وحماس وقال ان اسرائيل ستوافق على ادارة حوار مع حماس، "اذا ما غير النمر جلدته"، على حد تعبيره. "نحن مستعدون للتقدم مع الفلسطينيين ولكن فقط بشكل مسؤول، والا فسنقع الى الهاوية"، قال نتنياهو. "لا يمكن ان نقول كل الوقت ان الحكومة برئاستي لم تفعل شيئا. فالفلسطينيون وقفوا جانبا منذ اليوم الاول وابتعدوا عن المسيرة، ولا يهم ما فعلنا. علينا أن نكف عن جلد أنفسنا".