معطيات مكتب الاحصاء المركزي لا تبقي مكانا للشك: القدس موديل 2011 أكثر اصولية، أكثر عربية وذات نسبة هجرة سلبية عالية على نحو خاص. حسب المعطيات، التي نشرت أمس على شرف يوم القدس الذي يحل غدا، فبينما أخذ عدد السكان العام في القدس في الازدياد (789 الف نسمة اليوم) فان معدل العلمانيين فيها صغير، ويبلغ 31.1 في المائة، نحو 247 الف نسمة فقط. وذلك مقابل العام 2004، حين بلغ عدد العلمانيين 261 الف نسمة، 37 في المائة من عموم السكان. من جهة اخرى، فان عدد الاصوليين والعرب في المدينة ارتفع بشكل واضح. ويبلغ عدد الاصوليين في مدينة العاصمة اليوم نحو 245 الف نسمة (30.9 في المائة)، وذلك مقابل العام 2004 حين كان عددهم 204 الف فقط (29 في المائة). كما أن نسبة السكان العرب في المدينة ارتفعت بشكل كبير ايضا. صحيح حتى العام 2010، يبلغ عدد السكان العرب 273 الف نسمة (35 في المائة)، مقابل العام 2004، حيث كان عددهم نحو 220 الف (31 في المائة). كما ان الهجرة السلبية لا تتوقف. ففي اثناء هذه السنة نزل في سفوح القسطل 18.600 شخص (تركوا المدينة)، مقابل 11.300 شخص وصلوا للسكن في القدس. معظم المهاجرين من القدس فضلوا تل أبيب، بني براك او المدن المحيطة بالقدس، ولا سيما في أعقاب ظروف المعيشة الباهظة في المدينة. معطى مشوق آخر يعرضه مكتب الاحصاء المركزي يتعلق بالتعليم في المدينة المقدسة. وحسب المعطيات، ففي العام 2009 تعلم في صفوف الثاني عشر في التعليم العبري نحو 8 الاف تلميذ، نصفهم فقط تمكنوا الى امتحان البجروت (شهادة الثانوية). والسبب في ذلك يعود الى أنه نحو نصف تلاميذ الثاني عشر (49 في المائة) يتعلمون في اطار اصولي، بشكل عام لا يتقدم التلاميذ فيه الى البجروت. ولهذا السبب فقد بلغ معدل الاستحقاق للبجروت في القدس 32 في المائة فقط، من بين عموم تلاميذ الثاني عشر. الا اذا فحصنا نسبة التلاميذ قيد الرقابة الاصولية في المدارس الابتدائية، فسنتبين أنها تواصل الارتفاع بانتظام وتصل اليوم الى 64.7 في المائة (مقابل 57.3 في المائة في المدارس الابتدائية في العام 2000)، أي انه يوجد في القدس عدد أكبر من التلاميذ الاصوليين. في العام 2010 تعلم 35.565 طالب في كل مؤسسات التعليم العالي. 20.673 طالب تعلموا في الجامعة العبرية، 10.414 في الكليات الاكاديمية و 4.478 طالب تعلموا في الكليات الاكاديمية للتربية والتعليم. من أصل اجمالي الطلاب الذين تعلموا في هذه السنة، كان معدل الطلاب العرب نحو 6 في المائة فقط، وهو معدل منخفض جدا مقابل معدلهم القطري الذي يبلغ 10.1 في المائة. وماذا يفكر المقدسيون عن المدينة وعن مستوى التدين؟ حسب المعطيات، فان نصف سكان القدس يعتقدون بان منطقتهم السكنية اصبحت أكثر تدينا في السنوات الاخيرة، مقابل 29 في المائة في اوساط باقي السكان. اضافة الى ذلك، فان 68 في المائة من اليهود في القدس يعتقدون بان تأثير الدين تعزز في السنوات الاخيرة. يبدو أن المقدسيين لا يسارعون الى التخلي عن الطابع الديني لمدينة العاصمة. وبالنسبة للحفاظ على السبت، فان 41 في المائة فقط من سكان القدس يؤيدون فتح اماكن الترفيه في ايام السبت. معظم التقليديين (57 في المائة) والعلمانيين (96 في المائة) يؤيدون الخطوة. في كل ما يتعلق بتفعيل المواصلات العامة يوم السبت، 29 في المائة فقط من المستطلعين يؤيدون تفعيلها. بالمقابل، فان معظم المقدسيين – 55 في المائة – يؤيدون فصل الدين عن الدولة.