مكتشفات جديدة عن القناة السرية بين بيرس وابو مازن والتي كشف النقاب عنها في "معاريف" يوم الجمعة: فقد جرت بين الرئيس الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني اتصالات حقيقية، مستمرة وسرية. ونقلت الرسائل من خلال المبعوثين، الاتصالات الهاتفية ولقاء عقد في لندن. وتبادل الرجلان الافكار بهدف الوصول الى صيغة مشتركة تمنع ايلول وتعيد الطرفين الى المفاوضات. رئيس الوزراء نتنياهو كان في سر الاتصالات، او على الاقل في بعضها. رجال بيرس يدعون بان رئيس الوزراء كان يفترض في زيارته الاخيرة الى واشنطن، في الخطاب أمام الكونغرس او في اللقاء مع الرئيس "ان يوفر البضاعة". "النية هي لاعلان بعيد الاثر أكثر بكثير مما صرح. وحسب الاتفاق بين بيرس وابو مازن، فقد كان تصريح نتنياهو سيسمح بطرح الصيغة. واتفق الرجلان على اللقاء مجددا اذا ما وعندما يعمل نتنياهو كما هو مخطط، ولبلورة الخطوط الاخيرة للصيغة الاسرائيلية – الفلسطينية. يبدو أن الوحدة بين فتح وحماس والتي فاجأت جدا اسرائيل ومرت من تحت رادار أجهزة الاستخبارات، سرقت الاوراق. نتنياهو نفسه امتنع في اللحظة الاخيرة عن الايفاء بدوره في الصفقة. اللقاء بين بيرس وابو مازن جرى قبل سفر بيرس الى البيت الابيض لعقد لقاء مع الرئيس الامريكي براك اوباما. وكما يذكر، في أثناء ذاك اللقاء اختلى الرئيس بيرس واوباما في حديث ثنائي، دون مقربين أو مساعدين، على مدى قرابة ساعة. مصادر رفيعة المستوى في واشنطن ومصادر في اسرائيل تعتقد أن اوباما ضمن خطابه ورؤياه السياسية غير قليل من أفكار بيرس. صحيح حتى الان، يسود توتر شديد بين الاضلاع الثلاثة في هذا المثلث: بيرس ونتنياهو، بيرس وابو مازن، والاتصالات توجد على ما يبدو في طريق مسدود. في احاديث مغلقة بدا الرئيس خائب الامل جدا سواء من ابو مازن، الذي فاجأه بالوحدة مع حماس، أم من نتنياهو الذي لا يشركه في المسعى اليائس لوقف خطوط ايلول وربما أيضا تدهور المنطقة بأسرها نحو العنف. رسميا، يمتنع الطرفان عن التعقيب. مكتب بيرس يواصل الادعاء بانه "لا يعقب على الشائعات". مكتب نتنياهو يرفض الرد على السؤال اذا كان نتنياهو عرف باللقاء بين بيرس وابو مازن في لندن ولكنه يدعي بان "الرئيس ورئيس الوزراء ينسقان النشاط السياسي"، دون صلة بنشر الاتصالات في "معاريف". أمر وجود الاتصالات السرية بين الرئيس وابو مازن انكشف كما أسلفنا يوم الجمعة من على هذه الصفحات. مصدر كبير مقرب من الرئيس قال انه "مصدوم من تسريب اللقاء في لندن وان الرئيس بيرس هو الاسرائيلي الاخير الذي يتمتع بقناة حوار مباشرة مع الفلسطينيين، ولشدة الاسف فان مصير هذه القناة ان تغلق في أعقاب النشر".