خبر : مفكر إسرائيلي: أوباما يفهم لغة القوة وليس الأخلاق والاعلام يؤكد أنّ نتنياهو لقنه درسا لن ينساه وسحق عبّاس

الجمعة 27 مايو 2011 12:15 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مفكر إسرائيلي: أوباما يفهم لغة القوة وليس الأخلاق والاعلام يؤكد أنّ نتنياهو لقنه درسا لن ينساه وسحق عبّاس



القدس المحتلة سما يواصل المحللون في الدولة العبريّة توجيه رسائل التحدّي لأعظم دولة في العالم، الولايات المتحدّة الأمريكيّة، متناسين أنّ دولتهم تعتاش على المعونات القادمة من بلاد العم سام.وفي هذا السياق، وجّه المفكر الإسرائيلي عونير شليف انتقاداً حاداً للرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلاً إنّه أثبت إنه يفهم فقط لغة القوة وليس لغة الأخلاق.وفي مقال نشره في النسخة العبرية لموقع صحيفة ’هآرتس’ قال شليف إن أوباما ارتعد خوفاً من انتقادات نتنياهو والجمهوريين لما جاء في خطابه الموجه للعرب والمسلمين، مما دفعه للاعتذار عما جاء في هذا الخطاب من خلال ما جاء في خطابه أمام مؤتمر (أيباك)، ونوه شليف إلى إن الخوف تملك أوباما من أن يؤدي إغضاب نتنياهو إلى خسارته المال والأصوات اليهودية عشية الانتخابات الرئاسية، مشدداً على إن كل ما يعني أوباما هو الاحتفاظ بكرسي الرئاسة لفترة حكم ثانية. وأكد شليف على أن أوباما أسدل الستار على أي إمكانية لتحقيق تسوية سياسية للصراع عبر تبنيه موقف اليمين المتطرف في إسرائيل. واعتبر أن تبني أوباما مواقف نتنياهو على هذا النحو لم يدع أمام الفلسطينيين أي مجال لعقد آمال على المفاوضات وجهود التسوية. وتساءل شليف: كيف يمكن أن تتحقق التسوية وأوباما يطلب من الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل ويملي عليهم مسبقاً التنازل عن المطالبة بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967؟.وشدد شليف على إن أوباما اغتال الحلم الفلسطيني الوحيد المتمثل في الحصول على اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفاً خطابه أمام أيباك بالصهيوني الصرف.على صلة بما سلف، أصدر رجل الإعمال اليهودي الأمريكيّ، يتسحاق سابان، بيانًا رسميّا، نشرته أمس الخميس صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ العبريّة في صدر صفحتها الأولى، جاء فيه أنّ رجل الأعمال سابان توقف عن دعم الرئيس أوباما في حملته الانتخابيّة لاحتلال البيت الأبيض مرّة ثانيّة، ونقلت الصحيفة عن سابان قوله إننّي قمت على مدار سنوات عديدة بالتبرع لأوباما لدعمه في الانتخابات، ولكن بعد أنْ سمعت خطابه في واشنطن حول العودة إلى حدود ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1867 توصلت إلى نتيجة مفادها أننّي لا أقدر على التبرع لسياسيّ أمريكيّ يتبنى مواقف من هذا القبيل، على حد تعبيره.وما زال المحللون في الإعلام العبريّ على مختلف مشاربه يُحللون خطاب نتنياهو، حيث أنّ عددًا كبيرا منهم أكدوا على أنّ إن نتنياهو حقق انجازات مذهلة خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي مساء الثلاثاء.وأكد جميع معلقي قنوات التلفزة الإسرائيلية الرئيسية إن أداء نتنياهو تجاوز كل التوقعات، حيث كان الجميع يتوقع أن اوباما سيوبخ نتنياهو، وان نتنياهو سوف يتراجع ويعيش أزمة حقيقية، إلا أن نتنياهو فاجأ الجميع وحقق تقدّماً، وصعد نجمه، فيما تراجع اوباما بشكل كبير.وقال أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في القناة الثانية إنّ نتنياهو سحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولقّن الرئيس أوباما درساً لن ينساه عندما أقنع الكونغرس والرأي العام الأمريكي بموقفه الرافض للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، وأن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية عبثية. وأوضح أبراموفيتش أن نتنياهو لم يحافظ على المستوطنات فقط وإنما أضفى شرعية على التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية وقهر المفاوض الفلسطيني.من ناحيته قال المعلق العسكري روني دانئيل، في القناة الثانيّة التجاريّة في التلفزيون الإسرائيليّ، إنّه لم يعد أمام رئيس السلطة أبو مازن ورئيس وزرائه سلام فياض هامش كبير للمناورة، فهما لا يملكان سوى الطلب من نتنياهو وهو الذي يقرر الآن ما يريد وليس أمريكا ، والدليل أن الإدارة والكونغرس يُسلّمان بتواصل الاستيطان . وقد نجح نتنياهو من خلال خطابه أمام الكونغرس من توحيد صفوف حزبه الليكود وائتلافه الحاكم خلف قيادته.فقد اعتبر وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أن أداء نتنياهو وإصراره على مواقفه يثير الاحترام والتقدير ويعيد لإسرائيل مكانتها. أما عضو الكنيست عن الليكود تسيبي حوطبئيلي، والتي كانت معروفة بانتقاداتها لنتنياهو، فقد قالت للإذاعة الإسرائيلية في صلف: أنا فخورة بنتنياهو. اوباما يحتاج إلينا بقدر لا يقل عن حاجتنا إليه، على حد تعبيرها.أمّا المحلل في صحيفة ’هآرتس’، نحيميا شتراسلر، فقد قال إنّ هذا بالضبط نفس نتنياهو الذي كان في 1996 في ولايته السابقة الذي اتجه بعد أن قعد في كرسيه فورا إلى القضاء على اتفاق أوسلو ففتح نفق حائط المبكى، وأشعل القدس والمناطق وهو الشيء الذي أفضى إلى حمام دم في الضفة ووسع المستوطنات وهدم كل احتمال لاتفاق.وزاد قائلاً: كان عدد من السُذج آمنوا بأن خطاب بار ايلان التي تحدث فيها عن دولتين للشعبين هو تغير استراتيجي. بيد أن هدف الخطبة كان واحدا ألا وهو إزالة ضغط اوباما. لأنه ما المشكلة في قول دولتين؟ المهم أي دولة نقصد.وبرأي المحلل الإسرائيليّ يقصد نتنياهو دُويلة صغيرة تكون مكونة من ثلاث مزق دون اتصال مناطقي منطقي، مع إصبعين طويلتين مغروزتين في عينيها هما اريئيل ومعاليه ادوميم. ستكون بعيدة عن حدود 1967 في الغرب، ومن غير غور الأردن في الشرق وبلا أي مستمسك في القدس. وخلص المحلل إلى القول: لكن نتنياهو غير قلق، فهو يؤمن بأن الزمن يعمل في مصلحتنا.وهو ينظر حوله وينتظر أن ينفجر شيء ما في الشرق الأوسط. قد تحدث أزمة كبيرة في مصر أو في سورية وربما واقعة في إيران، وربما تنهار السعودية. هكذا سيضطر اوباما إلى أن يدعنا وشأننا لأنه سيصبح مشغولا بمشكلات أكثر سخونة. وهكذا سنكسب سنة أخرى وربما سنتين، وإذا نشبت في خلال ذلك اي انتفاضة أخرى أو حرب فسنصمد لذلك كما صمدنا حتى الآن. فالأساس ألا ننسحب وألا نُعرض وجودنا للخطر. قال نتنياهو بعد حادث القتل الفظيع في ايتمار هم يقتلون ونحن نبني، وهكذا لخص تصوره العام كله، على حد تعبيره.