غـزة / سما / أكد مختصون في مجال الإعلام على أن الازدواجية التي يعانى منها الإعلام الفلسطيني في تناول قضايا المرأة المختلفة أضرت بشكل واضح حيال القضايا التي تمس بمصالحها سواء كانت على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو التشريعى،وساهم إلى حد بعيد بتشويه صورتها. وتحدثت الإعلامية سامية الزبيدي خلال ورشة العمل التي نظمها المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية التي ادارتها أمس الأربعاء، عن صورة المرأة المضطهدة "الشاكية الباكية والضعيفة" والتي تحتاج إلى من يدعم صورتها بشكل صحيح. وقدمت مريم أبو دقة الناشطة السياسية خلال الورشة التي جاءت تحت عنوان " دور المرأة في الإعلام السياسي" تشخيصاً حول سبب ضعف المرأة، مرجحة ذلك إلى طريقة تفكير المجتمع "الذكورية" واعتماد المرأة على الرجل، كونها تؤمن بالرجل وبعمله في الإعلام اكثر من المرأة لاسيما في الإعلام السياسي. وأضافت:" المرأة إذا عملت في المجال السياسي ينتقدوها وينظرون لها نظرة دونية ويرفضون وجودها في المجال السياسي ويفضلون وجود الرجل وذلك لأن الاعلام الحكومي محكوم للحزب الحاكم الذي يهتم بإبراز صورته وقضاياه على حساب المرأة ", مؤكدة أن المرأة أثبتت نفسها في كثير من المجالات لاسيما في الأدب المقاوم، الذي تناول المرأة بدرجة كبيرة أكثر من الرجل، وحصلت المرأة على العديد من الجوائز التي تفوق نجاحات الرجل في بعض الأحيان. وأكدت أبو دقة على وجوب دفاع المرأة عن حقوقها ومواجهة الظروف من أجل التواجد في كافة المجالات والمشاركة الفاعلة في تولي المناصب سواء كانت سياسية , اجتماعية , أو اعلامية وغيرها , مطالبةً بتغير السلوك النمطي في المجتمع. من جانبها، قالت الناشطة السياسية آمال حمد: " الدور السياسي الحقيقي للمرأة شبه غائب ولم يبرز كثيراً من قبل الإعلاميين لانهم يتبعون لسياسة أحزابهم بالاضافة لسياسية وسائل الإعلام، مما أدى إلى جعل دور المرأة في الإعلام السياسي غائب". وأوضحت :" لا يوجد نساء ناطقات باسم الأحزاب السياسية ولكن تتقدم المرأة بتفوقها وقدرتها على عكس الرجل لا يتحدثون عن كفائته في العمل لأن المرأة تصل للمناصب بكفائتها وتحديها للظروف المحيطة مثل المناضلة " حنان عشراوي " التي تفوقت على آلاف الرجال من أجل وجود دورها السياسي ". وأكدت في الوقت ذاته على أهمية الإعلام باعتباره ركنا أساسيا من أركان بناء المجتمع وتطوره وبالتالي فهو يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية التوعية من جهة وتسليط الضوء على المشاكل الحساسة في المجتمع كجزء من مهامه واهتماماته في كل جوانب الحياة من جهة أخرى. وفي السياق ذاته, أشار أحد الحضور إلى أن وسائل الاعلام حصرت في الحديث عن المرأة ذات الأفق الواسع وصاحبات المواهب والأعمال الإعلامية الناجحة ويقوم الاعلام بتهميش الأخريات وعدم دفاع المرأة عن نفسها أبقاها في مكانها بالإضافة إلى عدم تطوير المرأة من نفسها وعدم استخدامها للاعلام الاجتماعي الجديد وكيفية الاستفادة منه ولمصلحتها . وتأتي ورشة العمل ضمن مشروع " تعزيز قضايا المرأة في الإعلام المحلي" الذي ينفذه المعهد الفلسيطيني للاتصال والتنمية بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، كمحاولة من أجل رفع مكانة المرأة في الإعلام وتعزيز دورها في المجالات كافة. وأوصى المشاركون في ختام الورشة المؤسسات الإعلامية بالاهتمام بقضايا المرأة إعلامياً، و كيفية تناول قضايا المرأة بحساسية ووعي ووضع توجّهاتٍ إستراتيجية وسياساتت داعمة لتقديم صور إيجابية متنوعة عن المرأة الفلسطينية، وضمان حريّة الإعلام وإمكانيات الإعلاميين للتعبير عن أنفسهم دون قيود.