واشنطن / وكالات / اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء امام الكونغرس الاميركي ان اسرائيل ستبدي سخاء بشان حجم الدولة الفلسطينية لكنها لن تعود الى حدود 1967 او تقبل بتقسيم مدينة القدس. وزعم انه "لن يتخلى ابدا عن السعي الى تحقيق السلام".وقال نتانياهو "انني على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة لتحقيق هذا السلام التاريخي" مع الفلسطينيين مؤكدا ان قضية اللاجئي ستحل خارج حدود الدولة الفلسطينية في الدول العربية.واضاف "ليس هذا من السهل علي, لانني اعلم انه من اجل اقرار سلام حقيقي علينا التخلي عن اجزاء من وطننا اليهودي القديم. ويجب ادراك ان اليهود ليسوا محتلين في +يهودا والسامرة+" في اشارة الى الضفة الغربية المحتلة. وقال ان "اسرائيل ستكون سخية بالنسبة الى حجم الدولة الفلسطينية لكننا سنبدي حزما شديدا عندما يحين وقت ترسيم الحدود. .انه مبدأ مهم".واضاف "نقر بان الدولة الفلسطينية ينبغي ان تكون كبيرة بما فيه الكفاية لتكون قابلة للحياة ومستقلة ومزدهرة". واكد بان الامر سينتهي ببعض المستوطنات اليهودية بالبقاء خارج حدود اسرائيل بعد التوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين.وقال نتانياهو ان "وضع المستوطنات سيتحدد فقط خلال المفاوضات, ولكن علينا ان نكون صادقين. اذا, اقول اليوم امرا ينبغي ان يقوله علنا جميع من هم جديون بالنسبة الى السلام: في اي اتفاق سلام, في اي اتفاق سلام يضع حدا لنزاع, فان بعض المستوطنات ستبقى في النهاية خارج حدود اسرائيل". وتابع "ان السلام لم يتحقق في الشرق الاوسط حتى الان بسبب عدم اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية.وقال "في السنوات الاخيرة رفض الفلسطينيون مرتين عروضا سخية (...) بكل بساطة لم يكونوا يريدون انهاء النزاع".واضاف "انهم يواصلون تربية اولادهم على الكراهية" و"انهم يواصلون اطلاق اسماء ارهابيين على مرافق عامة.. والاسوا من ذلك انهم يستمرون في التوهم بان اسرائيل ستبتلعها يوما ما افواج ابناء اللاجئين الفلسطينيين".وقدم نتنياهو شكره للرئيس باراك اوباما دعمه "الحازم" لامن اسرائيل داعيا الى "التصدي بقوة" للاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة, ودعا نتنياهو الرئيس عباس الى تمزيق ميثاق حماس والعودة الى طاولة المفاوضات بشكل سريع "وعندها سنعترف بالدولة الفلسطينية". ورفض نتنياهو التفاوض مع حركة حماس معتبرا انها "نسخة فلسطينية من القاعدة" ومؤكدا انها "ليست شريكا من اجل السلام".وقال نتانياهو "امريكا تعطينا بسخاء كبير الوسائل التي تمكننا من الدفاع بأنفسنا عن اسرائيل. شكرا للجميع, وشكرا لك, السيد الرئيس اوباما, لدعمكم الحازم امن اسرائيل "عرف ان هذا الوقت صعب على الصعيد الاقتصادي. وهذا امر اقدره تقديرا عميقا". وقال ان اسرائيل والولايات المتحدة هما اعز الاصدقاء ورحب نتنياهو بتصفية اسامة بن لادن قائئلا ان اسرائيل تقف الى جانب الولايات المتحدة في محاربة الارهاب . واكد نتنياهو ان الشرق الاوسط يمر بمرحلة تاريخية تذكر بما جرى في شرقي اوروبا في عهد الشيوعية . غير انه اضاف ان الامال باحلال الديموقراطية يمكن لها ان تنفض كما جرى في ايران . واعرب نتنياهو عن امله في ان تتخذ الشعوب في الشرق الاوسط طريق الديموقراطية . واكد نتنياهو ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تطبق الديموقراطية وانها تؤيد تطلعات الشعوب العربية الى الديموقراطية .وقال "عندما نعمل من اجل المستقبل الافضل يجب علينا ان ناخذ بالحسبان القوى المناهضة للسلام مثل ايران "مشيرا الى ان الوقت فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني آخذ بالنفاد وان النظام الايراني يهدد العالم باسره . واكد نتنياهو وجوب التوصل الى السلام مع الفلسطينيين : لقد تعهدت قبل سنتين بالالتزام بحل الدولتين وهذا امر ليس بسهل اذ اننا لسنا محتلين في يهودا والسامرة وانا مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة الفلسطينيون يتقاسمون هذه البلاد معنا ويحق لهم العيش بسلام وازدهار . الفلسطينيون قد بداوا بترميم اقتصادهم . من جهتها اعتبرت السلطة الفلسطينية الثلاثاء ان خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امام الكونغرس الاميركي يضع مزيدا من العراقيل "في طريق عملية السلام" في الشرق الاوسط. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس "لا جديد في خطاب نتانياهو, بل وضع مزيد من العراقيل في طريق السلام الحقيقي والجدي والدائم والعادل والشامل".وشدد ابو ردينه على ان "السلام يتطلب الاعراف باقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 والقدس الشريف عاصمة لها".وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان خطاب نتنياهو امام الكونجرس اثبت لنا كفلسطينيين وعرب انه لا يوجد شريك للسلام. وطالب عريقات حكومة نتنياهو بالاعتراف بصراحة بانها تقبل حل الدولتين على اساس الانسحاب الى حدود 1967. من جهته اعتبر سامي أبو زهري الناطق بلسان حركة حماس أن تصريحات ريئس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لن تكون هناك عودة إلى حدود العام 1967 تجعل استمرار المفاوضات مع اسرائيل أمراً خاطئاً وعبثياً. وشدد أبو زهري مجدداً على رفض حركته الاعتراف بشرعية دولة اسرائيل على حساب ما سماه بالأرض والحقوق الفلسطينية. من جهتها اعتبرت حركة الجهاد الاسلامي "خطاب نتنياهو استمرار لسياسة التضليل والكذب والتزوير التي تنتهجها الحركة الصهيونية". وقال الناطق باسم الحركة داوود شهاب "ما وردَ في الخطاب محاولة شطب سياسي لحقوق الشعب الفلسطيني ووجوده، وعكس ذروة التطرف الصهيوني" مؤكدة " لا قيمة بعد الآن لأي حديث عن خيار المفاوضات والتسوية".واكدت الحركة ان "الصراع يجب أن يكون مفتوحاً على كل فلسطين، والرد على نتنياهو يكون بصياغة رؤية وطنية تستند إلى برنامج المقاومة".من جهته أكد الدكتور عبد العزيز الشقاقي رئيس تجمع الشخصيات المستقلة أن المصالحة الفلسطينية انجاز وطني كبير لا يقبل المساومة عليه تحت اي ظروف ، على اعتبار كونه المنطلق الفلسطيني لتحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة. ورأى الشقاقي أن القيادة الفلسطينية كانت تعلم جيدا حجم الرفض الاسرائيلي للتوافق الفلسطيني الداخلي على اعتبار أنه المناخ المناسب لتمرير المخططات الاسرائيلية ، وأضاف:" لمسنا جدية لدى الرئيس ابو مازن خلال لقائه قبيل توقيع المصالحة في القاهرة بالتوجه نحو المصالحة رغم كل الضغوطات". واوضح الشقاقي أن مراوغة نتنياهو تجاه استحقاقات عملية السلام من خلال الزج باتفاق المصالحة يؤكد مدي الانزعاج الاسرائيلي من المصالحة الفلسطينية ، وهو ما يتطلب من كافة الفلسطينيين التمسك وبقوة بالوحدة الوطنية على اعتبارها المدخل لتحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة واقامة الدولة.