الشرف الذي سيناله هذا المساء بنيامين نتنياهو لم ينله حتى الان سوى القليل من الزعماء على مدى التاريخ، بمن فيهم ونستون تشرتشل ونلسون مانديلا. بالنسبة لرئيس الوزراء المهمة لا يفترض أن تكون ظاهرا ثقيلة على نحو خاص: اعضاء الكونغرس الامريكي الذين سيستمعون اليه (في الساعة 18:00 حسب التوقيت الاسرائيلي) هم جمهور عاطف، يكاد يكون أسيرا. ومع ذلك، فان لخطاب نتنياهو السياسي أمام مجلسي النواب، ذاك الذي حظي منذ الان بلقب "بار ايلان 2" سيكون معنى حاسم على مستقبل المسيرة مع الفلسطينيين وهو بالتأكيد يثير اهتماما وترقبا في الولايات المتحدة، في اسرائيل وفي اوروبا ايضا. بعد "البينغ بونغ" اللفظي الذي أداره في الاونة الاخيرة مع الرئيس اوباما أمام ناظر وسائل الاعلام، ستأتي هذا المساء ذروة زيارة نتنياهو السياسية الى واشنطن. الهتاف، كما من المعقول الافتراض، بات مضمونا له في أثناء خطابه: فالاغلبية الجمهورية في الكونغرس تؤيد مواقفه وكذا أيضا المرشحان للرئاسة اللذان سيتنافسان امام اوباما، ميت روماني ونيوت غرينغرتش، اللذان ناكفا الرئيس القائم على خطابه يوم الخميس بشأن خطوط 67 التي ستشكل الاساس للعودة الى المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. "هجر الارهاب"من المتوقع لنتنياهو أن يستخدم خطابه في الكنيست كأساس لخطابه في الكونغرس ليؤكد مجددا رسائله بقدر أكبر. أغلب الظن سيدخل الى خطابه عدة مبادى صرح بها اوباما وبشأنها يوجد بين الرجلين توافق. الهدف: غرس مبادئه في سياسة الادارة الامريكية وتعزيز شرعية اقواله. من المتوقع لنتنياهو أن يتحدث بشكل واضح وصريح جدا عن العلاقة الشجاعة التي بين اسرائيل والولايات المتحدة.ولكن الاساس المركزي في خطاب رئيس الوزراء سيكون اتفاق المصالحة المفاجىء الذي وقع مؤخرا بين فتح وحماس. من المتوقع لنتنياهو أن يدعو الفلسطينيين الى "الطلاق" من المنظمة التي لا تعترف باسرائيل وترفض هجر الارهاب وأن يقول انه "يمد اليد للسلام". ومع ذلك، سيشدد رئيس الوزراء على أنه لا تحتمل أي مفاوضات مع حكومة فلسطينية حماس عضو فيها. نتنياهو سيذكر تأييد الرئيس اوباما الواضح لهذا الموقف.كما سيصرح نتنياهو بان اللاجئين الفلسطينيين لن يعودوا بأي حال الى دولة اسرائيل وسيوضح بان تواجد الجيش الاسرائيلي على طول نهر الاردن هو حيوي. وسيكرر القول بان اعتراف الفلسطينيين بدولة يهودية هو مبدأ مركزي وعلى ما يبدو سيذكر أيضا أهمية الكتل الاستيطانية – وهو قول جاء بشكل غير مباشر على لسان الرئيس اوباما أيضا الذي أوضح موقفه بهذا الشأن في خطاب ألقاه أول أمس أمام اللوبي من أجل اسرائيل "ايباك". على هذه الخلفية سيكرر نتنياهو أيضا واجب وقف عملية الاعتراف بدولة فلسطينية من خلال الجمعية العمومية للامم المتحدة. "الحقيقة يجب أن تقال"لنتنياهو توجد توقعات كبرى من هذا الخطاب: فهو يأمل في أن يقنع بمواقفه دولا مركزية في اوروبا تحمل اليوم مواقف متهادنة جدا بالنسبة لحماس بل وتفكر بتأييد الاعتراف بدولة فلسطينية بغير واسطة المفاوضات. ويعتقد نتنياهو بان "هذه الحقيقة الحيوية يجب أن تقال". وحسب نهجه، فان هذه "هي المبادىء الحيوية لدولة اسرائيل".التأييد غير المسبوق الذي حظي به من جانب أعضاء الكونغرس، من الطائفة الافنجيلية، من رؤساء الجالية اليهودية بل ومن المارة الامريكيين الذين التقاهم في اثناء نزهته مع عقيلته سارة في شوارع واشنطن أمس وهتفوا له "كل الاحترام"، عزز نتنياهو في أن الحديث يدور عن مواقف تقع ضمن الاجماع، وليس فقط الاجماع الاسرائيلي. وحسب نهجه فان "هذه مواقف اساسية يجب تأكيدها بقدر أكبر على خلفية الوحدة الفلسطينية مع حماس". نتنياهو يعتقد بان "الان هو الوقت للوقوف والنظر في عيني العالم وقول الامور بشكل قاطع وواضح. هذا هو ما سيجعل خطوط وجودنا مستقرة. هذا هو دوري كرئيس وزراء". في الاونة الاخيرة جرى اطلاع وزراء السباعية بشأن زيارته وحظي منهم بالدعم، حتى من وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وليلة أمس ايضا، ويبدو أن في اثناء النهار حتى ساعة الخطاب، سيواصل مستشارو رئيس الوزراء اضافة وتعديل بنود مختلفة في الخطاب. نتنياهو سيقرأ، سيعدل وسيضيف هو أيضا – من الاحرف وحتى الكلمات. ولكن الغائب الاكبر حقا في خطاب نتنياهو هو مسألة هل سيفاجىء فيقدم بشرى جديدة. التقدير هو ان لا، على خلفية انعدام الجدوى برأي نتنياهو من وجود مفاوضات حين تكون حماس كفيلة بان تصبح جزءا من الحكومة الفلسطينية.