غزة سما أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود الزهار، أن الإعلان عن تشكيل الحكومة الفلسطينية بعد التوقيع على اتفاق المصالحة غير مرتبط بسقف زمني، وأن المفاجآت والأوقات والشخصيات ومواصفات الحكومة المقبلة التي تطرح في وسائل الإعلام غير صحيحة. وقال الزهار في حوار مع صحيفة «الإمارات اليوم» أجرته في منزله بمدينة غزة، «إن الحكومة التي سيتم تشكيلها هي حكومة توافق وطني، ومن دون موافقة الفصائل، خصوصاً فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لن تكون حكومة، وفي ما يتعلق بالتفاصيل والشخصيات فهي متروكة للجنة خاصة بالحكومة، لاختيار رئيسها والوزراء، وتحديد الكفاءات، وبعد ذلك تتضح الحقيقة التي ستكون نتيجة لإفرازات المصالحة». وأضاف «ما عند (حماس) من شخصيات للحكومة ستقدمه، ولا تعرضه في الإعلام، ونحن لدينا شخصيات وبدائل وفتح لديها أيضاً، وما يتم الاتفاق عليه من الشخصيات سيعلن عنه، وحتى هذه اللحظة ليس هناك إعلان عن أي شخصية من الشخصيات، لأن الشخصيات مطروحة للتفاوض»، وبخصوص المراحل المقبلة بعد توقيع اتفاق المصالحة، قال الزهار «المطلوب الآن هو كيفية تطبيق الاتفاق، تشكلت لجنة مشتركة من الطرفين، وأيضاً سيمتد هذا التواصل مع بقية الفصائل، لوضع ترتيبات عملية لكيفية تنفيذ الاتفاق، ومنها، تشكيل الحكومة والاتفاق حولها، وموضوع اللجنة المؤقتة لمنظمة التحرير، ولجنة المصالحة، بالإضافة إلى تحديد الترتيبات التي ستوضع لترتيب وتنفيذ الاتفاق». وأوضح أن حركة حماس تلقت بعد التوقيع على اتفاق المصالحة اتصالات من دول أوروبية وعربية، تبدي فيها استعدادها للمشاركة في المصالحة، من خلال الإعمار وفتح معبر رفح، وإعادة فك الحصار، ومن بين هذه الدول روسيا وتركيا. وتابع «إن هذه القضية بدأت إشاراتها، لكن على أرض الواقع لم يتم شيء حتى الآن، وفي تصوري عندما يتم تشكيل الحكومة وتنفيذ بقية الاتفاقات المتعلقة بالمصالحة سنشهد ترجمة عملية لهذا الموضوع». وفي ما يتعلق بتصريحات رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، حول إعطاء مهلة للتفاوض، قال الزهار «هذا الكلام لم نتفق عليه، وفوجئنا به، المفاوضات ليس لها مظلة من (حماس)، والحديث أننا أعطينا فرصة للتفاوض كأننا راضون عنها غير صحيح، ولم يكن موقف الحركة، ونحن لم نقبل ببرنامج تفاوض سياسي مع الجانب الإسرائيلي». وأوضح أن «حماس» ممكن أن تفاوض على التهدئة وإطلاق سراح الأسرى في إطار مشروع المقاومة. أما بخصوص الخطاب الأخير للرئيس الأميركي باراك أوباما، فقال الزهار «من الواضح أن أوباما لا يختلف إلا في بعض التفاصيل عن برنامج أميركا في عهد بوش، هو الآن يتحدث عن حدود ،67 كأنها حدود مقدسة، ولكن من الذي قال إننا نقبل حدود 67 فقط، ولم نتحدث عن حدود الـ48؟ ولماذا لم يتحدث عن قرار التقسيم وهو قرار دولي؟». وأضاف «إن أوباما يريد حشرنا في مسألة 22٪ من مساحة فلسطين، ويتحدث عن إمكان التبادل في قضية الأراضي، قضية التبادل تمس القدس، والقدس لا توازيها أرض، فعندما يريد أن نعطي القدس للاحتلال مقابل منحنا 5٪ من مساحة فلسطين التاريخية التي هي بالأصل أرضنا فهذا يعتبر خدعة كبيرة». وتابع قوله «نحن ندرك حقيقة حديث أوباما عندما قال (إذا ذهبتم إلى الأمم المتحدة فلن تحصلوا على أي شيء)، ولكن على أبو مازن أن يدركها، والذي يعلق آماله ويتحدث عن استحقاقات سبتمبر المقبل». ويستخدم أوباما، بحسب الزهار، «الفيتو» ضد مُسلّمات، وهي قضية تمدد الاستيطان، في الوقت الذي فشل فيه في تجميد الاستيطان لحظة واحدة، مشيراً إلى أن الاحتلال عندما كان يعلن تجميد الاستيطان لم تكن هناك آلية لمراقبة لذلك. الي ذلك قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، اليوم الإثنين، إن روسيا وعدت بدعم الطلب الفلسطيني للجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة المنوي تقديمه في أيلول/سبتمبر المقبل. ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن أبو مرزوق قوله بعد إجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو إن الأخير "وعد بأن روسيا ستدعم طلبنا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إذا تقدمنا به في شهر سبتمبر المقبل". ولم تعلق وزارة الخارجية الروسية على تصريح القيادي في حركة حماس بعد. وقال أبو مرزوق إن اسم رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة سيعلن في أوائل حزيران/ يونيو المقبل، مضيفاً "في بداية الأسبوع المقبل، أي الاثنين أو الثلاثاء، سنناقش المرشحين لمنصب رئيس الحكومة الفلسطينية وسيعلن اسمه في بداية يونيو بشكل نهائي". إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي أن ممثلين عن حركتي فتح وحماس نسقوا مع روسيا بيانا مشتركا من شأنه أن يساعد على تنفيذ اتفاق المصالحة الذي توصلت اليه الحركتان في مطلع أيار/مايو الجاري في القاهرة. وأضاف لافروف أنه خلال زيارة الوفد الفلسطيني إلى موسكو تم التوصل إلى التوافق على بيان مشترك قد يساهم في تنفيذ اتفاق المصالحة. وقال إن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قد اطلع على البيان وأشاد به شاكرا الجانب الروسي على جهوده في هذا المجال. بدوره، أعرب الوفد الفلسطيني الزائر لروسيا عن شكره لها على توفيرها إمكانية اللقاء ومناقشة الشؤون الفلسطينية لوفدي حركتي فتح وحماس في "جو هادئ" واعتبر أن البيان المشترك مع روسيا يأتي تطويرا لاتفاق القاهرة. وأضاف أن كافة الأطراف تمكنت خلال الزيارة التي قامت بها إلى موسكو من البحث في المسألة الرئيسية وهي توحيد مواقف الفلسطينيين، مشددا على ضرورة حماية الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو على صعيد دولي. وقد دعا لافروف اليوم إلى ضرورة مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية في تشكيل الحكومة الجديدة. ونقلت الوكالة الروسية عنه قوله في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته مع الممثلين عن الفصائل الفلسطينية "ينبغي على كل الفصائل الفلسطينية المشاركة في تشكيل حكومة فلسطينية" جديدة. واعتبر أن تشكيل حكومة جديدة على أسس الاتفاق الذي توصلت إليه حركتا فتح وحماس في القاهرة يساعد على إنشاء دولة فلسطينية. وأشار إلى أن روسيا ترحب بالوفد الفلسطيني في موسكو الذي يضم ممثلين عن كافة الفصائل التي وقعت اتفاق المصالحة مشددا على أن موسكو تدعم دائما الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه. وأعرب عن تقدير بلاده الخاص للجهود التي بذلها الجانب المصري في هذا الشأن. واعتبر أن اتفاق المصالحة يتميّز بأهمية تاريخية، مؤكدا أن الوحدة ضرورة لكل الشعوب وبشكل خاص للشعب الفلسطيني مما يمكنه من إنشاء دولته. وقال " لتحقيق هذا الهدف لا بد أن يحظى موقف السلطة الوطنية الفلسطينية بدعم كل الفلسطينيين"، مضيفاً أن استعادة الوحدة الفلسطينية ستسهم في تعزيز منظمة التحرير الفلسطينية والعالم العربي بشكل عام. وشدد الوزير الروسي على ضرورة تحقيق هذه النتائج خلال الانتخابات المقبلة مما يسمح بإنشاء دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن مع جيرانها.