خبر : ندوة في بلغاريا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمناسبة النكبة

الإثنين 23 مايو 2011 11:10 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ندوة في بلغاريا حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمناسبة النكبة



صوفيا / سما / أحيت سفارة فلسطين، بالتعاون مع جامعة صوفيا الحكومية ’كليمنت أوخريدسكي’ في بلغاريا، ذكرى النكبة الفلسطينية بندوة بعنوان ’النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أين’، وذلك في القاعة الرسمية الأولى المخصصة لاجتماعات قيادة الجامعة. وشارك في الندوة سفير فلسطين د. أحمد المذبوح، ومسؤول قسم فلسطين والأردن وإسرائيل في وزارة وزارة الخارجية البلغارية بلامن تسولوف، والمؤرخ يوردان بييف، المهتم بتاريخ القضية الفلسطينية، وسفير الجزائر أحمد بوطاش، وأستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي سلافتشو فيلكوف. وأكد المؤرخ بييف أن السلام لا يمكن أن يتحقق ما لم تحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وأهمها القرار 194، وتنفيذ القرار 181 اللذين كانا شرطا على إسرائيل للاعتراف بها وقبولها كعضو في الأمم المتحدة.  وأضاف أن عدم تنفيذ إسرائيل لهذه القرارات التي أعطت الشرعية لإقامة إسرائيل يعتبر طعنا بشرعيتها بالمقام الأول. وتحدث السفير بوطاش، عن مبادرة السلام العربية، التي تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، والانسحاب من هضبة الجولان السورية، وحق العودة، مقابل الاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات العربية معها. ودعا إسرائيل إلى اغتنام هذه الفرصة لإقامة السلام مع جيرانها العرب، لما تمثله المبادرة من فرصة ذهبية ممكن ألا تتكرر. من جهته، قال تسولوف ’إن الحوار حول آفاق حل القضية الفلسطينية بقدر ما هو معقد، بقدر ما هو ضروري جدا’، مشيرا إلى أن الحروب الإسرائيلية العربية الخمسة منذ عام 1948 حتى العام 1982 لم تنجح في حل إقامة الدولة الفلسطينية، ولم توفر الأمن وحسن الجوار لدولة إسرائيل، ثم استعرض الموقف البلغاري الرسمي من القضية الفلسطينية، التي اعترفت بدولة إسرائيل، لكنها رفضت احتلال أراضي الغير، وأيدت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ثم اعتراف بلغاريا باستقلال فلسطين عام 1988 بعد إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في الجزائر. وأكد تسولوف أن بلغاريا تؤيد الحل الدائم والشامل، عن طريق المفاوضات القائمة على أساس قرارات مجلس الأمن، وما تم الاتفاق عليه بين أطراف الصراع، حل يقوم على أساس الدولتين، دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 والمتواصلة جغرافيا، والتي تعيش بأمن وأمان مع جيرانها. كما أكد موقف بلاده الذي يؤيد مبادرة السلام العربية، التي تعتبر فرصة كبيرة من جانب العرب، ويدا ممدودة نحو إسرائيل للتوصل إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وكذلك موقف بلغاريا من الاستيطان، الذي يعتبر جزءا من موقف الاتحاد الأوروبي، والذي يعتبره غير شرعي. كما عبر تسولوف عن تأييد بلغاريا الرسمي للمصالحة الفلسطينية، واعتبرها خطوة هامة نحو تسوية المشاكل الفلسطينية الداخلية، وتوفر أرضية مناسبة لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وعبر عن أمله بأن تنجح الحكومة الفلسطينية الجديدة في إجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة، وتمضي في خطة استكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. ونوه إلى أن الطريق الأقصر لإعلان دولة فلسطينية مستقلة، التي تحظى بدعم متزايد من المجتمع الدولي يمر عبر المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، إلا أن هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، ويجب أن ترتكز الى قرارات الشرعية الدولية. وأشار الأستاذ الجامعي، والخبير في الشؤون الفلسطينية سلافتشو فيلكوف، إلى أنه لا يمكن حل النزاع من قبل أحد الطرفين، وإنما بالاتفاق بينهما.  وتطرق إلى الوقائع كما هي على الأرض، وكلمتها المحورية هي الاحتلال، بكل ما يترتب عليه من عوائق للشعب الفلسطيني: الاستيطان، معابر الحدود، الجدار، ودماء الضحايا، وما يترتب عليه من ضرورة تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة، التي لها معنى أساسي، وهو حماية المدنيين في الأراضي المحتلة. وقال إن نسبة التعليم العالية لدى الشعب الفلسطيني تؤكد أن هذا الشعب يستحق الحياة في دولة مستقلة، وعبر عن أمله في أن يرى أرض الأرجوان خالية من حدود الفصل والحواجز والمستوطنات. وأضاف: من المرجح حتى نهاية العام أن تتخذ الإجراءات النهائية للإعلان عن دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67، التي ستعترف فيها، حسب المعلومات المتوفرة لديه، 25 دولة أوروبية، ومن ضمنها بلغاريا، وقد تم الاعتراف بها من مجمل دول أميركا اللاتينية. من جهته، استعرض السفير المذبوح، تطور الموقف السياسي الفلسطيني، منذ مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، التي تعتبر تنازلا تاريخيا كبيرا من أجل الوصول إلى السلام. وقال: منذ مفاوضات مدريد حاورنا إسرائيل 20 عاما، ولكن دون نتائج، غير أن عدد المستوطنين والمستوطنات قد تضاعف، كما قامت إسرائيل ببناء جدار الضم والتوسع العنصري، الذي باستكمال بنائه ستتم مصادرة 60% من مساحة الضفة الغربية. وبخصوص اتفاق المصالحة، أكد سفير فلسطين أنه يصب في الهدف الرئيس، وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرا إلى أهم ما جاء فيه، من أن الملف السياسي يبقى بيد منظمة التحرير، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتشكيل حكومة تكنوقراط تكون مهمتها فك الحصار، وإعادة بناء غزة، والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية. وتطرق سعادته الى استحقاقات  شهر أيلول، الذي يحمل في طياته استكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، حسب برنامج الحكومة التي تم الإعلان عنه منذ سنتين. وقال إن السبب في وصول المفاوضات الى طريق مسدود يعود الى الموقف الإسرائيلي المتمسك بالاستيطان على حساب السلام. وأضاف: نحن على استعداد للعودة الى طاولة المفاوضات في حال التزمت إسرائيل بوقف الاستيطان الذي يعتبر التزاما عليها ويجب تنفيذه، وذلك حسب الاتفاقيات الدولية والتفاهمات بين الطرفين، وهذا الأمر يعتبر اختبارا لنوايا إسرائيل نحو السلام، وهي ما زالت حتى الآن ترسب في هذا الاختبار وتعبر عن انحيازها لنكران الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وقال إن التوجه الى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس إجراء أحادي الجانب، لأننا سوف نتوجه إلى 192 دولة في العالم، لتقول كلمتها في هذا الصراع الطويل. وأضاف: الآن لدينا دولة قائمة على أرض فلسطين ذات مؤسسات على مستوى عال من الأداء، وباعتراف المؤسسات الدولية ذات الاختصاص، وما ينقصنا هو جلاء وإنهاء الاحتلال. وأشار إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية أصبح امرأ واقعا، ولن تفلح إسرائيل هذه المرة بخداع المجتمع الدولي، ودعا الدول الأوروبية للإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من عام 1967 وعاصمتها القدس، لأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194 سيساعد على إقامة السلام واستدامته في الشرق الأوسط.