عرف أن هذا قد يكون خطابا متصلبا. الا تكون الاقوال لطيفة على الاذن، ربما تطرح مطالب غير مقبولة من الحكومة الحالية. ولكن بنيامين نتنياهو لم يتوقع للحظة ان يقول الرئيس اوباما امورا بمثل هذه الحدة، بمثل هذا القطع والالزام. وبعد الصدمة جاء الغضب – ومع الرد الرسمي النادر في حدته. الرد الذي نشره أمس مكتب رئيس الوزراء على خطاب اوباما قرر سابقة استثنائية: لاول مرة يوبخ رئيس وزراء اسرائيلي رئيسا امريكيا. فقد جاء في الرد ان "اسرائيل تقدر التزام الرئيس بالسلام وتؤمن من أنه من أجل أن يحل السلام، فان اقامة دولة فلسطينية لا يمكنها أن تأتي على حساب وجود دولة اسرائيل. لهذا السبب يتوقع رئيس الوزراء نتنياهو أن يسمع من الرئيس اوباما تأكيدا على الالتزامات الامريكية تجاه اسرائيل من العام 2004، والتي حظيت بتأييد جارف في مجلسي الكونغرس. هذه الالتزامات تتعلق ضمن امور اخرى في الا تكون اسرائيل مطالبة بالانسحاب الى خطوط 67 غير القابلة للدفاع". ليس فقط على موضوع خطوط 67 غاضبون في مكتب نتنياهو. ويقول مصدر في محيطه انه "كيف يمكن ان تتقرر حدود للدولة دون أن نعرف بان هناك نهاية للمطالب الفلسطينية، الغاء حق العودة والاعتراف بالدولة اليهودية؟ انه يعطيهم هدية دون أن يحصل على مقابلها". التوقعات كانت مغايرة. في الايام الاخيرة تحدثوا في محيط نتنياهو عن تنسيق ممتاز بين اسرائيل والولايات المتحدة. "الامريكيون هدأوا روعنا من أن الخطاب سيكون على ما يرام"، عادوا ليقولوا. "الامريكيون وضعوا نتنياهو من خلال مبعوثه اسحق مولكو في صورة الصيغة العامة للخطاب، ولكن ليس في تفاصيله الدقيقة. ومع أنه كانت هناك سيناريوهات ليس الخطاب فيها بسيطا لاسرائيل، الا انهم في المكتب آمنوا بان الاتصالات مع الامريكيين في الاونة الاخيرة ستؤدي الى تلطيف الحدة والى توازن الرسائل. وفقط في الخطاب نفسه تبين كم واسع الشرخ بين اوباما ونتنياهو. فور الخطاب – فيما هو منشغل بالاعداد للسفر الى الولايات المتحدة – عقد نتنياهو مشاورات عاجلة كي يفهم كيف التعاطي مع الوضع وأدار مكالمات هاتفية مع بيني بيغن وموشيه يعلون وتشاور معهما. في البداية فكروا في المكتب باصدار رد فعل حاد أكثر حتى من ذاك الذي نشر في النهاية، ولكن بعد ذلك قرروا تلطيف حدة الرسالة. وقالوا في القدس أمس ان "اوباما يريد أن ينزع عن اسرائيل ذخائرها". وتحدثوا في المكتب أمس عن اجواء عجز حقيقية. ووجه وزراء الحكومة بعدم الرد على الخطاب كي لا يتفاقم التوتر. واليوم سيلتقي نتنياهو اوباما في البيت الابيض – فيما من المتوقع ان يكون حديثا شديدا ومتوترا. رئيسة المعارضة، تسيبي لفني قالت أمس في أعقاب الخطاب ان انهاء النزاع هو مصلحة اسرائيلية صرفة. وادعت بان "على نتنياهو في زيارته القريبة، ولا سيما على خلفية خطاب اوباما، ان يبدي الزعامة اللازمة في هذه الزمن وأن يخلق الظروف لاستئناف المفاوضات". في الجانب الفلسطيني ايضا لم يعقبوا بحماسة شديدة على الخطاب. فقد خاب أملهم في السلطة من اقوال الرئيس ليس فقط بسبب دعوته الفلسطينيين للاعتراف بالدولة اليهودية بل وايضا بسبب تجاهله موضوع الاستيطان ومطالبته الفلسطينيين لا يطرحوا على الامم المتحدة في ايلول مطلب اقامة دولة. "رد اسرائيل على الخطاب هو بيان عن بناء 620 وحدة سكن جديدة في المستوطنات"، قال أمس نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان ابو مازن. وادعى الناطق ايضا بان على الادارة الامريكية أن تلقي على حكومة نتنياهو المسؤولية عن هدم المسيرة السلمية. في حماس اتهموا الرئيس الامريكي بان تصريحاته بشأن الدولة الفلسطينية هي ذر للرماد في العيون وادعوا بان الخطاب بأسره يميل في صالح اسرائيل. في أوساط المستوطنين ايضا استقبل الخطاب بغضب شديد. "لا يحتمل أمن لاسرائيل في حدود 67"، قال أمس رئيس مجلس "يشع" داني ديان. "اذا أبقينا موضوع اللاجئين الى نهاية المسيرة، فان ملايين اللاجئين سيأتون الى جدران كفار سابا وطريق رقم 6". النائب ميخائيل بن آري قال ان "رؤيا اوباما معناها صواريخ على غوش دان وتصفية اسرائيل. شعب الهمبرغر الذي ولد أمس لن يقرر مصير الشعب الخالد".