رام الله / سما / قالت وزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب، اليوم الخميس، إن الوزارة ستراقب بالشراكة مع المؤسسات النسوية ووزارة العدل مدى جدية وآلية التعامل مع قانون العقوبات بعد قرار الرئيس بتعديله.وكان الرئيس محمود عباس أصدر يوم الأحد الماضي قرارا يقضي بتعديل مواد في قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960، الساري في المحافظات الشمالية، وفي قانون العقوبات رقم 74 لسنة 1936 الساري المفعول في المحافظات الجنوبية.وأضافت ذياب خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة رام الله، أن هذا القرار ’يأتي تلبية لمطالب المرأة ووضع حد لقضايا القتل على خلفية الشرف والإساءة للنساء، كونه تأكيدا على حق المرأة الطبيعي في الحياة’.واعتبرت هذا القرار ’خطوة متقدمة على طريق إعطاء المرأة كافة حقوقها’، لافتة إلى أن هناك الكثير من الثغرات القانونية التي يجب معالجتها باتجاه إنصاف المرأة وحمايتها، عبر المتابعة مع الجهات ذات العلاقة من قضاة ومحامين وجال دين ومؤسسات حقوقية ’لضمان التنفيذ الفعلي لقانوني العقوبات والأحوال الشخصية ومعاقبة ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم غير الإنسانية’.وأكدت الحاجة لقانون جديد للأحوال الشخصية ’من أجل حماية الأسرة والأطفال والحد من ظاهرة العنف بأشكاله نتيجة بعض العادات والتقاليد البالية والعنف الذي يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني’.وثمنت ’وعي ووقوف صانعي القرار بجانب المرأة لتحقيق العديد من الإنجازات لنيل كافة حقوقها والعيش بمساواة وعدالة اجتماعية، كما نثمن دور رجال الدين لتفهمهم ووقوفهم بجانب الحقيقية’، قالت ذياب.وكان المستشار القانوني للرئيس حسن العوري قال إن هذه التعديلات جاءت ’ردا على تزايد الجرائم الواقعة بحق النساء؛ بحجة ما يسمى بالدفاع عن شرف العائلة’.وأضاف: هناك اعتقاد لدى الرأي العام بأن المواد التي عدلت كانت تشجع على القتل تحت مسمى الدفاع عن الشرف، وبالتالي قرر سيادته إلغاء نص المادة 340 بفقرتيها من قانون العقوبات رقم 16 والمعمول به في المحافظات الشمالية’.وأشار العوري إلى أن هناك مواد أخرى في القانون ’تعطي المحكمة صلاحية استنباط مدى صحة الإرادة لدى الجاني عند ارتكابه جريمته، وبالتالي ليس هناك ضرر من إلغاء هذه المواد’.وتابع العوري ’كذلك عدل القرار نص المادة 18 من القانون رقم 74، وذلك من خلال إضافة عبارة ’يستثنى من ذلك قتل النساء على خلفية ما يعرف بشرف العائلة، وذلك من أجل أن لا يترك المجال للاجتهاد الخاطئ، وبالتالي يفلت الجاني من العقاب’.يشار إلى أن الرئيس عباس وفعاليات رسمية وشعبية عديدة استنكرت بشدة مقتل الفتاة الجامعية آية براذعية من بلدة صوريف غرب الخليل، التي اكتشفت جثتها يوم الجمعة قبل الماضية في أحدى الآبار التي تبعد عن البلدة 3 كم، وبعد تحريات الشرطة تبين أن عمها اختطفها وثلاثة من أصدقائه وألقوا بها في البئر قبل عام، لشكوكه بأن آية على علاقة غير شرعية بشاب تقدم لخطبتها.ووفق مراكز نسوية، فقد قتلت 29 امرأة على خلفية ’شرف العائلة’، وأجبرت تسع نساء على الأقل على الانتحار لذات السبب، ما بين عامي 2007 و2010.