يلقي الرئيس الامريكي براك اوباما اليوم خطابا في وزارة الخارجية الامريكية، سيبحث فيه ما يجري في الشرق الاوسط. وقال ممثلو البيت الابيض أمس إن قسما كبيرا من الخطاب سيكرس للتنمية الاقتصادية ودعم التغييرات في المنطقة. وحسب ممثلي الادارة، سيتناول الرئيس الامريكي في خطابه النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، ولكن هذا لن يكون القسم المركزي فيه بالضرورة. "قدر كبير من الشباب لا يمكنهم ان يجدوا عملا في المنطقة، الفساد مستشري، وأحد جذور الاحتجاج هو انعدام الفرص الاقتصادية. الانتقال الناجح للديمقراطية يستند ضمن امور اخرى الى الازدهار الاقتصادي. هذا زمن حرج بالنسبة للولايات المتحدة لإبداء التزامها بالانتقال الديمقراطي في تونس وفي مصر"، قال أحد كبار المسؤولين في استعراض للمراسلين. وحسب الناطق بلسان البيت الابيض، جي كارني، فان ادارة اوباما ترى التغييرات في الشرق الاوسط كـ "فرصة". وقال كارني أمس انه "في العقد الاخير، بؤر اهتمامنا في المنطقة كانت أساسا في العراق، مطاردة اسامة بن لادن والكفاح ضد القاعدة. هذا الكفاح مستمر، ولكن توجد هنا فرصة للتركيز على دفع قيمنا الى الأمام وتعزيز أمننا، وعن هذا يرغب الرئيس في الحديث في خطابه". في البيت الابيض ردوا هذا الاسبوع بغضب على ما نشر في اسرائيل في ان مسودة الخطاب تتحدث عن حدود 1967 وتبادل الاراضي، كما أن السفير الاسرائيلي في واشنطن، مايكل اورن، أصدر ايضاحا يفيد بأنه في لقاءات مستشار الامن القومي، يعقوب عميدرور، لم يُطرح موضوع مسودة الخطاب. وسيوازن اوباما خطابه بخطاب عن العلاقات الاسرائيلية الامريكية يلقيه في مؤتمر "ايباك" يوم الاحد، قبل يوم من خطاب نتنياهو أمام المؤتمر. وحرص الرئيس الامريكي على هذا التوازن ايضا يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع حين استضاف بداية الملك عبد الله ملك الاردن، وتحدث معه عن أهمية استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، وفور ذلك أجرى استقبالا على شرف شهر التراث اليهودي الامريكي لنحو 300 ضيف من الجالية اليهودية، بينهم الحاصل على جائزة نوبل ايلي فيزل والقاضية روت بادر – غينسبورغ. ورحب اوباما بمساهمة الشعب اليهودي في الولايات المتحدة وقال "انهم يبقون الزعماء، المعلمين، الجيران والاصدقاء لنا". ويوم الجمعة يلتقي اوباما في البيت الابيض برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. عشية سفره الى اللقاء وقُبيل خطابه السياسي أمام مجلسي الكونغرس يوم الثلاثاء، عقد نتنياهو أمس اجتماعا لاعضاء كتلة الليكود وسمح لهم "بالتنفيس". نتنياهو نفسه لم يُكثر من الكلام، ولكنه كرر أساس خطابه في الكنيست أول أمس، وعرض المباديء التي يوجد حولها اجماع في الجمهور الاسرائيلي. وأشار اعضاء كنيست في الليكود أمس الى أنه بالقياس الى الايام التي سبقت خطاب بار ايلان، حين اضطر نتنياهو الى تلطيف حدة مواقف اعضاء الكتلة، هذه المرة لم تكن هناك أحداث دراماتيكية. وقالوا ان "نتنياهو بالاجمال استمتع بأجواء التأييد". في اللقاء طُرح موضوع الكتل، بعد ان استخدم نتنياهو هذا التعبير في خطابه في الكنيست، حين قال ان الكتل الاستيطانية ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية. بعض النواب، بمن فيهم داني دانون، طالبوه ألا يستخدم هذا التعبير لانه يُفرق بذلك بين المستوطنين في يهودا والسامرة. فأجاب نتنياهو بأنه "توجد تعريفات مختلفة لكلمة كتل". النائب اوفير اكونس قال لنتنياهو ان برأيه عليه ان يستغل المنصة كي يوضح بأنه اذا اتخذ الفلسطينيون اجراءات من طرف واحد، فبوسع اسرائيل ان تفعل ذلك ايضا. وهكذا ألمح اكونس الى المطلب الذي يُطرح في الآونة الاخيرة في اوساط اليمين لضم الكتل الاستيطانية. وبالتوازي نظم اليسار الوطني من خلال الشبكات الاجتماعية بضع مئات من الطلاب الاسرائيليين الذين يسكنون في واشنطن بحيث يتظاهرون أمام البيت الابيض في الوقت الذي يلتقي فيه اوباما ونتنياهو. "بيبي سيء للصهاينة" و"دولة لهم، الكتل لنا" – هذه بعض من شعارات المظاهرة. وستشكل هذه الشعارات جزءا من حملة تبدأ اليوم وتستهدف تحريك نتنياهو للعمل. هذه محاولة أولى بحجم هيئة سياسية اسرائيلية كهذه لربط متظاهرين بواسطة الشبكات الاجتماعية للقيام بمظاهرة في دولة اخرى.