خبر : اتحاد الكتاب يحيي الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر حسين البرغوثي

الأربعاء 18 مايو 2011 11:47 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اتحاد الكتاب يحيي الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر حسين البرغوثي



رام الله / سما /  تسعة أعوام غيبت شاعرا ومفكرا وفيلسوفا فلسطينيا، انه الشاعر حسين البرغوثي الذي كتب إلى جانب اسمه في مكتبة الكونغرس الأميركي كلمة (genius)، تعددت مجالات الكتابة لديه من الشعر والنثر والدراسة الأدبية والميثيولوجية والنقد، وفي ذكرى رحيله التاسعة أقام الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بالتعاون مع بيت الشعر الفلسطيني أمسية أدبية في بلدية البيرة، بحضور وزيرة الثقافة سهام البرغوثي والكاتب الفلسطيني توفيق فياض المقيم في تونس وعدد من المثقفين وأصدقاء الشاعر.وفي كلمة لوزيرة الثقافة وجهت البرغوثي تحية لبيت الشعر الفلسطيني واتحاد الكتاب على إصراره على إحياء ذكرى الشعراء والكتاب وتسليطه الضوء عبر الأمسيات التي يقيمها على المبدعين الفلسطينيين، واعتبرت البرغوثي أن الراحل من خلال ما كتب من شعر ومسرح ونثر وما علمه للعديد من تلاميذه حاضر في الثورات العربية الحاصلة الآن، فحسين البرغوثي كان منشغلا دائما بكسر القيود واتجاهه نحو الحرية والتي هي شعار الشباب العربي في ثوراتهم، وأضافت البرغوثي: من المهم احياء ذكرى الشاعر ولكن الأهم هو الحفاظ على تراثه الأدبي من خلال نشره وتعميمه، ونوهت البرغوثي إلى أن الشاعر لم ينل التقدير الكافي على أعماله و لم يحصل على جائزة حتى مماته .الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني اعتبر أن الأمسية هي تأكيد على درس الوفاء (الموجع والكاوي) وهي استدعاء لنقاط الضوء في تفكيك (الظلموت) والعتمة. وفي رسالة ارتجالية قدمها السوداني إلى أستاذه الراحل حسين البرغوثي قال فيها «لا وقت للكتابة في حمأة الاشتباك ولا وقت للتأمل في لحظة العصف التي تنحل فيها الروح والرؤية وتنحل البلاد» وهو اقتباس للشاعر الراحل محمد عفيفي مطر الذي كان للبرغوثي الفضل في التعريف به في فلسطين، وأضاف السوداني أن البرغوثي ومن خلال محاضراته استطاع أن يشكل الأجيال الجديدة وجيل التسعينيات تحديدا، وقد شكل حالة ثقافية بامتياز عجز الكثير من (المتثاقفين) في المشهد الثقافي الفلسطيني أن يصلوا لها، ويرى السوداني أن البرغوثي شعريا لقي غبنا كبيرا من كثير من الشعراء والنقاد الفلسطينيين الذين لم يضيفوا بما فيه الكفاية للمشهد الشعري بسبب عجزهم وقصور ذائقتهم الفنية وحسدا على مقدرة الشاعر الراحل، وأضاف السوداني حتى هذه اللحظة لم يكتب نقد حقيقي في حسين البرغوثي باستثناء ما كتبه الدكتور عبد الرحيم الشيخ، وعن نشر أعمال الشاعر الراحل يقول السوداني إن بيت الشعر الفلسطيني سيصدر الأعمال الكاملة للبرغوثي من خلال الدار الأهلية للنشر في الأردن لتعذر نشرها في فلسطين بسبب قلة الموازنات المخصصة للنشر الثقافي. وفي كلمة للكاتب والناشط السياسي محرم البرغوثي - ممثلا عن العائلة – اعتبر أن الموت الذي خطف البرغوثي وهو في ربيع العمر حرمنا من استمرار إبداعاته، وأضاف: فقد كان البرغوثي شمعة ثقافية يسطع نورها كنور الشموع الأخرى وإن كان لنوره إشعاع مختلف ومميز والدرس الذي تعلمناه من صاحب الذكرى أن الفقر كما الاحتلال والجهل يمكن الانتصار عليه بالإرادة، فالثقافة والانخراط بالهم العام الوطني والعالمي هو جزء من إنسانية الإنسان، والثقافة هي الجسر المتين بين الإنسان وقومه وإنسانيته وهو أقوى من الاحتلال ووجوهه المختلفة، ورأى البرغوثي أننا اليوم بحاجة لوجود حسين البرغوثي وأمثاله في الوقت الذي يعجز فيه أبناؤنا عن معرفة تاريخ وعد بلفور والحديث عن يوم الأرض الأمر الذي يشير إلى أمية ثقافية وطنية ومعظمهم لا يعرف حسينا وإن ظل الوضع على ما هو عليه فإنهم سينسون درويش ومعين بسيسو وغسان كنفاني وغيرهم، فالنهوض بالحراك الشبابي ليس سياسيا فقط وإنما ثقافي أيضا، وتعرض البرغوثي لسيرة الشاعر الراحل أثناء الانتفاضة الأولى ومساهمته في تعميق الوعي السياسي والثقافي لدى فئة الشباب عن طريق مشاركته في فعاليات الانتفاضة الأولى بالحجر والهتاف والنقاشات والاطلاع على الآراء، ودعا البرغوثي في كلمته إلى وجود حراك ثقافي معرفي للأجيال الجديدة لتعرف التاريخ والتراث وعلاقة الشعب بالأرض والهوية والأمة العربية  وبالإنسانية .واعتبر عريف الحفل الشاعر سميح محسن في تقديمه للمتحدثين أن الراحل ترك زرعا طيبا مثمرا ومتشعبا وان أصدقاءه وقراءه كانوا قد هيأوا أنفسهم لرحيله الفاجع حتى الوريد قبل وفاته رافضين خياره بالرحيل الأبدي، ومنذ البداية قرروا أن يظل حاضرا بينهم وفيهم، ورأى محسن أن ذكرى رحيل البرغوثي هي استجماع للقوى لاستعادته من حيث هو وحواره من القلب للقلب ومن العقل للعقل الذي كان يؤمن بقدرته على المكاشفة والمنازلة، وفي معرض حديثه عن سيرة الراحل قال محسن إن البرغوثي حاول أن يصنع ويساهم في صنع حراك ثقافي وفني وكان في مختلف المواقع والأماكن يحارب كنبل الفرسان ويعمل على أن يؤسس لشيء ما وقد استطاع لأنه ترك أثرا في كل مكان مر به . كما قدم الشاعر محمد حلمي الريشة قراءات شعرية لحسين البرغوثي وقدمت وزيرة الثقافة درعاتكريميا لمحرم البرغوثي ممثلا عن عائلة الشاعر.