خبر : يوجد مع من يمكن الحديث الفرصة الاخيرة/يديعوت

الأربعاء 18 مايو 2011 11:15 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يوجد مع من يمكن الحديث الفرصة الاخيرة/يديعوت



لعل الايام القريبة القادمة هي الفرصة الاخيرة لوقف، او على الاقل ابطاء، التدهور السياسي لاسرائيل. من اليوم الذي انصرف فيه عرفات والسلطة الفلسطينية كفت عن الارهاب، يتعزز موقفها في العالم. المطالبة بالاستقلال، بالدولة المجردة من السلاح في حدود 67 (مع تعديلات حدودية متفق عليها) عاصمتها القدس الشرقية، تكاد تكون مقبولة من كل دول العالم، وستحظى على أي حال باعتراف جارف في الجمعية العمومية للامم المتحدة في أيلول.التسوية السياسية لا تزال ممكنة، غير أن الفلسطينيين تتعزز قوتهم فيما أن اسرائيل تضعف. المعادلة السياسية تتغير في غير صالحنا، والتسوية التي هي ممكنة اليوم لن تعود قابلة للتحقق غدا.السلطة الفلسطينية تحقق جيدا موقفها المتحسن. رغم الجهد السياسي الكبير المستثمر من جانب اسرائيل، فان العالم لا يحاول اقناع الفلسطينيين بالتخلي عن نيتهم. كما ان السلطة بدأت بمحادثات مصالحة مع حماس دون أن تتكبد عناء اشتراط ذلك بقبول شروط الرباعية ودون خوف من رد فعل العالم. الجهد الاسرائيلي، المتباكي بعضا ما، لحمل العالم على شجب او مقاطعة السلطة، لم يحظَ باهتمام ذي مغزى. وعندما تسرعت اسرائيل في اعادقة اموال الضرائب الفلسطينية بهتافات "حماس جاءت" سارع الاتحاد الاوروبي الى أن يحول الى السلطة الاموال الناقصة والضغط على اسرائيل لالغاء القرار. حيال النجاحات السياسية والتأييد الكبير، ينظر الفلسطينيون الى اسرائيل ثائرة الاعصاب، متلعثمة، محشورة في الزاوية، مبعوثوها يتراكضون من دولة الى دولة بشكوى "قولوا لهم".القيادة الحالية للسلطة هي الافضل، من ناحية اسرائيل، منذ أن تأسست السلطة. فهي متزنة ومسؤولة، مؤيدة للتسوية السياسية حسب المسار المعترف به منذ عشر سنوات، منصتة لرأي العالم، مصممة في المناطق التي تحت سيطرتها لحكم، ادارة واقتصاد مناسبة، والاهم – فهي ملتزمة، بالاعتراف وبالفعل، بمنع الارهاب. وهي تفعل ذلك بنجاح. ولكن للسياسي الفلسطيني أيضا يوجد جمهور في الداخل. والجمهور الفلسطيني، ككل جمهور، لا يتحمل المسؤولية المباشرة عن مصيره، سيكون دوما متطرفا وأكثر تطلبا من زعمائه. الجمهور الفلسطيني، الذي يشعر بقوته المتعاظمة، والذي ينظر الى اسرائيل المتلوية والمضعفة، في نهاية المطاف سيفرض على قيادته (الضعيفة على أي حال) مواقف سياسية متعذرة. هكذا، مثلا، فان اعترافا عالميا عاما، تقريبا، بحق اسرائيل بالاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى (كتاب بوش من العام 2004) تآكل وقل الى "تعديلات حدودية طفيفة". مطلب (حق) العودة الذي فهم كل فلسطيني معقول واعترف بان ليس له أي احتمال عملي، يعود ليطرح بكامل القوة، ولشدة الخوف ايضا بكامل الجدية. عباس وفياض، زعيمان معتدلان وعمليان، سيضطران إما الى التطرف في مواقفهما جدا – أو الذهاب. احتمال التسوية، مهما كان، سيتبدد تماما.الخصم الفلسطيني الحالي هو أمر مغاير. فهو يفهم جيدا بان العمليات الانتحارية، مهما كانت أليمة للاسرائيليين، فهي مصيبة سياسية. لقد فهم الفلسطيني القوة الهائلة الكامنة في المقاومة غير المسلحة. مظاهرات جماهيرية متحدية – غير عنيفة – تصطدم بنار الجنود أو الشرطة، تظهر قتلى وجرحى، صراخ خوف وألم – أصبحت وسيلة سياسية مظفرة. اسرائيل المضعفة ستجر الى المزيد فالمزيد من المواقف الصعبة كهذه، وتشهد على ذلك أحداث الايام الاخيرة. الذريعة الاسرائيلية في أنه لا يوجد مع من يمكن الحديث، ليست حقيقية. حتى الان. يوجد اليوم مع من وعلى ماذا يمكن الحديث ولكن اذا لم تتخذ مبادرة سياسية اسرائيلية فورية، فالشعار سيصبح حقيقة – وقريبا. قريبا جدا. المفاوضات الصادقة فقط، على أساس الصيغة المعروفة للجميع، طالما كان الامر ممكنا، كفيلة بان تمنع المسيرة الفتاكة. وكمنتج فرعي لمثل هذه المبادرة، معقول ان يُمنع ايضا الاعتراف احادي الجانب وتحبط المصالحة الكريهة مع حماس. كله مشمول في ثمن مفاوضات واحدة. ولكن فورا.