"اذا اختار الفلسطينيون طريق الاعتراف بدولة اسرائيل وهجر الارهاب، فسيجدون شعبا موحدا مستعدا للسلام وجاهزا لحلول وسط أليمة"، هكذا قال أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب سياسي ألقاه أمام الكنيست بكامل هيئتها. في اثناء حديثه عرض نتنياهو ما وصفه كمباديء لمذهبه السياسي قبل بضعة ايام من سفره المرتقب الى واشنطن، حيث سيلتقي بالرئيس الامريكي براك اوباما ويلقي خطابا سياسيا أمام مجلسي الكونغرس. وقالت محافل سياسية رفيعة المستوى أمس إن "هذا خطاب لنتنياهو الذي يسير فيه الشوط الأبعد حتى الآن"، بل وقدرت بأنه بعد ان يُلقي خطابه المرتقب في الكونغرس، فان "الوضع السياسي سيكون مختلفا تماما". في حديثه طرح نتنياهو بضعة شروط لكل تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين – شروط بزعم محافل في محيطه "توجد عميقا في الاجماع الاسرائيلي بحيث أن اغلبية ساحقة يمكنها ان تقف وراءها". المباديء التي طرحها نتنياهو أساسها في القول إن كل اتفاق مستقبلي يجب ان يعلن عن نهاية النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ويضع حدا للمطالب من دولة اسرائيل، على ان المبدأ الذي يُكمل ذلك هو الطلب من الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي ويتخلون عن مطلب إسكان اللاجئين داخل حدود دولة اسرائيل. مبدأ آخر موضوعه الترتيبات الأمنية: حسب نتنياهو، فان الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب ان تكون مجردة من السلاح في ظل وجود ترتيبات أمنية "حقيقية"، على حد تعبيره، بما فيها تواجد عسكري للجيش الاسرائيلي على طول نهر الاردن. وبالمقابل، ولخيبة أمل محافل اليمين في الكنيست، صرح نتنياهو بأن الاتفاق المستقبلي سيستدعي فقط ضم الكتل الاستيطانية والحفاظ على القدس موحدة. وحسب مسؤولين كبار في مكتبه، فان هذه سابقة إذ قالوا: "لاول مرة يفصل رئيس الوزراء بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المنعزلة ويتحدث عن تواجد عسكري، وليس مدنيا، على الحدود مع الاردن". "هذا نزاع على 1948". "جذر النزاع كان ولا يزال رفض الاعتراف بدولة يهودية"، قال رئيس الوزراء في خطابه، "هذا ليس نزاعا على 1967 بل على 1948، على مجرد وجود دولة اسرائيل. علينا أن نكف عن جلد أنفسنا واتهام أنفسنا – السبب في عدم وجود سلام هو ان الفلسطينيين يرفضون الاعتراف باسرائيل بصفتها الدولة القومية للشعب اليهودي. اسرائيل مستعدة لحلول وسط أليمة في اراضي الوطن، اذا ما اختار الفلسطينيون طريق الاعتراف بدولة اسرائيل". وأكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى أمس بأن نتنياهو، ضمن امور اخرى، من خلال خطابه، سعى الى توجيه الانتباه الدولي الى رد الفعل الرافض من جانب الفلسطينيين. وحسب مسؤول في القدس، فان "الولايات المتحدة واوروبا تفهمان بأن خطوة أحادية الجانب من الفلسطينيين ليست أمرا مرغوبا فيه. فلا يزال الفلسطينيون غير قادرين على التحكم بأنفسهم وكل الخطوة لا ترمي إلا الى ممارسة الضغط على اسرائيل. والآن، في ضوء اتفاق حماس – فتح، فانهم في اوروبا ايضا يفهمون ذلك". من الجهة الاخرى، في خطابها أمام الكنيست بكامل هيئتها، هاجمت رئيسة المعارضة النائبة تسيبي لفني اقوال نتنياهو وادعت بأنه "يسافر الى الولايات المتحدة دون رؤيا أو خطة عمل". وحسب اقوالها "الزعامة هي ليست فقط التوقع والتحذير، بل وايضا التفكير بالحلول. هذه الحكومة فشلت فشلا ذريعا في توفير جواب. الصهيونية السياسية ليست اعلاما، والاعلام ليس بديلا عن السياسة. الصهيونية السياسية هي فهم المشكلة، ايجاد حل لها وتجنيد العالم من اجلها". خطة نتنياهو – المباديء التي عرضها رئيس الوزراء لتسوية سياسية مستقبلية• الحفاظ على الكتل الاستيطانية في يد اسرائيل.• الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي.• نهاية النزاع ووضع حد للمطالب من دولة اسرائيل.• اللاجئون لن يُستوعبوا في نطاق دولة اسرائيل.• الدولة الفلسطينية ستكون مجردة من السلاح مع ترتيبات أمنية.• تواجد عسكري طويل المدى على طول نهر الاردن.• القدس ستبقى عاصمة موحدة لدولة اسرائيل.