رام الله / علي عبيدات / فاطمة، وواصف، ويوسف، ووليد، وإصرار، خمسة أشبال وزهرات من مخيم عين الحلوة للاجئين في لبنان، شاركوا ورفاقهم في فرقة الكوفية للفنون الشعبية الفلسطينية، في إحياء الذكرى الثالثة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني. وعلى متن سفينة الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الرابع، حطوا على أرض الوطن، وتجولوا في مدنه وأزقته، مشاركين في فعاليات الملتقى التي تختتم يوم غد، يرافقهم حوالي 150 مشاركا من مخيمات لبنان وسورية والأردن ودول الشتات إلى جانب أقرانهم من الوطن. وفي مشهد غير مسبوق، شارك اللاجئون في إحياء نكبتهم، من لجان النظام، حتى عرافة المهرجان المركزي، وحتى في الفقرات الفنية التي قدمتها فرقتي الكوفية الفلسطينية من عين الحلوة، وحنين من الرشيدية والبداوي. وأمام الآلاف الذين احتشدوا على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، راح أشبال وزهرات فرقة الكوفية من عين الحلوة، يرسمون حلمهم بالعودة، فرحين بما أتيح لهم من أيام في الوطن، وحالمين بإقامة طويلة لا تنتهي. ونقلت الكوفية معها أغاني أحمد قعبور وراحت صباياها بالأثواب المطرزة، وشبابها بالكوفيات والعباءات الفلسطينية يرسمون لوحة فلسطينية، لحنا وأداء وفكرة، ويؤكدون على أن حق العودة لا يسقط بالتقادم. وما أن أنهت الكوفية لوحاتها الراقصة، حتى أعادت فرقة حنين الحنين للأغاني الثورية القديمة، وأشعلت حماس الآلاف في رام الله على وقع أهازيج ’نموت وما نرحل’، و’طل سلاحي’، و’ثوري’، و’أنا يا أخي’، ’وع الرباعية’. وعن مشاعر اللاجئين وهم يحيون نكبتهم في وطنهم، قال عضو فرقة حنين الفنان هيثم عثمان، من مخيم الرشيدية في لبنان، والمنحدر من قضاء عكا: ’مشاعري لا توصف، وأنا بين أبناء شعبي، مبسوطين كثير لقدومنا للوطن، وحزينين لفراقه قريبا’. وأضاف: ’كان حلما أن نأتي إلى أرض الوطن، وننقل مشاعرنا أغانٍ وموسيقى ثورية، كيف الآن ونحن نشارك في إحياء ذكرى طردنا وتهجيرنا من أرضنا، وسط الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية’. وقال: ’قدمنا أغاني من وحي الثورة ومن وحي دخولنا للوطن للمرة الأولى، أغاني تراثية فلسطينية تعيد الحماسة للحالة الوطنية الثورية الفلسطينية، وتؤكد أن شعبنا لن يكل ولن يمل حتى نيل حقوقه الوطنية وعلى رأسها الدولة وحق العودة’. من ناحيته، لم يتمالك خالد الحسن (20 عاما) من مخيم عين الحلوة في لبنان مشاعره وهو يقدم لوحات فلكلورية ورفاقه في فرقة الكوفية، وقال: ’هذه ثاني مرة أزور الوطن في إطار فعاليات الملتقى الثقافي التربوي، وأنا سعيد جدا، شعور لا يوصف’. وأضاف: ’لهذه المرة مناسبة خاصة، فنحن هنا في أرضنا، نعود إليها ونقبل ترابها، في ذكرى نكبة آبائنا وأجدادنا، ونشارك في تجديد العهد والنضال من أجل تحقيق حق عودتنا الأبدية وأهلنا في كل المخيمات إلى فلسطين كل فلسطين’.