خبر : الدراسات العليا بالأزهر تمنح الطالب عماد أبو رحمة درجة الماجستير عن رسالته "أثر التسوية السياسية على الهوية الفلسطينية"

السبت 14 مايو 2011 02:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
الدراسات العليا بالأزهر تمنح الطالب عماد أبو رحمة درجة الماجستير عن رسالته "أثر التسوية السياسية على الهوية الفلسطينية"



غزة / سما / منحت عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الأزهر بمدينة غزة الطالب عماد أبو رحمة درجة الماجستير عن رسالته "أثر التسوية السياسية على الهوية الفلسطينية". وأوصت لجنة المناقشة والحكم المكونة من كل من د. ابراهيم ابراش، ود. مخيمر أبو سعدة، ود. ناصر أبو العطا، ود. خالد صافي الجامعة بطباعة البحث، واصفة إياه بـ"القيم". وكان عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو رحمة ناقش رسالته اليوم بحضور لجنة المناقشة والحكم، وحشد كبير من قيادات الجبهة وكوادرها، وأصدقاء أبو رحمة وعائلته. وكان أبو رحمة خلص في دراسته إلى أن الهوية الفلسطينية شأن كل الهويات ليست معطى ثابت، محدد أو جامد، بل هي هوية نسبية متغيرة، وبالتالي فإن تعريف الفلسطينيين لانفسهم (أي هويتهم) يظل عرضة للتعديل واعادة التركيب، ارتباطاً بعوامل الزمان والمكان. وأكد أبو رحمة أن الهوية الفلسطينية متعددة الأبعاد، بحيث يؤكد الفلسطينيون على جانب محدد من هويتهم دون أن يترتب ذلك بالضرورة على عملية الغاء للجوانب الاخرى ما دامت عناصر الهوية قادرة على التآلف فيما بينها. وأوضح أن الفلسطينيون عرفوا أنفسهم كمسلمين أولاً طوال الحقبة العثمانية، بينما تصوروا أنفسهم كجزء من أمة عربية، أو أمة سورية في مرحلة لاحقة، واعادوا تعريق أنفسهم كفلسطينيين في مرحلة اخرى، وفي كافة المراحل لم يفقدوا احساسهم بالانتماء للمكونات الاخرى لهويتهم، رغم التأكيد على جانب محدد كهوية رئيسية. وخلص أبو رحمة إلى أن المكون الاسلامي كان الأقوى لدى الاسلاميين، لكنه كان قوياً أيضاً لدى المنتمين لفتح، وحتى لدى المنتمين لليسار، وكذلك الأمر بالنسبة للمكون الوطني اذ كانت متوسطاته متقاربة. وحول تأثير التسوية السياسية على الهوية الفلسطينية، أكد أبو رحمة أن دخول مسار التسوية السياسية أوسلو وتداعياته يعد أحد الأسباب الرئيسة لتفجر أزمة الهوية الفلسطينية، معتبراً أن المدخل الصائب للخروج من الأزمة هو بالضرورة ديموقراطي، يستند إلى ثقافة الحوار وقبول التعدد وقبول الاختلاف، لأن الهوية في المحصلة هي مسألة اختيار حر على المستوى الفردي، و الحرية على المستوى الجماعي تتجلى في حق الجماعة في تحديد هويتها ومجابهة من يحاول فرض رأيه وأحكامه على الجماعة، أي فرض ترتيب معين لعناصر الهوية الجماعية وفقاً لمصالحه وأهواءه. هذا وتوصل الدراسة التي أجرت على عينة من طلبة الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة إلى أن الاتجاه نحو التسوية السياسية لدى الطلبة هو اتجاه سلبي بشكل عام، بينما الاتجاه نحو الهوية الفلسطينية يتسم بالايجابية. كما بينت الدراسة قوة اتجاهات الطلبة نحو الهوية الفلسطينية بابعادها الثلاثة الوطني والقومي والاسلامي، مع تفوق نسبي ضئيل للمكون الوطني باعتباره المكون الرئيس للهوية. أما بالنسبة للهوية السياسية للدولة التي يرغب أفراد العينة بالعيش تحت سقفها، فقد بينت الدراسة تفضيل الأغلبية لخيار الدولة الوطنية الديموقراطية يليه خيار الدولة العربية الموحدة، ثم خيار الدولة الدينية على التوالي. وأوصى الباحث أبو رحمة باجراء المزيد من الدراسات المقارنة لاتجاه الفلسطينيين في تجمعاتهم المختلفة، نحو الهوية الفلسطينية والاستفادة من هذه الدراسات في مجال وضع الخطط والاجراءات التي من شأنها تعزيز انتماء الفلسطينيين لهويتهم الجماعية. كما أوصى بضرورة اجراء مراجعة شاملة لمسار التسوية السياسية وانعكاساتها على النظام السياسي والهوية الفلسطينية، ودراسة البدائل المناسبة، بما يفضي إلى تجاوز حالة الانقسام الراهنة، وإلى اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديموقراطية انتخابية، تؤدي إلى اعادة الاعتبار لبرنامج ودور منظمة التحرير الفلسطينية كاطار موحد وجامع ورمز للهوية الجماعية الفلسطينية.