خبر : تلاسن تركي سوري ينذر بتدهور العلاقات

الجمعة 13 مايو 2011 01:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تلاسن تركي سوري ينذر بتدهور العلاقات



دمشق ـ واشنطن ـ ا ف ب ـ يو بي آي: تشهد العلاقات التركية السورية توترا ملحوظا بعد انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اقدام النظام السوري على استخدام العنف والقتل لقمع الاحتجاجات في سورية.وشنت صحيفة ’الوطن’ السورية المقربة من السلطة الخميس هجوما على موقف تركيا من الحركة الاحتجاجية في سورية، معتبرة ان رد فعل انقرة كان ’متسرعا وارتجاليا’ وان هذه الاحداث تشكل ’امتحانا’ مصيريا ’للنموذج التركي’.وقالت الصحيفة ’منذ أن بدأت الأحداث الراهنة في سورية منذ أكثر من شهر، بدا الأداء الرسمي التركي متسرعا وعلى قدر من الارتجال’. وتابعت ’بدا الوعظ الاصلاحي المتشاوف الذي قام به رجب طيب أردوغان من أكثر من منصة ومنبر اوروبي، بدا مهندس العثمانية الجديدة (وزير الخارجية التركي) احمد داوود اوغلو قاصر الحيلة في استنباط حلول لاستعصاءات مفترضة في التعامل الصريح والواضح مع هذه الاحداث’. واكدت الصحيفة ان هناك تناقضا في السياسة التركية ’اذا كان الازدهار السياسي والاقتصادي الذي تنعم تركيا به الآن يدين الى تاريخها العلماني وتصحيحات داوود أوغلو الاستراتيجية، فإن تعاملها مع المسألة السورية على النحو الذي هو الآن من شأنه أن يدفع نموذجها نحو تموضعات جديدة تشير بأوصافها إلى تراجعه عن ذاته’. واضافت ’مع تكشف طبيعة بعض فرقاء المعارضة السورية، ومنهم خصوصا الإخوان المسلمون ومع اتخاذ مسؤولهم رياض الشقفة من اسطنبول كمكان يطل منه، ومع الدعوة لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في اسطنبول ايضا، بدا أن النموذج التركي يمر في أحد أكثر الامتحانات التي، ربما، سيتوقف على نتيجتها، مصيره’. واعتبرت الصحيفة ان ’لا لقاء بين النموذج التركي ونموذج الإخوان، تاريخيا ومفهوميا، على أن هذه الحالة يتم كسرها الآن من خلال التعامل مع الأحداث في سورية’. واشارت الى انها ’المرة الأولى التي يظهر فيها النموذج التركي على علاقة، وربما في طريقه لتبني أكثر الحالات السياسية نقيضا له ولتاريخه’. ولفتت الى انه ’ليس من المؤكد ما إذا كان ذلك يعود إلى استيقاظات عثمانية ما قبل اتاتوركية، أو أنه أحد الحقول التشاركية مع الاستراتيجية الأمريكية التي تعمل راهنا على إعادة إنتاج سلطات إسلامية غير جهادية ونظيفة السلوك تجاه إسرائيل لتتولى منظومة الدول العربية لعقود عدة قادمة’. ورد امس رئيس الوزراء التركي قائلا إنه لا يمكن للرئيس السوري بشار الأسد أن يرفض مطالب شعبه بالسلام والديمقراطية، مشيراً إلى أن بلاده تكاد تنظر إلى ما يجري في سورية مثل ’مسألة داخلية’ تركية بسبب الحدود الطويلة المشتركة والعلاقات الوثيقة بين الدولتين.وقال أردوغان في مقابلة مع تشارلي روز على قناة ’سي بي اس’ إنه لا يمكن للأسد أن يرفض مطالب شعبه ’الضرورية بالحرية والديمقراطية’، وإن عليه اتخاذ إجراءات ديمقراطية فورية لأن زخم الديمقراطية في الشرق الأوسط ’لا يمكن الرجوع عنه’.وأشار إلى أن بلاده تعتبر الوضع في سورية وكأنه يكاد يكون ’مثل مسألة داخلية’ تركية بسبب الحدود الطويلة بينهما التي تمتد مسافة 800 كلم والعلاقات الوثيقة بين الدولتين، موضحا ً أن الرئيس الأسد ’صديق جيد لي’ وأنهما أجريا ’أحاديث طويلة’ حول تغيير النظام الانتخابي والسماح بتشكيل أحزاب سياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين.وقال إن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه عرض تدريب حكومة الأسد على العمل الديمقراطي قبل بدء التظاهرات في سورية، وأضاف انه قال له ’أرسلوا لنا طواقمكم، يمكننا أن ندربهم ونريهم حزبنا’، وتعليمهم ’كيف ينظم حزب سياسي’، وكيفية إنشاء العلاقات مع الشعب. ولكن العرض لم يلب ’وهكذا للأسف انتهى بنا المطاف هنا’.غير أن أردوغان قال إنه يؤمن أن الأسد سيتخذ الخطوات اللازمة، وأضاف ’في كل زياراتي لسورية، رأيت حب الناس لبشار الأسد’، والقرار النهائي يعود للشعب السوري.وبعد فترة من العلاقات السيئة بسبب دعم دمشق للمتمردين الانفصاليين الاكراد نسج البلدان منذ سنوات علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة. والغى البلدان تأشيرات السفر بينهما فيما ارتفع حجم التبادلات الثنائي الى ثلاثة اضعافه في عشر سنوات فبلغت قيمته 2,5 مليار دولار عام 2010. وينسب هذا التحسن الى العلاقة الشخصية جدا بين اردوغان والاسد اللذين يتبادلان الزيارات بكثافة. لكن هذه العلاقة قد تتدهور بعد ان بدت انقرة محرجة امام العنف الذي يمارسه الجيش السوري ضد المحتجين وقد وجهت دعوات متكررة للاسد باجراء اصلاحات.وعلى الصعيد الميداني انتشرت القوات السورية في مدن جنوبية الخميس وشددت قبضتها على مدينتين في توسيع لعملية عسكرية ضد المحتجين على حكومة الرئيس بشار الأسد.وقال محام بارز في سهل حوران إن المئات اعتقلوا في المنطقة منذ الأربعاء عندما قتل 13 شخصا فيما قال ناشط حقوقي إنها عمليات قصف نفذتها دبابات لمنازل في مدينة الحارة على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال الغربي من درعا.وقال متحدث باسم المرصد السوري لحقوق الانسان ’دوت اصوات إطلاق نار كثيف لدى تنفيذ قوات الأمن للاعتقالات’. وفي حمص اعتقلت قوات الأمن السورية الناشط الحقوقي المخضرم نجاتي طيارة الخميس وفق ما ذكره المرصد. وكان طيارة قد انتقد بشدة الحملة العسكرية في الأحياء السكنية بالمدينة لسحق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية. وقالت شاهدة عيان إن قوات الأمن ما زالت تغلق حيا سكنيا رئيسيا في حمص بعد قصفه بالدبابات الأربعاء ومقتل خمسة اشخاص على الأقل.