في القيادة الاسرائيلية استمعوا أمس الى بيان البيت الابيض عن أن الرئيس الامريكي سيلقي خطابا في موضوع الشرق الاوسط "في الزمن القريب"، وبقوا مع عدة اسئلة حرجة – هل سيتم الخطاب قبل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، ماذا سيكون مضمونه وماذا ستكون آثاره على مستقبل المسيرة السياسية.يوم الخميس القادم يسافر رئيس الوزراء الى واشنطن ويوم الجمعة سيلتقي براك اوباما، ويوم الاثنين، 23 أيار، سيلقي خطابا سياسيا أمام الكونغرس الامريكي. في اسرائيل على وعي منذ زمن بعيد بتردد ادارة اوباما حول مسألة استباق خطاب امريكي للخطاب الاسرائيلي أم ربما الانتظار لوصول رئيس الوزراء الى واشنطن ومواصلة سياسة التنسيق بين الدولتين. حتى الآن جرى التنسيق بين البيت الابيض ومكتب رئيس الوزراء، والاحساس هو ان اوباما يحاول عناق نتنياهو كي يُظهر بأن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن ليست زيارة برعاية الحزب الجمهوري موجهة ضده – كما يمكن الفهم من التأييد الذي يحظى به نتنياهو في أوساط المندوبين الجمهوريين – بل زيارة ودية. ومع ذلك، حتى قبل بضعة أسابيع قدر اوباما بان نتنياهو سيجد صعوبة في توفير البضاعة، من ناحيته – موقف صريح من الاستعداد الاسرائيلي لاقامة دولة فلسطينية في حدود 67 – ولكن المصالحة بين فتح وحماس سرقت الاوراق وأحدثت تشوشا في واشنطن. وفسرت القدس التشوش كيأس امريكي، بينما الامريكيون بالمقابل لم يحبوا محاولة نتنياهو الادعاء في اعقاب المصالحة بانه لا شريك فلسطيني. في البيت الابيض خشوا من الوقوع في الفخ ليجدوا أنفسهم يقفون أمام خطاب اسرائيلي عديم الوعود – وعليه فقد قرروا أغلب الظن المبادرة الى خطوة تقيد نتنياهو. ومع ذلك ليس واضحا بعد هل خطاب اوباما سيتم ليس فقط "في الزمن القريب" بل في الاسبوع القادم، قبل خطاب نتنياهو، كما أنه ليس واضحا اذا كان الرئيس الامريكي سيتناول صراحة صيغة المفاوضات. اذا ما فعل ذلك حقا، فانه عمليا سيضع سقفا لرئيس الوزراء الاسرائيلي وسيلزمه بان يكيف خطابه معه. امكانية اخرى هي الا يتناول الامر، بل فقط "رسم طريقا" لنتنياهو برقة. رغم أنه سطحي يبدو ان الامكانيتين هما في طالح نتنياهو، في محيط رئيس الوزراء يحاولون تهدئة النفوس ويشددون على أنه ليس مؤكدا على الاطلاق ان يلقي اوباما خطابا، وبالتالي، ليس مؤكدا أن يتناول المفاوضات.في وسائل الاعلام الامريكية أيضا ساد أمس عدم وضوح بالنسبة للموعد الدقيق للخطاب وبالنسبة لمدى مركزية المسألة الاسرائيلية – الفلسطينية فيه. وهكذا، مثلا، افادت وكالة "رويترز" للانباء بان مصدرا في الادارة يدعي بان اوباما سيستخدم الخطاب كي "يعرض اقتراحات جديدة لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، وانه في اثنائها سيتم تفصيل "عقيدة اوباما" من أجل البحث في مستقبل الشرق الاوسط بعيون أمريكية. بالمقابل، اصرت وكالة "ايي.بي" على ان مصادر في الادارة تدعي بان "اوباما لن يفصل خطوة جديدة لاستئناف المحادثات، بل سيتناول الموضوع بشكل عام فقط".