الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اقترح على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يعقد في نهاية شهر حزيران مؤتمر سلام في باريس لاعادة تحريك المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان ساركوزي طرح الفكرة في اثناء لقاء الرجلين الاسبوع الماضي في قصر الأليزيه في باريس. الخطوط الأساس التي يقترحها ساركوزي هي التالية: عودة الى حدود 1967، بما في ذلك تبادل للاراضي: شرقي القدس تكون عاصمة للدولة الفلسطينية؛ اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي؛ اللاجئون الفلسطينيون لن يعودوا الى اسرائيل واقامة الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل ستكون نهاية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. هذه هي المرة الاولى، بقدر ما هو معروف، التي رغم تصلب السياسة الخارجية الفرنسية بشكل تقليدي، اندرج فيها ضمن المباديء المقترحة للمفاوضات مبدأ الاعتراف بدولة يهودية ايضا. ومع ذلك، فقد حاول الفرنسيون الاقتراب من الطرفين وإبداء تفهم للقيود السياسية الداخلية لديهما، في محاولة لاعادة تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين. نتنياهو نفسه تطرق، لدى خروجه من اللقاء مع ساركوزي، لمسألة الاعتراف بدولة يهودية وقال: "جذر النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين هو في مشكلة الاعتراف بدولة اسرائيل بأنها الدولة القومية للشعب اليهودي. في اللقاء مع ساركوزي سمعت قولا لا لبس فيه في هذه المسألة". ويخطط ساركوزي لعقد مؤتمر السلام في اثناء شهر حزيران، حين سينعقد في باريس مؤتمر الدول المانحة للسلطة الفلسطينية. وحسب التخطيط الفرنسي، فان الدعوة للاحتفال باستئناف المفاوضات ستأتي من الرباعية. غير انه ليس واضحا بعد هل يتفق الشركاء المركزيون لفرنسا في اوروبا، كبريطانيا، مع ذلك. علامة استفهام اخرى هي كيف تندمج المبادرة الفرنسية في مساعي الادارة الامريكية لاستئناف المفاوضات. فنتنياهو يوشك على ان يلتقي بعد أقل من اسبوعين بالرئيس الامريكي براك اوباما، وبعد ذلك القاء خطاب أمام مجلسي الكونغرس. وحسب وزير الخارجية الفرنسي، ألن جوبيه، "للامريكيين عدة مبادرات. فكرتنا هي تجربة مبادرة المخرج الاخير وذلك كي نتمكن عندما نصل الى شهر ايلول من ان نقول إننا جربنا كل شيء". وتفيد مصادر فرنسية بأنه يبدو ان نتنياهو طلب من ساركوزي الانتظار بمبادرته حتى نهاية زيارته لواشنطن. غير ان فرنسا وكذا بريطانيا تهددان نتنياهو من انه اذا لم يتقدم بمبادرة سياسية تؤدي الى استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، فستنظران في الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستنعقد في شهر ايلول.