حذر رئيس أركان الجيش المصري أمس اسرائيل من التدخل في قرار القاهرة فتح معبر رفح الى قطاع غزة. وعلى حد قول سامي عنان، فان "هذا موضوع مصري داخلي وليس لاسرائيل الحق في التدخل فيه". وقال مصدر اسرائيلي كبير لـ "وول ستريت جورنال" ان "فتح المعبر المرتقب والتطورات الاخيرة في مصر تشغل بال اسرائيل وقد تؤثر على أمنها على المستوى الاستراتيجي". في أعقاب التقارب بين مصر وايران، فان اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الذي تحقق بوساطة مصرية، والتصريحات عن الفتح القريب لمعبر رفح، يفكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان يرسل هذا الاسبوع مبعوثا خاصا عنه لاجراء محادثات مع كبار رجالات الحكومة المؤقتة في القاهرة. وسيكون المبعوث هو المستشار الاقرب لنتنياهو، المحامي اسحق مولكو. مداولات عن سفر مولكو الى مصر جرت في الاونة الاخيرة، ولكن ليس مؤكدا بعد أنه سيخرج الى حيز التنفيذ. اما اذا تحققت زيارة مولكو الى القاهرة حقا فمن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية نبيل العربي ومسؤولون كبار آخرين في المخابرات المصرية. ليس واضحا اذا كان مولكو سيلتقي مع رئيس المجلس العسكري الاعلى، الجنرال محمد حسين طنطاوي أو مع رئيس الحكومة المؤقتة عصام شرف. وأعرب نتنياهو في الاسابيع الاخيرة في محادثات مع سفراء اوروبيين وسناتوريين امريكيين عن قلقه من التطرف في التصريحات المصرية تجاه اسرائيل وكذا من التقرب من ايران. ومن المتوقع لمولكو ان ينقل الى مصر سلسلة من الرسائل في هذا الشأن، وكذا بالنسبة لحكومة الوحدة الفلسطينية، فتح معبر رفح والمضامين المرتقبة لخطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي. في مكتب نتنياهو رفضوا أمس التطرق الى تصريحات رئيس الاركان المصري. مسؤول كبير في جهاز الامن قال ان الاقوال – التي نشرت في صفحة فيس بوك لعنان – "لم تكن قولا رسميا"، ولكنها تشكل تطورا مقلقا، ولا سيما في أعقاب العلاقات الطيبة التي كانت في الماضي بين الجنرال عنان ورئيس الاركان السابق غابي اشكنازي. ويوم الخميس صرح وزير الخارجية المصري بانه في هذه الايام تجري استعدادات لفتح معبر رفح، بين مصر والقطاع بشكل دائم. "الامر سيحصل بالتأكيد. في غضون اسبوع حتى عشرة ايام ستتخذ عدة خطوات للتخفيف من الحصار على غزة ومن معاناة الشعب الفلسطيني"، قال العربي. الاعلان يشكل نهاية لسياسة الحصار الاسرائيلية على غزة، والتي تمت بالتنسيق مع الحكومة المصرية، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. فتح معبر رفح سيسمح الدخول والخروج للاشخاص والبضائع من والى غزة، دون حاجة الى مصادقة اسرائيل، مثلما كان حتى الان. ورغبت محافل في الجيش الاسرائيلي في التشديد أمس على أنه في الماضي أيضا لم يكن معبر رفح مغلق باحكام بل وفي اثناء حملة رصاص مصبوب، سمح المصريون بنقل مساعدات انسانية في رفح. ولم يشر البيان المصري الى كيفية فتح المعبر، وحسب المحافل، من الصعب الافتراض بان مصر ستسمح بعبور حر تماما. قدرة الجيش المصري على مكافحة التهريب للوسائل القتالية تضررت في الاشهر الاخيرة بسبب الفوضى الامنية في سيناء والتي تسود منذ الثورة ولكن الجيش الاسرائيلي واصل مكافحة التهريب عبر انفاق رفح بالغارات الجوية. والان تخشى أوساط جهاز الامن من أن ينقل عبر رفح ليس فقط وسائل قتالية بل وايضا أموال ومواد بناء قيدت حتى الان وستستخدمها حماس لبناء تحصينات وخنادق. محافل اخرى في جهاز الامن وفي وزارة الخارجية قالت أمس انه الى جانب الاثار السلبية لفتح المعبر، مثل الدخول والخروج الحر لنشطاء الارهاب من القطاع – توجد أيضا جوانب ايجابية. وقال مصدر في جهاز الامن ان "هذا سيخدم اسرائيل من ناحية استمرار فك الارتباط عن قطاع غزة ويقلل الضغط الدولي بالنسبة لتصدير البضائع من غزة عبر اسرائيل. في أعقاب الثورة في مصر سارع قادة الجيش ورئيس المجلس العسكري طنطاوي الى تهدئة روع نظرائهم الاسرائيليين في أنهم سيحرصون على مواصلة الاحترام لكل الاتفاقات التي وقعت بين الدولتين وتنسيق الخطوات في منطقة رفح. منذ سقوط مبارك زار القاهرة مدير عام وزارة الخارجية، رافي باراك، ورئيس القيادة السياسية – الامنية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد، ولكن المحامي مولكو سيكون المبعوث الشخص الاول الذي سيرسله نتنياهو الى القاهرة منذ الثورة. موظف كبير في القدس أشار الى أن مولكو أجرى في الاسبوع الماضي محادثات في واشنطن مع كبار مسؤولي البيت الابيض تمهيدا لخطاب نتنياهو في الكونغرس في 24 أيار وخطاب الرئيس الامريكي براك اوباما. وعلمت "هآرتس" بان الرئيس الامريكي خطط لالقاء خطاب في موضوع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط يوم الاربعاء القريب القادم في واشنطن، ومع ذلك، فان الخطاب سيؤجل لاسبوع واحد على الاقل. وأفاد محلل "واشنطن بوست" دافيد اغناشيوس في نهاية الاسبوع بان سبب التأجيل كان التوقيع المرتقب في القاهرة يوم الاربعاء – بحضور محمود عباس وخالد مشعل، على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس ورغبة البيت الابيض في انتظار اتضاح الوضع وفحص معاني اقامة حكومة الوحدة. وأوضحت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في نهاية الاسبوع بان رئيس السلطة عباس لا يعتزم التنافس في الانتخابات القادمة على الرئاسة والتي ستجرى في شهر ايار 2012، بمرور سنة عن يوم التوقيع على اتفاق المصالحة. في هذه المرحلة ليس واضحا على الاطلاق من سيكون مرشح فتح أو م.ت.ف بدلا من عباس، الذي قال عدة مرات في السنوات الاخيرة بانه لن يتنافس مرة اخرى. مؤخرا ذُكرت أسماء ناصر القدوة، ابن اخت ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسبق، وكذا مروان البرغوثي الذي يمكث في السجن الاسرائيلي كمرشحين محتملين للتنافس في الانتخابات عن فتح. في هذه الاثناء يتصدر عباس السباق الى الرئاسة حسب استطلاعات الرأي امام كل متنافس آخر من حماس. ولكن الامر قد يتغير في حالة عقد صفقة جلعاد شليت أو اعتزال عباس منصبه. من جهة اخرى، صرح أمس احد قادة حماس، محمود الزهار، بان في نية منظمته طرح مرشح للرئاسة امام مرشح فتح في الانتخابات القادمة. وحسب تقديرات مسؤولي حماس، سيكون اسماعيل هنية، رئيس الوزراء الحالي في غزة مرشح المنظمة للرئاسة. في نهاية الاسبوع، بعثت رئيسة لجنة المخصصات الخارجية في الكونغرس الامريكي الجمهورية كي غرينغر، ونائبتها الديمقراطية نيتا لوي برسالة الى الرئيس عباس تهددانه بانه اذا واصل اقامة حكومة وحدة مع حماس وامتنع عن المفاوضات مع اسرائيل فسيؤدي الامر الى وقف المساعدات الامريكية للسلطة الفلسطينية. وكتبت المسؤولتان فقالتا: "نحن قلقتان جدا من نواياك لاقامة حكومة وحدة مع حماس، التي لم تعترف بحق اسرائيل في الوجود. والمساعدة الامريكية تقوم على أساس التزام حكومتك بالسلام مع اسرائيل... اتجاه عملك الحالي يهدد استمرار المساعدة الامريكية".