غزة / حكمت يوسف / سما / في مكان ما يشبه الاختفاء ..دوران عميق..تتشكل فيه بؤرة..نصفيها يصارع بعضه..أنه أنا ..وأنا لست كلاهما ..يلتقي في محوري التوحد .. أقتلع من نفسي عقلاً..ألقيه جسراً في المدى..تخطوه سرابات جنوني!! هذا ما شكلته فنانة تشكيليه فلسطينية في مخيلتها وغلب علي لوحاتها طابع الرومانسية . الفنانة الشابة "رشا أبو زايد" 23 عام, والتي عرفت عن نفسها "أنا خريجة كلية الفنون الجميلة قسم تصوير من جامعة الأقصى, شاركت في العديد من الجداريات الوطنية والإنسانية, والعديد من ورش العمل في الفن التشكيلي, إضافة إلى مشاركتي في عدة معارض فنية مشتركة". وأضافت في حوار خاص مع وكالة (سما) :" واجهتني عدة صعوبات في بداياتي ككل فنان في العالم متمثلة في عدم انتشار ثقافة الفن التشكيلي والأوضاع السياسية والاقتصادية التي نعيشها في قطاع غزة بالإضافة إلي كوني فتاة فهذا الموضوع حساس نوعا ما في ظل مجتمع نعيشه". وتابعت:" أشعر حاليا بالفخر , والناس كلها تشجعني على ممارسة هذا الفن الراقي والجميل لأنه عبارة عن حضارة وبصمه لكل فلسطين". وأكدت أبو زايد ان الفن التشكيلي لا يقف ضد العادات والتقاليد ويعتبر شيء مشرف لأي إنسان وبلد . وأردفت :"من المفترض ان تتمتع بلدنا فلسطين بهذا الفن لما له من حضارة راقية تعكس الصورة الجميلة لها". الدعم والمساندة وأكدت ان عائلتها وبالتحديد والدها ووالدتها قدما لها دعما كبيرا جدا ً خلال فترة الدراسة الجامعية وبعدها حينما بدأت بالمشاركة في المعارض المختلفة والتي كان آخرها معرضها الشخصي الذي حمل أسم "شيزوفرينيا"ويعني (فصام العقل عن الواقع). وقالت :" دعم العائلة أعطاني دفعة معنوية وشجعني كثيرا وهذا لن أنساه ابداً". الفن والمرأة قالت الفنانة التشكيلية الفلسطينية ان:" الفن يخرج من باطن المعاناة وان الظروف القاسية التي عشناها منذ الصغر والي الآن شكلت طاقة وتراكمات تكونت عن طريق شيء معين وأنا كفنانة تشكيلية وجدت هذه الطريقة لإفراغ هذه الطاقة القوية التي تأسست في داخلي". وأضافت :" أنا معنية بالمرأة بشكل عام ولكن في النهاية طالما أنني فلسطينية فأنا أتحدث عن تجربة وظروف نعيش فيها". وأكدت ان هناك معاناة مشتركة بين النساء العربيات الشرقيات لأسباب وعادات تشترك فيها وتتقاسمها. وتابعت :"الوضع السياسي يؤثر في كل فنان ولكن واقعنا مغاير وكل ما نمر به دفعنا لعدم السكوت والتعبير بالطرق التي نراها مناسبة". وتمنت الفنانة أبو زايد ان تمثل بلدها فلسطين في البلدان العربية والأوروبية وأن تشارك في معارض جماعية مع فنانين كبار تكون فيها سفيره لعرض قضايا بلدها. وقالت:" أتمنى ان أقوم بتنظيم معرض في الإمارات العربية المتحدة وباريس من أجل نقل الصورة الفلسطينية". وبينت أنها عندما تمثل فلسطين في المعارض الخارجية ستظهر قضية لها علاقة ببلدها ولكن لن تكون مغموسة بالدم والعنف كما المشاهد اليومية التي تحدث في الأراضي الفلسطينية وستظهر لوحات ذات طابع راقي ورومانسي وهادئ تعكس الصورة الجميلة لبلدها. ووجهت أبو زاي تحية خاصة الي الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود متمنيه ان تهديه لوحة رائعة من لوحاتها وان تسلمها بيديها له . رسالتين وفي ختام حديثها توجهت الفنانة التشكيلية أبو زيد برسالتين الأولي لشعبها الفلسطيني قائلة :" أتمنى ان نكون نحن الفلسطينيون نستحق هذا الاسم ونكون على قدر من المسؤولية وان نظهر الصورة الجميلة بالشموخ والأصالة وان نكون محافظين عليها وان لا نعيش في ظل الانقسام ونبقى أكثر ترابطا ووحدة ويجب أن نعيش اللحظة الرومانسية التي نعيشها بخيالنا". والرسالة الثانية كانت للدول العربية قالت فيها :" على الدول العربية الاهتمام بالفن التشكيلي بقطاع غزة وان يقدموا لهم كافة الدعم والمساندة بشكل مستمر".