خبر : المصالحة والقلق../ "إما هم أو نحن"../معاريف

الخميس 28 أبريل 2011 11:45 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المصالحة والقلق../ "إما هم أو نحن"../معاريف



"على السلطة أن تختار – إما السلام مع حماس أو السلام مع اسرائيل" – هكذا عقب أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اتفاق الوحدة المتبلور بين فتح وحماس.  البشرى التي خرجت أمس من القاهرة لم تغير سياسة العزل الاسرائيلية، التي تميز بين الضفة الغربية، بسيطرة السلطة الفلسطينية وبين قطاع غزة، بسيطرة حماس. وأوضح رئيس الوزراء أمس بانه حتى بعد اتفاق المصالحة الذي وقعه ابو مازن، تبقى حماس منظمة ارهابية غير شرعية في نظر اسرائيل والعالم الغربي، منظمة محظور الاتصال بها. ومع ذلك، خلف الكواليس باتت تنطلق المزيد فالمزيد من الاصوات التي ترى في هذه السياسة خطأ وتدعو القدس الى رؤية الجوانب الايجابية في الاتفاق الموقع.  بعد عدة ساعات من صدور التقارير من القاهرة، سارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى الخروج ضد الاتفاق الاولي الذي وقع أمس بين فتح وحماس. وأوضح نتنياهو في بيان مصور خاص صدر عن مكتبه بان "السلطة الفلسطينية يجب أن تختار – إما السلام مع اسرائيل او السلام مع حماس. لا يمكن كلاهما معا"، واضاف: "لان حماس تتطلع الى ابادة دولة اسرائيل وتقول ذلك علنا. وهي تطلق الصواريخ على مدننا ومضادات الدبابات على اطفالنا واعتقد أن مجرد فكرة المصالحة تدل على ضعف السلطة وتطرح تساؤلات حول سيطرة حماس على يهودا والسامرة مثلما سيطرت على قطاع غزة". كما أن نائب رئيس الوزراء، سلفان شالوم، اضاف بانه "يجب ان نسأل العالم بأسره هل يوجد سبيل لصنع السلام مع اولئك الذين يصرحون صبح مساء عن رغبتهم في ابادة دولة اسرائيل وفي ايمانهم يدعون الى خرابها. واضح اليوم للجميع بان اعترافا من جانب واحد معناه كيان حماسي – ايراني في قلب الشرق الاوسط".  الرسائل الحازمة هذه يعتزم نتنياهو نقلها أيضا في لقاءاته القريبة في داوننغ 10 وفي قصر الاليزيه، الاسبوع القادم. ومع ذلك، ففي الاسرة الدولية تنطلق أصوات متزايدة تدعو اسرائيل الى الاعتراف بشرعية حماس أو على الاقل فتح قناة اتصالات سياسية سرية.  "تحدثوا معهم" من جهة اخرى، انتقدت محافل سياسية مختلفة في اسرائيل، من خارج مكتب نتنياهو، بالتلميح الرسالة القاطعة التي اطلقها نتنياهو أمس نحو السلطة وقالوا انهم بالذات يرون امكانية كامنة ايجابية في الاتفاق بين فتح وحماس. وتعتقد هذه المحافل بان للاتفاق المتبلور كفيل بان يكون وجه ايجابي ولا ينبغي استبعاده مبدئيا. "هذا ليس بالضرورة شر. فاحدى المشاكل في المحادثات على التسوية الدائمة مع ابو مازن هي حقيقة أنه لا يمثل سكان غزة. اذا ما خرج الاتفاق الى حيز التنفيذ، فبوسع ابو مازن أن يعرض نفسه كمن له تفويض من الشعب الفلسطيني بالتوصل الى تسوية دائمة مع اسرائيل"، قال أحدهم.  فكرة مشابهة يمكن ايجادها ايضا في تصريحات دبلوماسيين أجانب يتواجدون في اسرائيل، ممن طرحوا في لقاءاتهم مع مسؤولين اسرائيليين كبار فكرة اقامة قناة سرية مع حماس والشروع معها في محادثات ذات مضمون سياسي. "انتم مخطئون في أنكم تقاطعون حماس"، أوضح الدبلوماسيون لنظرائهم من القدس، "في النهاية هي تسيطر على غزة وشرعيتها تتعزز بالتدريج فقط، في العالم العربي وفي العالم الغربي على حد سواء. وعليه فمن المجدي الشروع معها منذ الان باتصالات كي تكونوا مستعدين للحظة التي تصبح فيها جهة شرعية في المنطقة". "لا تتدخلوا" نبيل ابو ردينة، الناطق بلسان ابو مازن، تطرق أمس لتصريحات نتنياهو في موضوع المصالحة وشدد على أن الاتفاق هم موضوع فلسطيني داخلي، لا علاقة لاسرائيل به. "م.ت.ف ملتزمة بالمسيرة السلمية، والاتفاق الموقع في القاهرة يعزز هذا الخيار"، قال ابو ردينة. واشار الى أن الاتفاق يلغي ذريعة اسرائيل بان ابو مازن لا يشكل مرجعية في قطاع غزة.  رد فعل بارد من الولايات المتحدة على اتفاق المصالحة بين حماس وفتح: ادارة اوباما كررت مطالب الرباعية باحترام الاتفاقات السابقة بين اسرائيل والفلسطينيين، والمطلب من حماس الاعتراف باسرائيل. "الولايات المتحدة تؤيد المصالحة الفلسطينية بالشروط التي تدفع السلام الى الامام. ومع ذلك، فان حماس هي منظمة ارهابية تمس بالمدنيين"، قال الناطق بلسان البيت الابيض تومي فايدور. "كي تلعب دورا بناءا في تحقيق السلام، على كل حكومة فلسطينية أن تقبل مبادىء الرباعية، تتخلى عن العنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود"، اضاف. البيت الابيض ووزارة الخارجية قالا ايضا انهما يحتاجان الى معلومات اضافية حول الاتفاق المتبلور بين الفصيلين الفلسطينيين.  مولكو الى الولايات المتحدة في هذه الاثناء، المبعوث الخاص لنتنياهو الى المفاوضات مع الفلسطينيين، المحامي اسحق مولكو، سافر هذا الاسبوع في مهمة سرية الى البيت الابيض في واشنطن. وذلك في اطار الاستعدادات والتنسيقات قبيل خطاب نتنياهو القريب امام الكونغرس الامريكي ومحاولة منع الاعتراف احادي الجانب بدولة فلسطينية في الامم المتحدة في شهر ايلول.  ثلاثة سيناريوهات1. انهيار شامل: رغم اتفاق المصالحة الموقع بالاحرف الاولى، لا ينجح الطرفان في الوصول الى اتفاق كامل حول كل نقاط الخلاف. التوقيع على الوثيقة، الذي سيتم الاسبوع القادم، يتأخر اكثر فأكثر، الى ان تنهار المصالحة مرة اخرى مثلما حصل غير مرة. 2. خلاف هدام: حماس وفتح تنجحان في تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة، وتستعدان لانتخابات عامة. ولكن الشك والعداء بين الطرفين يبقيان كما هو وهذه الاحاسيس تمنع اجراء الانتخابات. بالتوازي، تنشب مواجهات بين قوات حماس وفتح. 3. اتفاق وحدة: خلافا لكل التوقعات، حماس وفتح تنجحان في جسر الفجوات وتديران السلطة الفلسطينية على نحو مشترك. في غضون سنة، تجري انتخابات للبرلمان والرئاسة في السلطة الفلسطينية. وبالتوازي حكومة مشتركة، تضم حماس ايضا فيها، تمنع كل امكانية للتقدم في المسيرة السياسية.