غزة / سما / أنهى مركز القطان للطفل بغزة مشروع تنمية وتعزيز التواصل مع الأهالي، في ثلاث مدارس ابتدائية تابعة للأونروا في المحافظة الوسطى بقطاع غزة، بتمويل من المجلس النرويجي للاجئين، وبالشراكة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بغزة. واستمر المشروع الذي أطلقه القطان ضمن برنامج ثقافة الأسرة لمدة شهرين، إذ انطلق بداية شهر مارس من العام الحالي، واستمر حتى نهاية شهر أبريل. وقال منسق الأنشطة الممتدة في مركز القطان للطفل ممدوح أبو كميل، " تم تدريب ما يقارب 15 مدرساً في المدارس الثلاثة حول ثقافة الأسرة، كما تم تأسيس نادي للأهالي في كل مدرسة من المدارس التي شهدت تنفيذ عدد من اللقاءات والأنشطة للأهالي وأطفالهم، وهذه المدارس هي: مدرسة النصيرات المشتركة الجديدة ، ومدرسة النصيرات المشتركة "ز" في منطقة السوارحة، إضافة إلى مدرسة ذكور المغازي الابتدائية". وأضاف، " إن اللقاءات والأنشطة التي تلقاها الأهالي على مدار شهرين تنوعت ما بين الندوات مثل: مراحل تطور نمو الطفل، وتغذية الطفل حتى سن 6 سنوات، إضافة إلى عدد من الأنشطة المشتركة حول كيف تجعل طفلك قارئا، وكيفية صناعة مكتبة داخل البيت، وصناعة الدمى، توظيف القصة في الدراما. فيما شهد اليوم الختامي للمشروع تنفيذ عرض فني ترفيهي للأطفال والأهالي المستفيدين من المشروع داخل مركز القطان للطفل بغزة. وذكر أبو كميل أن عدد المستفيدين الذين تلقوا الندوات واللقاءات ما يقارب 180 من الأهالي وأطفالهم. ويعد الهدف الرئيسي لهذا المشروع، بحسب أبو كميل، هو تعزيز دور الأهل كمعلم أول لأطفالهم، من خلال الأنشطة واللقاءات المشتركة التي جمعت بينهم. وبالانتقال إلى المدارس المستفيدة من المشروع، قال مدير مساعد مدرسة النصيرات المشتركة الجديدة أحمد اللخاوي، " إن المشروع الذي نفذه مركز القطان في مدرستنا كان تجربة رائدة للتواصل ما بين أولياء الأمور والمدرسة وبين مؤسسات المجتمع المدني، إذ نفذ القطان أنشطة عملية رائدة، استفاد منها أولياء الأمور وأطفالهم والمدرسين، وهذا ما لاحظته خلال انتهاء المشروع". وأضاف، " رفعت الأونروا هذا العام شعار عام التواصل في جميع المدارس التابعة لها، ونحن كمدرسة خلية داخل هذه المدارس، وندعم هذه المبادرة، حتى جاء نادي الأهالي ومشروع تعزيز التواصل وقدم الدعم العملي لهذه المبادرة". وساهم مركز القطان للطفل، بحسب اللخاوي، بدعم مكتبة المدرسة، من خلال اللقاءات التي نفذها حول كيفية صناعة مكتبة للطفل، حيث قام كل ولي أمر بصناعة مكتبة صغيرة وبسيطة لطفله، فيما وفر مركز القطان المواد الخام لصناعتها، كما تم تزويد المدرسة بمجموعة قصصية مفيدة للأطفال. وأوضح أن القصص التي وفرها القطان للمدرسة تتوفر فيها طرق جذابة وجديدة في عرض الصور، والمهارات اللغوية، وشجعت الأطفال على القراءة بشكل أفضل. وأشار إلى أن اللقاءات التي نفذها القطان خلال المشروع شهدت حضورا كبيراً لأولياء الأمور، فيما زاد إقبالهم للانضمام إلى نادي الأهالي قبل أن ينتهي المشروع. وقال اللخاوي، " إن مركز القطان تمتع بالدعم البشري في هذا المشروع، ووفر طاقم متخصص ومتكامل في التخطيط والتنفيذ، مثلوا جانب جذب واهتمام لدى الأهالي من الاستفادة الكبيرة، كما قدم للأهالي المزيد من العطاء وكل ما هو جديد وجذاب، وبعيد عن التقليد". وتمنى أن يتم تطبيق هذه التجربة وتكوين أندية للأهالي في جميع مدارس القطاع، وأن يتم تنفيذ المشروع بشكل أوسع خلال العام القادم. من جهة أخرى، قال أحد أولياء الأمور صبحي جودة وهو من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع، " إن اللقاءات التي نفذها مركز القطان كانت مفيدة جداً لنا كأهالي، وشيقة لأطفالنا، ولاحظنا بعد المشروع أن هناك مفاهيم كثيرة كنا نتبعها في تربية الطفل والتعليم كانت خاطئة، فكان هناك عدد كبير من الأهالي من المستحيل أن يستمعون إلى أطفالهم بسبب مسؤوليات الحياة وضغوط العمل". وأضاف، " لقد حرصت على حضور جميع اللقاءات التي استفدت منها بشكل كبير، فقد علمنا القطان طرقاً جديدة وشيقة لتعليم الأطفال عن طريق القصة، أو عن طريق لعبة، وذلك من خلال الألعاب التي تعلمتها خلال المشروع". وأشار جودة إلى أن مركز القطان وفر طاقم متخصص في التغذية والتعليم وتربية الطفل ساهم في تنفيذ اللقاءات، وتحقيق الفائدة الكبيرة للأهالي. وتعلم جودة هو وطفله محمد خلال المشروع طرق صناعة الدمى، إذ اصطحب محمد الدمى بعد صناعتها إلى المنزل، وباتت ترافقه بشكل دائم، حتى في وقت الدراسة. وقال جودة، " أخذت دميتين بعد أن تم صناعتها خلال لقاءات مشروع القطان، وقدمتهما هدية لطفلتين يتيمتين، وقد أدخلت هذه الدمى الفرحة إلى قلوب الطفلتين، بل قامتا بجمع زميلاتهن وشرحتا لهن الدروس عن طريق قصص بواسطة الدمى". وأضاف، " إن المشروع عمل على تنمية قدرات الطفل، وتعزيز ملكة الإبداع والاستيعاب لديه، وشجعهم بشكل أكبر على الدراسة".