بعد أكثر من سنتين من أداء الرئيس الامريكي براك اوباما اليمين القانونية يخطط أخيرا الى عرض خطة سلام خاصة به للشرق الاوسط. غير أن الطريق الى هنا كما يتبين لن تكون سهلة. المعركة على الخطاب الاول. هكذا، حسب تقرير "نيويورك تايمز" أمس، يمكن وصف ما يجري الان بين اوباما ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو. وحسب "نيويورك تايمز" يجري في الاشهر الثلاثة الاخيرة في البيت الابيض بحث حثيث حول مسألة متى ينبغي للرئيس الامريكي ان يعرض خطته الجديدة. وزيرة الخارجية كلينتون واوباما نفسه يؤيدان مثل هذه الخطوة، اما دنيس روس، المستشار الكبير في مواضيع الشرق الاوسط، فيعارض. ولكن بينما في واشنطن يترددون بالنسبة للوقت والطريقة، بدأ نتنياهو يخشى من أن تمس خطة اوباما به وبقدرة سيطرته على ما يجري في المنطقة. وقد دعي رئيس الوزراء من محافل جمهورية للقاء خطاب في الكونغرس في الشهر القادم. وحسب محافل امريكية ودبلوماسية اقتبس عنهم التقرير الصحفي، قرر استغلال الدعوة "لتوجيه ضربة مسبقة للبيت الابيض، في كلمة امام كونغرس ودي". "الناس يميلون الى التفكير بان من يخرج أولا، تكون يده هي العليا"، قال لـ "نيويورك تايمز" دانييل ليفي، مدير الصندوق الجديد لامريكا. "اذا تحدث نتنياهو أولا، وحتى لو لم يعرض خطة سلام جريئة، فسيكون أصعب على اوباما أن يقول له: "رغم ما قلته للكونغرس والتصفيق الذي تلقيته منه، فاني اقول لك الان ما ينبغي لك أن تعمله". الان يفحصون في واشنطن امكانية تقديم موعد خطاب اوباما بشكل لا يسمح لنتنياهو بان يقدم اقتراحات أكثر اعتدالا. التوتر بين الرجلين يبلغ ذروته الان. "هذه اللعبة السياسية"، قالت محافل رسمية، "تكشف النفور الشخصي بينهما". سواء كان قبل خطاب نتنياهو أم بعده، ففي البيت الابيض يعملون الان بنشاط على مسودة لخطة سلام. لم يتقرر بعد كم مفصلة ستكون، ولم يتقرر نهائيا بعد اذا كان اوباما سيفصل الخطة حتى بنودها الصغيرة في خطابه. وحسب الصيغة المتبلورة، فان خطة اوباما للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين ستتضمن أربعة مبادىء أساسية: دعوة اسرائيل لقبول دولة فلسطينية على اساس حدود 67؛ تخلي فلسطيني عن حق العودة الى اراضي اسرائيل؛ اعتراف بالقدس كعاصمة للدولتين؛ وتعهد بان يكون أمن اسرائيل محميا". المشادة بين ادارة اوباما وحكومة اسرائيل بلغت ذروتها الاسبوع الماضي عندما صرحت وزيرة الخارجية كلينتون بان اوباما سيتحدث في الاسابيع القريبة القادمة بالتفصيل عن الشرق الاوسط. وأحدث البيان عاصفة في اوساط مسؤولين كبار في اسرائيل. وقالت محافل امريكية رسمية لـ "نيويورك تايمز": "اذا كان نتنياهو يريد ان يعرض خطة سلام جريئة مع الفلسطينيين – فليفعل ذلك امام ابناء شعبه وليخطب في الكنيست". الناطق بلسان البيت الابيض جي كارني قال أمس ردا على سؤال اذا كان تقرر لقاء بين اوباما ونتنياهو: "لم اسمع بان مثل هذا اللقاء قد تقرر". السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار آرو، قال أمس في اثناء نقاش في مجلس الامن ان بضع دول في اوروبا تفكر بالاعتراف بدولة فلسطينية. وقال ان "تطلعات الشعب الفلسطيني في دولة يمكنهم ان يعيشوا فيها بسلام وأمن الى جانب اسرائيل، لا تقل شرعية عن تلك التي تجد تعبيرها في دول اخرى في المنطقة. لا بديل آخر امامنا غير الاستجابة لها".