"وعليه فقد اجتمعنا هنا، في يوم 21 نيسان 2011، كي نرحب باعلان الاستقلال المرتقب للدولة الفلسطينية، الدولة الجارة لدولة اسرائيل"، هتفت حنه مرون. الممثلة القديمة اضطرت امس في جادة روتشيلد الى التغلب على وابل هتافات التحقير والشتائم وصفير الاحتجاج.مرون ابنة 88 تعرف شيئا أو اثنين عن تاريخ النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. هي نفسها فقدت قدما في هجوم المخربين على طائرة ال عال في 1970. امس، في الحدث الذي "اعلن" فيه رجال اليسار عن اقامة دولة فلسطينية، كان هناك من عاد الى العملية اياها. "اللعنة لحنه مرون، أنسيتِ ما فعلوه بكِ"، هتفت امرأة تلبس السواد. "خسارة انهم لم يقطعوا قدميكِ الاثنتين"، هتف رجال وقف على مسافة غير بعيدة. كان هناك فنانون، ممثلون، كتاب، مفكرون، حائزون على جائزة اسرائيل. يئير غربوز ويهوشع سوبول، عاموس عوز وياعيل ديان – وحتى جاسوس الذرة مردخاي فعنونو الذي نظر على ما يجري من مقهى مجاور. المكان الذي اختير للخطوة الرمزية لرجال اليسار كان أمام قصر الاستقلال في تل ابيب، المكان الذي أعلن فيه دافيد بن غوريون قبل 63 سنة عن اقامة دولة اسرائيل. امام 150 من رجال اليسار وقفوا في قلب الجادة احتشد بضع عشرات من رجال اليمين ممن جاءوا ليحتجوا على المبادرة وفعلوا كل ما في وسعهم كي يثيروا الصخب والازعاج. مزودون باعلام اسرائيل، بالصافرات، بالابواق وبمكبرات الصوت حاولوا منع احتفال الاعلان. "هذا أمر اجرامي، فظ وافظع من كل شيء"، هتف شلومو شلوش الذي جاء من رمات غان. "القدوم لتقسيم دولة اسرائيل الى خطوط 67. خذوا غربوز، حنه مرون وكل الحاصلين على الجائزة الى غزة. نحن نعطيكم اياهم".حاييم، ضابط سابق في الشرطة، وصل وعلى رأسه قبعة بالوان علم اسرائيل وعلى صدره يافطة كبيرة: "ايها الخونة، اخجلوا من أنفسكم". "هذه ليست سذاجة، هذا غباء"، هتف نحو منظمي الاحتفال المذهولين. "بل وعقد هذا هنا؟ أنتم تدنسون هذا المكان. عار انكم فنانو دولة اسرائيل. انا اتخلى عن فنونكم". شرطة لواء تل أبيب، التي حرست الاحتفال منعت المواجهات من ان تنتقل الى مشادات يدوية وحرصت على الفصل بين المعسكرين. وهتف أحد رجال اليمين نحو منظمي الحدث: "في سوريا كانوا سيشنقونكم". المنظمون الذين بدوا في الدقائق الاولى مذهولين ومتفاجئين من شدة ما اثاروه من غضب، صحوا بسرعة كبيرة واقاموا الاحتفال كما خططوا له. وقال المسرحي يهوشع سوبول: "انهم لا يفهمون انه اذا لم يحصل هذا، فان ميدان رابين سيصبح ميدان التحرير. سيكون هنا مليون فلسطيني يطالبون بالحقوق وليس فقط دولتان للشعبين. النائبة السابقة ياعيل ديان التي تشغل اليوم منصب رئيس مجلس البلدية في تل ابيب، والتي جاءت للتضامن مع منظمي الاحتفال تعرضت هي ايضا للهجوم بكلمات حادة. وقالت: "هذا مثير للشفقة. اولئك الذين يصرخون هنا ضدنا هم ذات الاشخاص الذين يريدون أن يذبحوا اللاجئين ومهاجري العمل. هم فقراء يؤيدون الحكومة التي تخلد وضع الفقر لديهم".