غزة / سما / أعلنت وزارة الأسرى والمحررين اليوم الجمعة، عن وجود 43 أسيراً عربياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وحذّرت الوزارة من الأوضاع الصعبة لهؤلاء الأسرى، وذلك في بيان صحفي أصدرته في يوم الأسير العربي، الذي يصادف الثاني والعشرين من نيسان/ ابريل من كل عام، وهو اليوم الذي كان قد اعتقل فيه عميد الأسرى العرب الأسير المحرر اللبناني سمير القنطار عام 1979، قبل أن يتحرر في إطار صفقة التبادل في تموز/ يوليو 2008. وأوضح عبد الناصر فروانة أسير سابق، باحث مختص في شؤون الأسرى، مدير دائرة الإحصاء بالوزارة، أنه يوجد الآن في سجون الاحتلال الإسرائيلي (43) أسيراً عربياً من جنسيات عربية مختلفة- الأردن، سوريا، مصر وأسير واحد من السعودية، وأنه أعلن مؤخراً عن اعتقال استرالي من أصل سعودي، وعشرات آخرين من السودان ومصر تجاوزوا الحدود لأسباب مختلفة. وبيّن أن ملف الأسرى اللبنانيين أغلق بعد صفقة التبادل منتصف تموز عام 2008، فيما يُعتبر المئات من الأشقاء العرب في عداد المفقودين، ولا يُعرف إن كانوا قد اعتقلوا وزج بهم في السجن الإسرائيلي السري 1391، حيث ترفض إسرائيل الإقرار بوجودهم لديها، أم أنهم قتلوا ودفنت جثامينهم في مقابر الأرقام، أم قتلوا وسرقت أعضائهم وتناثرت بقايا جثامينهم هنا وهناك. ودعا الأمة العربية جمعاء إلى الاهتمام بالأسرى العرب القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي على الصعيد الرسمي والشعبي والإعلامي، وتسليط الضوء على قضيتهم، ومساندتهم بما يحقق الضغط المتواصل لضمان إطلاق سراحهم وعودتهم إلى بيوتهم وأوطانهم وأحبتهم، وذلك في ظل تصاعد الإجراءات والانتهاكات بحقهم وبحق الأسرى عموماً، وتفاقم معاناتهم جراء استمرار انقطاعهم عن ذويهم وحرمانهم من الزيارات، وتقاعس حكوماتهم في متابعة قضاياهم وضعف التحرك الدبلوماسي تجاههم، وتدني مستوى الاهتمام الشعبي والإعلامي بهم إلى أدنى درجاته. وأكد على أن الأسرى العرب ممن بقوا في الأسر أو ممن تحرروا، كانوا ولا يزالوا جميعاً جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة، ومفخرة للأمة العربية، وأن شعبنا الفلسطيني يحيي هذه المناسبة العظيمة بطرق وأشكال مختلفة وفعاليات متعددة، تقديراً لهم ولمواقفهم وبطولاتهم ووفاءً لتضحياتهم ونضالاتهم جميعاً. وحيا فروانة نضالات وتضحيات الأسرى العرب كافة، أولئك الذين لا يزالوا في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسير السوري صدقي المقت من هضبة الجولان السورية المحتلة، والمعتقل منذ آب/ أغسطس عام 1985، وأحد جنرالات الصبر ممن أمضوا أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال، وكذلك الأسرى العرب الذين تحرروا من الأسر بعد أن أمضوا سنوات عديدة في سجون الاحتلال. وأشار إلى أن إدارة السجون لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين أسير فلسطيني وآخر عربي، وأن الأشقاء العرب تعرضوا ولا يزالوا، لما يتعرض له باقي الأسرى من انتهاكات وجرائم وإجراءات قهرية ومعاملة لا إنسانية، ولكن وبالرغم من القهر وقسوة السجان أصروا على أن يكونوا دائمًا في قلب المعركة، وجزءا أصيلا في مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الأسير الفلسطيني والعربي خلف القضبان، وشاركوا بفاعلية في كافة الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة ضد إدارة السجون لانتزاع حقوقهم، وقدموا تضحيات جسام. وأضاف، أن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخلُ من الشهداء الأسرى العرب، أمثال حسن سواركة من العريش، وعمر شلبي من سوريا، وهايل أبو زيد من الجولان، وصلاح عباس من العراق، وغيرهم الكثيرين الذين امتزجت دمائهم بدماء أبو الفحم ومراغة والقاسم. وقال: لا زال بعض المحررين منهم يعالجون في المستشفيات، متأثرين من أمراض خطيرة ورثوها وهم في السجون وجرّاء التعذيب والإهمال الطبي، أمثال الأسير العراقي علي البياتي الذي يعالج في مشافي غزة والأردن، والأسير سيطان الولي الذي أفرج عنه في الثامن من شهر تموز/ يوليو الماضي نظراً لوضعه الصحي الخطير. ونوّه إلى أن سلطات الاحتلال لم تكن تسمح لذوي الأسرى العرب بزيارتهم والالتقاء بهم إلا ما ندر، وعلى ضوء ذلك انتشرت ظاهرة التبني، حيث تقوم أمهات الأسرى الفلسطينيين، بتبني أسرى عرب والتعامل معهم كما يتعاملن بالضبط مع أبنائهن الأسرى، فيما سلطات الاحتلال بدأت تضع العراقيل أمام استمرار هذه الظاهرة، ما أدى إلى تراجعها ومن ثم منعها من قبل إدارة السجون. وقال فروانة: إن بعض الأسرى العرب استخدموا كرهائن وأوراق مساومة، وفي أحياناً كثيرة رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراح بعضهم بعد انقضاء مدة حكمهم، واستمرت باحتجازهم كورقة ضغط على الفصائل التي ينتمون لها، أو محاولة لفتح خط اتصال وإقامة علاقات مع حكوماتهم، حتى وان لم تكن بشكل رسمي، وإن أكثر ما يعانيه الأسرى العرب هو تقاعس حكوماتهم وضعف المساندة الشعبية لهم وغياب قضيتهم عن وسائل الإعلام. يذكر أن المئات من الأسرى العرب كانوا قد تحرروا في إطار صفقات التبادل وعادوا إلى أوطانهم وذويهم وأحبتهم، فيما العشرات منهم تحرروا ضمن العملية السلمية وبموجب اتفاقية شرم الشيخ عام 1999، وأن جزءا كبيراً من هؤلاء لا يزالوا محاصرين في قطاع غزة، ولم يُسمح لهم بالعودة لأوطانهم الأصلية.