غزة / سما / ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية أن المبعوث الإسرائيلي الجديد لن يثير المتاعب لنتانياهو بشأن إنجاز الصفقة لأنه سيمتثل لتعليماته. كما أشارت إلى أن رئيس الموساد الجديد، مئير باردو، قد سعى إلى تعيينه في المنصب لمنعه من التقدم في الموساد. وأشارت الصحيفة إلى أن ميدان كان مسؤولا كبيرا في الموساد، وكان من بين مسؤولياته العلاقات مع أجهزة التجسس الأجنبية. واعتبرت الصحيفة أن تعيين مسؤول من الموساد في منصب المسؤول عن الاتصالات مع حركة حماس لإنجاز صفقة تبادل أسرى يعتبر سابقة وخطوة غير عادية، حيث أنه لم يتم الكشف سابقا عن مسؤول في الموساد لا يزال في منصبه بالاسم والصورة، مشيرة إلى أن ذلك يعتبر مخالفا للقانون أيضا. ونقل عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة قولها إن تعيين ميدان في منصب حساس والكشف عنه كان بمبادرة رئيس الموساد باردو، وذلك بهدف منع تقدمه في داخل الموساد. وأضافت المصادر ذاتها أن باردو طرح اسم ميدان على رئيس الحكومة، وهو يعلم أن الكشف عنه سيؤدي بالضرورة إلى سد الطريق أمامه في الموساد، لمنعه من إشغال منصب نائب رئيس الموساد أو المنافسة على رئاسته. وقالت أيضا إن ميدان يعرف المنطقة بشكل غير عادي، وسيتسلم منصبه بدون أجندة مسبقة، وأنه سيكون من المريح لنتانياهو التعامل معه بدون أن يهدد بالاستقالة أو يثير المتاعب، علاوة على أنه، وبحكم عمله في الموساد، سيحافظ على سرية عمله ولن يقوم بتسريب أي شيء لوسائل الإعلام. من جهتها ذكرت مصادر مطلعة أن دولة أوروبية جديدة تتولى حاليا الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل حول صفقة تبادل الأسرى، بعد أن نزعت حماس ثقتها من الوسيط الألماني غيرهارد كونراد. ورفض مصدر فلسطيني مطلع الإفصاح عن هوية الدولة التي نقلت إليها جهود الوساطة، مشيرا إلى أن الطرف الجديد يبدي «جدية وإبداعا أكثر». وأضاف المصادر لصحيفة الشرق الاوسط أن سلوك كونراد أثار استياء قيادة حماس بتراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عما التزم به سلفه إيهود أولمرت أمام كونراد نفسه بشأن الموافقة على الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وأشار إلى أن حماس توقعت أن يسعى كونراد لتغيير موقف نتنياهو لا أن يعود لتسويقه لديها. وأوضح المصدر أن المقترحات التي حملها كونراد عن نتنياهو تقوم على إبعاد عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم عن الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن حركته لا يمكن أن توافق على ذلك. من ناحيته لمح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بني غانتس لدى زيارته الليلة قبل الماضية خيمة الاعتصام التي تقيمها عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط أمام منزل نتنياهو إلى أن تطورات «إيجابية» تحدث على ملف شاليط. وأبلغ غانتس ذويه أنه يشهد على جهود حثيثة تقوم بها الحكومة ومؤسساتها لضمان الإفراج عن ابنهم. يذكر أن عددا كبيرا من قادة الأجهزة الاستخبارية والجنرالات المتقاعدين في الجيش قد حثوا نتنياهو على دفع أي ثمن من أجل ضمان تحرير شاليط. إلى ذلك، أكد أبو مجاهد، الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية، أن أسر شاليط نقل قضية الأسرى في سجون الاحتلال نقلة نوعية، وأظهرها بشكل كبير للرأي العام العالمي والدولي. وقال أبو مجاهد في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للجان المقاومة: «كانت قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني تتفاعل في صفوف الفلسطينيين فقط بإحيائها في 17 أبريل (نيسان) من كل عام بالاحتفاء بيوم الأسير، إلى أن تمكنت المقاومة الفلسطينية من أسر شاليط لتنقل هذه القضية إلى المحافل الدولية وتفاعلت معها كل الدول بعد سماعها بشاليط وعرفها بسبب أسره». وأضاف: «أسر شاليط جعل كل يوم بمثابة يوم أسير، وذلك لتفاعل هذه القضية في وسائل الإعلام، وأظهر نفاق المجتمع الدولي الذي يتحرك من أجل أسير صهيوني اختطف في معركة حربية، بينما لا يتحرك من أجل أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني عدد كبير منهم اعتقلوا قبل أن يبصر شاليط النور».