خبر : شككت في رواية الاحتلال.. السلطة الفلسطينية تطالب بتحقيق دولي محايد في عملية "ايتمار" التي قتل فيها خمس مستوطنين

الثلاثاء 19 أبريل 2011 11:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شككت في رواية الاحتلال.. السلطة الفلسطينية تطالب بتحقيق دولي محايد في عملية "ايتمار" التي قتل فيها خمس مستوطنين



رام الله / سما / طالبت السلطة الفلسطينية بضرورة تدخل جهة محايدة للتحقيق في مقتل خمسة مستوطنين من مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي قرية عورتا، جنوب شرقي نابلس، قبل أكثر من شهر، خاصة بعد أن اتهمت سلطات الاحتلال، مساء أول من أمس، اثنين من شباب القرية، هما حكيم مازن نياز عواد (17 عاما) وهو طالب في الثانوية العامة، وأمجد محمد فوزي عواد (19 عاما) وهو طالب في جامعة القدس المفتوحة بمدينة نابلس.  واضافت السلطة إن المتّهمين محسوبان على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولكنهما قاما بتنفيذ العملية على مسؤوليتهما الشخصية، من دون التخطيط مع أي من قيادات في الجبهة. وشكك اللواء عدنان الضميري، الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالرواية الإسرائيلية .. وقال في تصريحات صحفية :"لا يعقل أن تقبل رواية الخصم على أنه الحكم والقاضي من دون نقاش، لذا لابد من جهة محايدة تدقق في مدى قانونية ودقة هذه الاتهامات للشابين من عورتا، وما إذا كانت هذه الاتهامات مبنية على افتراضات، أو ضغوطات ناجمة عن اعتقال نساء القرية للضغط على شبانها من أقرابهن، أو عبر اعترافات انتزعت بالتعذيب وغيرها من وسائل التحقيق غير القانونية. وشدد الضميري على أن الشك في الرواية الإسرائيلية يأتي من باب "إدراكنا للسعي الإسرائيلي المتواصل للتنصل من الالتزامات المترتبة على الاتفاقات الدولية، والتهرب من الضغوط"، متذرعاً بهكذا حوادث إما فردية، أو أن الفلسطينيين لا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد. ونفت والدة المعتقل على خلفية الحادثة حكيم عواد، أية علاقة له بالحادثة، مشددة في تصريحات نقلتها مواقع الكترونية فلسطينية، على  أن ابنها أجرى مؤخرا عملية جراحية وأنه لا يقوى على المشي لمسافات طويلة، ويحتاج للدخول الى الحمام كل ساعة كما أنه ما يزال يعاني من أوجاع. وأشارت إلى أن الاوراق الطبية التي تثبت وضع ابنها الصحي غير المستقر موجودة لدى العائلة وهي على استعداد لتقديمها دليلا على ضعف الاتهام الموجه لحكيم. وقالت انه ليلة وقوع الحادثة في مستوطنة "ايتمار" كان في المنزل وذهب للنوم الساعة التاسعة والنصف.واوضحت ان ابنتها جوليا التي اعتقلها جيش الاحتلال لستة أيام متواصلة، تعرضت خلالها لتحقيق قاس وتعرّضت لضغوطات نفسية شديدة ما تسبب بانهيارها نفسيا، قد تكون وراء اعتراف ابنها حكيم بما لم يرتكبه، مؤكدة أنه تعرض للتعذيب ولربما مورست عليه ضغوط من خلال التهديد بالمساس بشقيقته اثناء اعتقالها ما اجبره على تقديم افادة تنافي الحقيقة. من جانبه قال قيس عواد رئيس مجلس قروي عورتا : نحن نشكك في تحقيقات الجيش الاسرائيلي لا سيما وانه منذ خمسة وثلاثين يوما يقوم بالتحقيق وحده مستخدما كافة وسائل التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين في قرية عورتا، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن منفذي العملية الحقيقيين. ووفقا للتحقيقات التي سمحت أجهزة الأمن الاسرائيلية بنشر بعض تفاصيلها، فقد تسلل الشابان الفلسطينيان إلى المستوطنة بعد أن تخطيا الاسلاك الشائكة ودخلا أحد البيوت الخالية، واستوليا على بندقية "أم 16" ومن ثم دخلا بيتا آخر فوجدا فيه العائلة، ومن ثم قاما بطعن الزوج والزوجة وابنائهم الثلاثة بواسطة السكاكين. واعلنت اسرائيل عن اعتقال ستة فلسطينيين آخرين يشتبه فيهم بمساعدة المنفذين على إخفاء الأدلة وقطع السلاح ومعظمهم من ابناء عائلة عواد ومن سكان عورتا. وادعت المصادر الاسرائيلية، وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية، صباح أمس، ان احد المعتقلين ويدعى جاد عبيد من سكان رام الله كان تسلم بندقيتين من طراز ام 16 تم الاستيلاء عليهما من مستوطنة ايتمار اثناء العملية. وحسب الرواية الاسرائيلية فان منفذي عملية "ايتمار" كانا توجها قبل العملية بثلاثة ايام الى أحد أبناء عائلة عواد وهو ناشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وطلبا منه بندقية لتنفيذ العملية الا انه رفض ذلك. وقد التقى منفذا العملية يوم الجمعة حين قررا التوجه في ساعات المساء الى مستوطنة "ايتمار" مع سكاكين ومقاص لقص السياج الذي يحيط بالمستوطنة بهدف تنفيذ العملية. وأضافت المصادر الاسرائيلية أنه بعد تنفيذ العملية عاد المنفذان الى قرية عورتا ورويا تفاصيل الحادث لعمّ حكيم عواد واسمه صالح والذي بدوره ساعدهما على إخفاء قطع الاسلحة والسكاكين وعلى إحراق ملابسهما المضرجة بالدماء، كما ساعد صالح على نقل قطع الاسلحة المسروقة الى احد سكان رام الله جاد عبيد الذي اعتقل لاحقا، وعثر بحوزته على قطع السلاح.