خبر : تقييم إسرائيلي لتطورات الأحداث في المنطقة العربية

الأربعاء 13 أبريل 2011 03:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقييم إسرائيلي لتطورات الأحداث في المنطقة العربية



"إسرائيل" تدخل في فترة صعبة جداً حين تضطر للرد على ضغوط إقليمية ودولية متعارضة رفض أي انسحابات ميدانية أمام الفلسطينيين لتخوف قدوم "أعداء جُدد" على الجبهة الشرقية لـ"إسرائيل" قدّر سياسي وأكاديمي صهيوني أن الانتفاضات الجاريّة في أرجاء العالم العربي تبدأ بإثارة القلق العميق في أوساط المراقبين في "إسرائيل" بالنسبة للواقع الذي سينشأ هناك في "اليوم التالي"، وهو ما عبّر عنه في 22 آذار/ مارس، وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، قائلاً: "أعتقد أن علينا أن نكون يقظين لحقيقة أن النتائج غير معروفة مسبقاً، ويمكن ألا تكون النهاية جيدة، نحن نتحسس خطانا في الظلام، ولا أحد يعرف ماذا ستكون عليه النتائج". ورأى رئيس "المركز الأورشليمي لدراسات الجمهور وشؤون الدولة"، د. دوري غولد، بأنه "إذا طبقنا منطق "غيتس" بالنسبة لإسرائيل، فإنها هي أيضاً تقف أمام عدم يقين استراتيجي تام من ناحية مستقبل الشرق الأوسط، الأمر الذي يستدعي الحذر الكبير قبل أن تلتزم بأي انسحاب، من جهة أخرى، ليس الجميع يوصون أن تواصل "إسرائيل" نهج الحذر رغم التطورات في الشرق الأوسط، حتى أصدقاؤها، يطلبون منها تسريع المسيرة السلمية من خلال عرض تنازلات جديدة". ويضيف "غولد": في الشهر الماضي ضغطت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على الأمم المتحدة وعلى الاتحاد الأوروبي، وكلاهما عضو في الرباعية، لرسم مسار لاتفاق إسرائيلي- فلسطيني، على أمل أن التأييد الدولي لمطالب فلسطينية أساسية سيشجع أبو مازن على العودة إلى المحادثات مع إسرائيل، والإطار المقترح سيرفع لطاولة الرباعية، ويحتمل منذ اللقاء القادم في 15 نيسان/ إبريل. واستدرك "غولد"، أنه وهلى الرغم من صعوبة التنبؤ بنتائج الانتفاضات الجارية في العالم العربي، رأى بأن بعض الميول بدأت تتضح منذ الآن، وذلك على النحو التالي: 1.      تنامي "الإخوان المسلمين": يبدو أن حركة "الإخوان المسلمين" تنجح في جهودها لجمع القوة في الساحة، في مصر، خلافاً لسياسة "البقاء في الظل" التي حافظت عليها حول الكفاح لإسقاط مبارك، فإنها الآن تأخذ أكثر فأكثر في احتلال موقع القيادة. كما أن الشباب العلمانيين في مصر، الذين كان يخيل وكأنهم قادة الانتفاضة في ميدان التحرير، باتوا ذوي تأثير أقل اليوم، والمحللون الخبراء يؤمنون بأن الإخوان المسلمين توصلوا إلى تفاهمات هادئة مع الجيش المصري، وهكذا عندما تحدث رئيس الوزراء المصري الجديد، عصام شرف، في ميدان التحرير، وقف إلى جانبه عضو مركزي في حركة "الإخوان المسلمين". أما في الأردن، فإن رئيس الوزراء معروف البخيت، اتهم في التلفزيون الأردني بأن لديه أدلة قاطعة على أن "الإخوان المسلمين" في بلاده يشجعون الاضطرابات ضد الحكومة، بالتنسيق مع نظرائهم في مصر وسوريا، فيما لم ينف همام سعيد، رئيس "الإخوان" في الأردن هذه الاتهامات، بل وادّعى بأن من حقهم التشاور مع إخوانهم في سوريا. كما أن زعماء منفيين من "الإخوان المسلمين" في ليبيا غادروا لندن لزيارة بنغازي، لنيل دور للإخوان في كل نظام يقوم بعد القذافي، واعترف زعيم الثورة الليبية بان بعض الأحزاب التي تقاتل ضده تتشكل من رجال الجهاد الذين قاتلوا القوات الأمريكية في العراق إلى جانب "القاعدة". ويشرح "غولد" بالقول: حتى لو لم يصعد الإخوان المسلمون وجماعات إسلامية أخرى إلى الحكم في المرحلة الأولية هذه، فلا ريب أنهم سيصبحون جزءاً من الائتلافات السياسية المستقبلية، وبالتوازي مع عملية جمع القوة، ستجر حركة الإخوان المسلمين جيران "إسرائيل" إلى منظومة علاقات أكثر إشكالية مع "إسرائيل"، لدرجة حتى نقطة دعم النشاط العسكري ضدها في المستقبل. 2.      الدخول في الفراغ: الموجة الحالية من الاحتجاج تضعف قدرة سيطرة الأنظمة العربية على مناطق واسعة في بعض الدول العربية: ففي مناطق كثيرة سيخلق الأمر فراغاً سرعان ما ستملؤه منظمات معادية كالقاعدة، وهذه العملية بارزة في اليمن، لكنها تلوح بوضوح أيضاً في مصر، لاسيما في شبه جزيرة سيناء، حيث تأثر البدو بالقاعدة وحماس. وفي أثناء حرب العراق، حاول جناح "القاعدة" ترسيخ مواقع متقدمة في مدينة "اربد" الأردنية، وتصدت قوات الأمن الأردنية لهذا التحدي، ولكن هل يمكن لإسرائيل أن تكون واثقة بان هذا سيكون الحال دائماً؟ ويبدي "غولد"، السفير الإسرائيلي الأسبق في الأمم المتحدة، اعتقاده بأنه في عصر انعدام اليقين المتزايد، فإن إسرائيل ملزمة بأن ترد في نهاية المطاف على الواقع على الأرض فقط، ولا يمكنها أن تتخذ خطوات عديمة المسؤولية كما يقترحون عليها. لأن أي انسحاب إسرائيلي كامل إلى خطوط 67 في الضفة الغربية، لن يؤدي إلى تقسيم القدس فقط، بل وسيبقي "إسرائيل" دون غور الأردن الذي يشكل فاصلاً جغرافياً استراتيجياً يسمح بدفاع ناجع في وجه التهديدات، بدءاً بالوسائل القتالية المتطورة التي استخدمت في العراق وأفغانستان، ولم تصل بعد إلى الضفة الغربية، وانتهاءً بمرور قوات مدربة شاركت في ميادين القتال للجهاد العالمي، ما يؤكد أن هذا الحاجز حيوي. ولا أحد يعرف كم من الوقت ستستمر الموجة الحالية لانعدام الاستقرار الإقليمي، وما ستنطوي عليه، كما أن الرأي يميل إلى أننا نوجد فقط في بداية المسيرة التي لا بد ستطرأ عليها تغييرات كثيرة، خاصة وأنه لا يمكن لأحد أن يضمن بان الأنظمة على شرق إسرائيل ستبقى كما هي هناك بعد سنتين، خمس أو عشر سنوات، ولا يمكن استبعاد إمكانية أن تحل مجموعات "إسلامية" محل الأنظمة القائمة الآن في الدول المجاورة لـ"إسرائيل". أخيراً.. فإن لـ"إسرائيل" القدرة على الدفاع عن نفسها ضد طيف واسع من التهديدات التي يمكنها أن تثور في السنوات القادمة، لكن الأضرار الكبرى بحقها يمكن أن تنبع من واقع تتنازل فيه عن حدود قابلة للدفاع كنتيجة لضغوط خارجية. القناة الثانية / عن العبرية، ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية