الانظمة في المنطقة تهتز، تقويم الوضع الامني يتحدث عن تهديدات آخذة في التصاعد، ولكن الطائرة المتملصة (اف 35) التي يفترض أن تبقي التفوق النوعي لاسرائيل على جيرانها، تتأخر بشكل كبير ومن المتوقع ألا تصل الى البلاد الا في 2018، بعد سنتين من الموعد المقرر. التأخير، الذي ينبع من مشاكل فنية يثير قلقا في اسرائيل، التي تفحص هذه الايام بدائل عملياتية. في الشهر الاخير وصلت الى جهاز الامن تقارير غير رسمية عن مشكلة في ادراج نظام البرمجة في المتملصة، التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن الامريكية. في الفترة الاخيرة وصل من الولايات المتحدة تقرير رسمي في الموضوع معناه تأخير في توريد المتملصة التي كانت من المتوقع أن تهبط في اسرائيل في 2016. وتعتبر المتملصة الطائرة القتالية الرائدة في العالم. في الصيف الماضي فقط، بعد مفاوضات مضنية، وقعت اسرائيل والولايات المتحدة على اتفاق للحصول على السرب الاول من الطائرات المتملصة. في صيغتها الاسرائيلية من المتوقع للطائرة العليا أن تضم منظومات اتصالات، قتال الكتروني وسيطرة وتحكم من انتاج اسرائيل، توفر لها تفوقا حتى على الصيغة الامريكية. والهدف هو الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي على دول المنطقة بما فيها مصر والسعودية اللتين تملكان طائرات اف 16 متطورة. اضافة الى التفوق الجوي يفترض بالطائرات المتملصة أن تقدم ايضا جوابا كميا على خلفية نية الجيش الاسرائيلي اخراج طائرات اف 16 قديمة من الاستخدام. وبسبب التأخير يدرسون في سلاح الجو عدة بدائل. احدها هو شراء سرب من طائرات اف 15 مستخدمة من الولايات المتحدة، تسد الثغرات الناشئة. امكانية اخرى هي شراء سرب آخر من الطائرات المتطورة من طراز اف 16 أي (العاصفة). بالتوازي، يستعدون في سلاح الجو لارسال طيارين للتأهيل في الولايات المتحدة واعداد بنى تحتية للصيانة في البلاد لتقصير الجداول الزمنية في عملية استيعاب الطائرات المتملصة. التأخير في توريد المتملصة يثير قلقا على خلفية تقويم الوضع لدى الجيش الاسرائيلي للعام 2011، والذي يتحدث عن تفاقم دراماتيكي في التهديدات على اسرائيل. وذلك، في أعقاب تضعضع الانظمة في المنطقة، في مصر وسوريا على نحو خاص، وحقيقة أن سوريا وحزب الله حددا الجبهة الداخلية الاسرائيلية كهدف أول في سموه. والصواريخ التي في ايديهما تغطي كل نقطة في البلاد. واستمرارا للتقويمات تعتقد محافل الامن بان الجيش الاسرائيلي ملزم بان يكون جاهزا لامكانية حرب في عدة جبهات. في الجيش يقدرون بانه في ضوء التهديدات لا مفر من زيادة كبيرة في الميزانية تتضمن أيضا مساعدة من الامريكيين ومن ميزانية الدولة على حد سواء. "يحتمل أن يكون من المجدي استثمار 20 مليار دولار اخرى لتطوير جهاز الامن الاسرائيلي في الجيل القادم"، قال مؤخرا وزير الدفاع ايهود باراك في مقابلة مع "وولت ستريت جورنال".