بعد عدة أسابيع من اقرار الكنيست "قانون النكبة" الموجه أساسا للجمهور العربي، أفاد امس جاكي خوري في "هآرتس" بان وزارة التعليم طلبت من مدراء المدارس في الوسط العربي بان ينقلوا على عجل قوائم المعلمين الذين تغيبوا عن الدراسة في يوم الارض. يدور الحديث عن موعد درج الجمهور العربي فيه على مدى السنين على الاضراب احتجاجا على الظلم ومصادرة الاراضي. وشرحت وزارة التعليم طلب نقل القوائم في أن يوم الارض لا يندرج ضمن أيام العطل الدائمة في أنظمتها، وبالتالي يجب للدراسة في ذاك اليوم ان تتم كالمعتاد. بعد 45 سنة من الغاء الحكم العسكري في نطاق الخط الاخضر، لا يزال منتخبو الجمهور وسلطات الدولة يتعاطون مع الاقلية العربية في اسرائيل كمجموعة مشبوهة من المواطنين من الصنف الثاني. تعبير واضح عن ذلك يمكن ايجاده في وثائق ويكيليكس التي كشفت النقاب عن تقرير للسفير الامريكي في اسرائيل عن محادثاته مع الرئيس السابق للمخابرات، يوفال ديسكن. المسؤول عن جهاز الامن كشف رأيه في أن "الكثير من عرب اسرائيل يستغلون حقوقهم على نحو اكثر مما ينبغي". واشار، مع ذلك، برضى، الى أن القيادة السياسية للجمهور العربي في اسرائيل، والتي تسعى الى "تلوين المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية بلون وطني، لا تنجح في تحقيق مبتغاها، وذلك لان اغلبية الجمهور غارق في همومه اليومية. "الهموم اليومية" للاقلية العربية تتضمن، فضلا عن التمييز المتواصل في تخصيص المقدرات وفي حق الوصول الى الوظائف العليا في القطاع العام – انعدام الحساسية ايضا لحاجة المواطنين العرب للتصدي لمشكلة هويتهم في دولة تعرف نفسها بانها يهودية. مبادرات التشريع، التي تنم عنها رائحة حادة من العنصرية، تعمق استبعاد الاقلية غير اليهودية عن هويتها الاسرائيلية وتدفع بالكثير من الشباب الى التطرف الوطني والديني. ينبغي الامل في أن يتبنى رئيس المخابرات الجديد يورام كوهين الذي أقر تعيينه في الحكومة أول أمس، النهج الذي اشار اليه سلفه في ختام حديثه مع الدبلوماسي الامريكي. فقد روى ديسكن بان المخابرات تحث القيادة السياسية على دمج عرب اسرائيل في حياة الدولة بل وترى في ذلك تحديا مركزيا للحكومة.