القدس المحتلة / سما / ذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر في امكانية سحب قوات جيش الاحتلال من اماكن أخرى في الضفة الغربية ونقل السيطرة عليها الى السلطة الفلسطينية. وقالت مصادر مطلعة للصحيفة ان تلك الخطوة تاتي في محاولة لاحتواء الازمة السياسية التي قد تواجهها اسرائيل اذا اعترفت الامم المتحدة في شهر ايلول سبتمبر القادم بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967. واضافت المصادر ان نتنياهو يفكر أيضا في اصدار دعوة لعقد اجتماع دولي بمشاركة اسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل استئناف المفاوضات بينهما كما انه يدرس السبل الكفيلة بممارسة ضغوط على الدول الغربية لتعارض فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية. من جهتها نقلت اذاعة جيش الاحتلال عن مصادر سياسية قولها ان نتنياهو يحاول الوصول الى حل وسط مع الرئيس الفلسطيني عباس حول الاعتراف بالدولة في سبتمبر القادم في ظل التقارير الواردة من معظم عواصم العالم حول تاييد جارف لخطوة السلطة الفلسطينية المرتقبة واحتمال محاصرة تل ابيب ديبلوماسيا. واضافت ان الموقف الامريكي يذير الذعر في تل ابيب في ظل رفض واشنطن حتى الان اعطاء موقف علني مساند للموقف الاسرائيلي وانضمام الادارة الامريكية الى موقف الرباعية المتوقع اعلانه خلال ايام والذي سيعلن عن جاهزية السلطة اقتصاديا للدولة. وكان المحلل السياسي البارز في صحيفة ’يديعوت أحرونوت’، ناحوم بارنيع اكد الاثنين، النقاب أنّ الأزمة بين واشنطن وتل أبيب اتخذت منحى خطيراً للغاية، حيث أنّ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بات يؤيد إقامة دولة فلسطينية في حدود ما قبل عدوان الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967، وأنّ بلاده ستصوت إلى جانب مشروع القرار الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول (سبتمبر) القادم، ونقل المحلل عن مصادر أمريكية وإسرائيلية متطابقة قولها إنّ تأييد الولايات المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية سيُسبب إرباكاً وحرجاً شديدين للدولة العبرية. وبحسب المحلل الإسرائيلي فإنّ السبب الذي دفع أوباما إلى تبني الموقف المذكور هي الثورات التي تعصف بالعالم العربي، كما أنّ غضبه من رئيس الوزراء نتنياهو ساهم إلى حدٍ كبيرٍ في زيادة دعمه لتأييد إعلان الدولة الفلسطينية. وزاد بارنيع قائلاً إنّ أوباما فقد الثقة كليا برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأنّه لم يستحب رسائل التي وجهها له نتنياهو مؤخراً والتي جاء فيها أنّ إعلان نتنياهو عن موافقته على خطة السلام المذكورة ستؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم وأنّ ورقة التنازلات الجغرافية هي أهم ورقة تملكها إسرائيل، وجاء أيضا أن أوباما طلب من نتنياهو التعهد بهذه الأمور بشكل سري، إلا أنّ الأخير رفض ذلك، الأمر الذي زاد من حدة أزمة الثقة بين الرجلين. وأوضح المحلل الإسرائيلي، الذي اعتمد على مصادر رفيعة للغاية في كلٍ من واشنطن وتل أبيب، أنّه من المقرر أن يقوم نتنياهو الشهر القادم بزيارة إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماع السنوي للجاليات اليهودية، ولكن كما أفادت المصادر فإنّ الرئيس أوباما سيكون في زيارة خارج الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنّ نتنياهو وأوباما يتجنبان اللقاء المشترك لأنّه، وفق المصادر عينها، سيكون فاشلاً للغاية. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب قولها إنّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يحمل في طيّاته معنى على الصعيد العمليّ، ولكن مع مرور القوت فإنّ المستوطنين اليهود، الذين يسكنون في الضفة الغربيّة وفي القدس العربيّة المحتلة، ستحولون إلى خارجين عن القانون الدولي، كما أنّ تواجد الجيش الإسرائيليّ في الضفة الغربيّة سيعتبر خرقاً لقرارات الأمم المتحدة، . ولفت إلى أنّه داخل المؤسسة الأمنية في الدولة العبرية يدور نقاش حامي الوطيس بين معسكرين حول بقاء أو انسحاب الجيش في الضفة، حيث يؤمن المعسكر الأول بأنّ الانسحاب الإسرائيلي من الضفة سيؤدي إلى انتهاء السلطة واعتلاء حماس إلى مقاليد الحكم، وهذا الأمر سيشكل خطرا على إسرائيل والمملكة الأردنيّة الهاشمية، أمّا المعسكر الثاني فيقول إنّ انسحاب الجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية لن يؤدي إلى تغييرات، إذ أنّ السلطة الفلسطينية قوية بما فيه الكفاية لدرء الخطر القادم من حركة حماس، على حد تعبيره. يشار إلى أنّه في وقت سابقٍ سارع نتنياهو يوم إلى تكذيب خبر نشرته صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ عن تداول مقرّبيه أقوالاً بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته كارثة على إسرائيل. وأعلن نتنياهو أنه يتحفظ من الاقتباسات التي وردت في الصحيفة وأنه يدين هذه الأقوال ويشدّد على أنها لا تعبر مطلقاً عن رأيه أو رأي مستشاريه ورجال ديوانه.