خبر : غزة.. تهدئة هشة ومواقف متناقضة ومواطن يدفع الثمن

الإثنين 11 أبريل 2011 03:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة.. تهدئة هشة ومواقف متناقضة ومواطن يدفع الثمن



غزة / خضر الزعنون / في ضوء الحديث عن وقف إطلاق النار ما بين الفصائل في القطاع، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، يخشى المواطنون من عدوان إسرائيلي مرتقب.فعقب التهديدات الإسرائيلية بمواصلة العمليات العسكرية في القطاع، يترقب المواطنون بحذر ما قد تقدم عليه قوات الاحتلال من ارتكاب عدوان، استمرارا لعدوانها على مدار الأيام الثلاثة الماضية، والذي خلف ثمانية عشر شهيدا وقرابة السبعين جريحا، معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى دمار كبير في ممتلكات المواطنين.الحاج أبو محمد عياد (60 عاما)، من سكان تل الهوا غرب مدينة غزة، قال ’أنا لم ابتعد عن السماع للمذياع، واستمع لأغلب نشرات الأخبار، لكن ما يدور في ذهني أن إسرائيل غدارة ولم تكن يوما صاحبة عهد إلا ونقضته، هذا معروف عنها’.وأضاف الحاج عياد لـ’وفا’ ’نحن هنا في غزة ما لنا إلا الصبر، في ظل التقاعس العربي عن الوقوف بشكل عملي وفعلي على الأرض معنا (...) أنظر ما فعل مجلس الأمن الدولي عندما تم التعرض لأناس أبرياء يتظاهرون في الشارع في ليبيا، فرض حظرا جويا ونفذه في الميدان، لكن نحن هنا جريمة تلو الجريمة ترتكبها إسرائيل دون رادع’. وتابع: ’ما نريده ونتأمله من المجتمع الدولي أن يقف بجانبنا لردع إسرائيل، كي نشعر ولو ليوم إنا موجودين هنا، وفي عدالة تنصفنا’.أما الحاجة أم مصطفى كريم (70 عاما) من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، والتي قصف منزلها الذي يضم نحو خمسة عشر فردا، خلال العدوان الذي شنته إسرائيل في السابع والعشرين من كانون أول/ ديسمبر ألفين وثمانية، واستمر لثلاثة وعشرين يوما، تقول: ’والله ما بيشبعوا (في إشارة منها لجرائم إسرائيل)’.وأشارت الحاجة كريم بيدها، التي ترجف والتجاعيد بادية على وجهها، ’أرضنا دمرت وبيتنا قصف، والأولاد الصغار خايفين، وبيصحوا في الليل بدهم حد يضمهم... بكفي حروب’.ويلاحظ أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية دون طيار لم تفارق سماء القطاع، خاصة في ساعات الليل، ويكون صوتها مزعجا للمواطنين ويسبب عندهم حالة من الخوف والقلق.لكن يبقى عتب المواطن في غزة، على القوى والفصائل، التي لديها مواقف متباينة ومتناقضة، فحركة حماس التي قال القيادي فيها صلاح البردويل: ’إن الاحتلال الإسرائيلي وافق ظاهريا على التهدئة مع الفصائل الفلسطينية’، مؤكدا أن ’الفصائل ستلتزم بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها’. وأضاف البردويل: الفصائل توافقت على التهدئة في وقت سابق من طرف واحد تحت شعار ’ملتزمون ما التزم العدو’، لكن الاحتلال اخترق هذه التهدئة بقتل الأطفال والنساء فردت المقاومة بشكل محدود ما جعل العدو يزداد شراسة في عدوانه.أما حركة الجهاد الإسلامي وعلى لسان الناطق باسمها في غزة داوود شهاب، فأكدت أنها لم تستجد وقفا لإطلاق النار من أي جهة كانت، وإذا فرضت علينا الحرب سنقاتل، أي أنها سترد على أي انتهاك إسرائيلي بحق المواطنين الأبرياء في غزة’من جهته، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية جميل مزهر وصف إعلان التهدئة مع الاحتلال في الوقت الحالي ’بالخطأ’، قائلا: ’للأسف الشديد لا يوجد أي مشاورات بين الفصائل بشأن التهدئة وهناك جهة وحيدة تتكلم بهذا الشأن وهي حماس’.واعتبر مزهر استثناء الاحتلال لما يسمى القنابل الموقوتة، من التهدئة بالأمر الخطير جدا وأنه يعطي ذريعة للاحتلال لقتل المدنين.بيد أن عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، طالب بالإسراع لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، للرد على جرائم ومجازر الاحتلال المتواصلة على شعبنا في قطاع غزة.وفي رأي المحلل السياسي الدكتور ناجي شراب، ’إن هذه التهدئة لا يمكن أن تصمد’، قائلاً لـ’وفا’:إن هذه التهدئة لا ترتكز على أسس أمنية أو سياسية ولا تسوية حقيقية، فهي مجرد التزام شفهي من قبل حركة حماس على وجه التحديد، بأنها إذا ما التزمت إسرائيل ستلتزم’.وتوقع شراب أنه بمجرد إطلاق قذيفة محلية أو رصاصة، أو استهداف إسرائيلي لأي قيادي أو عنصر أو أي تحرك فلسطيني بجوار الحدود فستنهار التهدئة، مؤكدا أن العلاقة بين غزة، التي تحكمها وتسيطر عليها حماس، وبين إسرائيل علاقة غير مبنية على اتفاقية بل علاقة عدائية، فلا يمكن أن تصمد أي تهدئة.