في مداولات جرت في الايام الاخيرة في قيادة الحكومة حُذر نتنياهو من مغبة الصدع المتفاقم بين حكومة اسرائيل والادارة الامريكية. فالرئيس الامريكي مصمم على رأيه الدفع نحو اقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 1967. فالموجة الثورية في العالم العربي لم تفعل غير تعزيز تأييده لاقامة الدولة، وغضبه من السياسة الاسرائيلية. وهذا الاسبوع يفتتح في بروكسل مؤتمر الدول المانحة للسلطة الفلسطينية. ويوم الجمعة ستجتمع دول الرباعية، بما فيها الولايات المتحدة، لتنشر بيانا بموجبه السلطة الفلسطينية مؤهلة للاستقلال الاقتصادي. في هذه الاثناء تبلور دول في الاتحاد الاوروبي صيغة القرار الذي سيُرفع الى إقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول. وسيشق القرار الطريق لاقامة الدولة ولقبولها في الامم المتحدة. التقدير الذي طُرح في النقاش في القدس هو ان الادارة الامريكية لا تحاول منع الخطوة، بل بالعكس، تشجعها. ليس لقرار الجمعية العمومية للامم المتحدة معنى عملي، ولكن في سياق الطريق كفيل بأن يجعل سكن 600 ألف اسرائيلي في يهودا والسامرة وشرقي القدس خرقا لسيادة عضو في الامم المتحدة، وبقاء الجيش الاسرائيلي في الضفة خرقا للقانون الدولي. في قيادة الجيش الاسرائيلي يدور رحى جدال، ماذا سيحصل اذا انسحب الجيش الاسرائيلي من الضفة. هناك ألوية مقتنعون بأن السلطة ستصمد. آخرون يعتقدون بأنها ستنهار، وبدلا منها ستصعد حماس الى الحكم وتهدد ليس فقط اسرائيل بل والاردن ايضا. ورد نتنياهو الطلب الامريكي للاعتراف بخطوط 1967 كأساس للمفاوضات. في رسائل نقلها الى الادارة شرح بأن المسألة الاقليمية هي ورقة المساومة الوحيدة لاسرائيل في المفاوضات. ومحظور عليها التخلي عنها مسبقا. ومثل هذا الاعلان سيعرض للخطر أمن اسرائيل وسيسقط ائتلافه. أما اوباما فلم يقتنع. وقال انه اذا كان نتنياهو لا يستطيع الحديث عن فهمه لحدوده علنا، فبوسعه أن يفصله في لقائه معه، ثنائيا. ولكن في ازمة الثقة الناشئة من المشكوك فيه ان يكون ممكنا الوصول الى حديث كهذا. هذا ويسافر نتنياهو الى واشنطن في الشهر القادم لحضور مؤتمر اللوبي اليهودي. الرئيس اوباما تقررت له في ذات اليوم زيارة الى دولة اجنبية. لقاء قد يكون محتملا، ولكن مشكوك ان يكون الرجلان معنيان به في ظل الأجواء القائمة.