عن التصعيد في الاونة الاوخيرة على جبهة غزة مسؤولة اساسا منظمات فلسطينية، بما فيها حماس، التي قيادتها العسكرية في الموقع لا تطيع ارادة القيادة السياسية في غزة وفي دمشق، وفصائل أصغر، مثل الجهاد الاسلامي. وهم يحاولون ضرب الجيش الاسرائيلي، وعندما يتعاظم الاحباط من عدم توفر اهداف عسكرية، فانهم يستهدفون عن عمد اهدافا مدنية، من البلدات وحتى باصات التلاميذ. هذه جريمة حرب. في ضوء الهجمة الفلسطينية فان اسرائيل ملزمة بان تحسب أفعالها باعصاب باردة. لا ينبغي السماح بالاستهداف الحر للمدنيين بشكل عام وللاطفال بشكل خاص. كما لا ينبغي التسليم بتشويش الحياة في منطقة آخذة في الاتساع في اسرائيل حسب مدى السلاح الذي في غزة. ولكن على اسرائيل أن تتخذ وسائل محسوبة والتطلع الى اعادة الهدوء النسبي الى نصابه. منذ يوم الخميس بدأ فصل جديد في تاريخ التصدي بين المهاجم والمدافع عن نفسه في حروب الحدود في العالم، وليس فقط تلك التي بين اسرائيل والعرب، الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء. نجاح مقاتلي الدفاع الجوي في اعتراض صواريخ غراد يقلل من الشعور بانعدام الوسيلة لدى المواطنين والجنود منذ نهاية الستينيات، عندما تحولت الكاتيوشا بالتدريج الى الوسائل المفضلة لدى م.ت.ف – بداية من الضفة الشرقية للاردن نحو الاغوار وبيسان وبعد ذلك من لبنان نحو الجليل – ولاحقا حزب الله، وبعدها حماس وشركائها من غزة نحو النقب وشماله، نحو مركز البلاد. دون قدرة على الدفاع عن النفس في وجه السلاح الصاروخي، انطلقت اسرائيل في غير صالحها الى حملات برية اشكالية، في لبنان وفي غزة. جهاز الامن والحكومة استخفا بالاقتراحات لتطوير معترضات للصواريخ. وفقط الصدمة من وابل صواريخ حزب الله في 2006 ايقظها نحو العمل، الذي نتيجته سجلت الان، بعد أربع سنوات ونصف. "قبة حديدية" ليست حلا سحريا. تشغيلها باهظ جدا ولا يزال لا يتوفر بعد ما يكفي من المنظومات، ولكن كل غراد لا يضرب عسقلان او بئر السبع يقلص الخطر الذي يدفع حكومة نتنياهو، حتى باعتبارات مشكوك فيها لعملية برية على نمط "رصاص مصبوب". اسرائيل محقة في رغبتها في الدفاع عن مواطنيها والردع ضد المزيد من الهجمات. قدر الامكان، من الافضل لها أن تفعل ذلك بوسائل دفاعية.