خبر : التصعيد../ واقع جديد../ يديعوت احرونوت

الجمعة 08 أبريل 2011 03:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
التصعيد../ واقع جديد../ يديعوت احرونوت



              اطلاق الصاروخ المضاد للدبابات نحو باص الاطفال أمس في غلاف غزة يعتبر أحد السيناريوهات الأخطر التي تصورها الجيش الاسرائيلي. في قيادة المنطقة الجنوبية يُقدرون بأن الصاروخ أطلقته خلية مدربة جيدا، تعرف كيف تستخدم هذه الصواريخ فتصيب بدقة باصا مسافرا من مسافة بضعة كيلومترات.             وحسب ضابط كبير، فان القدرة الفنية العالية اللازمة لاطلاق صاروخ موجه دقيق مثل الكورنيت اكتُسبت على نحو شبه مؤكد من محافل ايرانية أو من حزب الله، وتشكل صعودا هاما في درجة القدرات. وقال أمس مصدر عسكري كبير ان "اطلاق صاروخ مضاد للدبابات على هدف مدني هو بصراحة حدث تأسيسي".             في قيادة المنطقة الجنوبية كانوا يعرفون ان لدى منظمات الارهاب في غزة توجد مئات الصواريخ المضادة للدبابات، منها عشرات عديدة من الصواريخ الموجهة المتطورة من طراز كورنيت، مع مدى يصل في ساعات النهار الى نحو 5 كليومترات، ويمكن اطلاقه من المناطق المبنية في قلب مخيمات اللاجئين في القطاع. حتى يوم أمس امتنعت حماس عن اطلاق الصواريخ الذكية والدقيقة نحو أهداف مدنية في اسرائيل، و"اكتفت" باطلاق قذائف الهاون، القسام وغراد.             أما أمس فقد تغيرت قواعد اللعب: الآن، عمليا، فان عموم الدوريات التي تتحرك على طول الجدار الفاصل توجد تحت تهديد مباشر للصواريخ الموجهة. وفي الجيش قلقون ايضا من شلل محور السير الرئيس في غلاف غزة، وذلك بسبب تخوف المواطنين من السفر على الطريق الذي يتعرض للتهديد.             في جهاز الامن يعرفون بأن لدى حماس صواريخ بعيدة المدى من طراز فجر يمكنها ان تصل الى مدى 60 – 70 كم – مثلا الى ريشون لتسيون – وذلك اضافة الى صواريخ غراد التي تهدد منذ الآن البلدات التي توجد على مسافة حتى 40 كم من غزة.             التقدير في الجيش الاسرائيلي هو ان حماس لن تسارع الى اطلاق الصواريخ بعيدة المدى نحو مدن في وسط البلاد، وستحتفظ بهذا الخيار كورقة لمواصلة التصعيد المتوقع في الفترة القريبة القادمة.             حيال تهديد الصواريخ المضادة للدبابات لأهداف عسكرية، كالدبابات والآليات الثقيلة، وجد الجيش الاسرائيلي حلا مميزا في شكل منظومة "سترة ريح". فقبل بضعة اشهر دُفع الى قاطع غزة بكتيبة الدبابات الاولى من لواء 401، كل دباباتها مزودة بهذه المنظومة. واجتازت المنظومة تدشينا أوليا للنار ومنعت اصابة صاروخ كورنيت أُطلق نحو احدى الدبابات.             غير أن "سترة ريح" لن تساعد في تحصين مركبات المدنيين التي تتحرك في غلاف غزة. وحسب ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي، فان هذه المنظومة غير مخصصة للباصات، ولا توجد حقا وسيلة للتصدي للتهديد حيال أهداف مدنية إلا بردع الطرف الآخر. وقال الضابط الكبير انه "لا يمكن تحصين أنفسنا حتى الجنون".                                                                                                                                                 أحد الحلول المقترحة في جهاز الأمن لنار الصواريخ المضادة للدبابات هو زرع الاشجار. في الشهر الماضي بدأ مشروع خاص في اطاره غُرست عشرات عديدة من الاشجار في محاولة لسد مدى الرؤية للمخربين من جهة غزة. والى أن تنمو الاشجار لتنفذ مهامها، سيستغرق الأمر زمنا طويلا آخر.