خبر : عضو مجلس الامن القومي الاسرائيليّ: الحرب مع حماس قادمة لا محالة ولكن على تل ابيب في هذه المرحلة اغتيال قادة الحركة بغزة بعيداً عن الاعلام

الجمعة 08 أبريل 2011 01:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عضو مجلس الامن القومي الاسرائيليّ: الحرب مع حماس قادمة لا محالة ولكن على تل ابيب في هذه المرحلة اغتيال قادة الحركة بغزة بعيداً عن الاعلام



القدس المحتلة سما رأى المحلل والخبير الاسرائيلي، الجنرال المتقاعد عوديد طيرا، انّ المواجهة بين الدولة العبرية وبين حركة حماس في قطاع غزة قادمة لا محالة، لكن الاهم في هذا التوقيت، برأيه، نشاط سري غامض، واقصاء للاعلام، وتدريب القوات على شحذ الحواس والانتظار. وفي مقال نشره على موقع مركز الدراسات الاستراتيجيّة المح الخبير الى ضرورة ان يقترن اي قرار اسرائيلي بالدخول الى عملية برية في غزة بما اسماها الصورة الواسعة التي يجب ان تتناول مجموع مسارات التطورات في المنطقة، رافضا الاكتفاء بنقاش ذي قطبين يبحثون فيه مواقف اسرائيل وحماس وحدهما، ومع ذلك فلا يحل ان نهمل احد اهدافنا المركزية المتمثل بالافضاء اخر الامر الى القضاء على حماس. وزاد العميد في صفوف الاحتياط، وعضو مجلس الامن القومي الاسرائيلي، انه على الصعيد التبادلي، قاصدا بين اسرائيل وحماس، فلا ينبغي ان نزن مصالحات في جانب الاهداف البعيدة الامد، ذلك ان حماس من جهتها تريد الاستمرار على العمل في القضاء علينا، ونحن نريد الاستمرار على البقاء مع النماء والرفاهة، لهذا، يرى الخبير الاسرائيليّ ان الحديث عن لعبة حاصلها صفر حلها احد امرين: اما ان تعترف حماس بوجود اسرائيل، ويبدو ان هذا لن يحدث، واما ان يقضى عليها. وتابع قائلا: لولا التطورات الاخيرة في المنطقة، لاشرت على بنيامين نتنياهو وايهود باراك بالدخول في عملية عملية (رصاص مصبوب) اخرى تكون غايتها اسقاط حماس في قطاع غزة، لكن التطورات الاخيرة في المنطقة تقتضي في رأيي جعل المعادلة بيننا وبين حماس معركة متعددة الاقطاب، على حد وصفه. ويطالب طيرا، الرئيس السابق لاتحاد الصناعيين الاسرائيليين، بضرورة الاخذ بعين الاعتبار ان حركة حماس، بحسب زعمه، تعمل تابعة للايرانيين، وربما حتى للسوريين، وهم الذين يشعرون بأن الشعب يهددهم ويريد الحرية، باتوا اليوم معنيين باشتعال الوضع على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة، لان اشتعالا كهذا سيوحد الرأي العام في ايران وسورية على اسرائيل، ويخفف التوتر مع السلطات هناك. بموازاة ذلك، يزعم طيرا ان حركة حماس من جهتها ليست معنية بعملية كبيرة للجيش الاسرائيلي، لانها تخاف ان يمضي السكان على حسب النموذج الساري، ويتمردوا عليها، ومع ذلك، فهي معنية بالسير قريبا من الهاوية. وينتقل سريعا للجبهة اللبنانية بالقول: حزب الله يخاف تمرد سكان لبنان عليه، يمتنع في هذه اللحظة عن العمل على مجابهة اسرائيل، لكن هذا قد يحدث في اللحظة التي تصبح معضلته فيها البقاء او الفناء. كما ان الاردن ومصر في هذه اللحظة في موقف حساس، حيث يرى طيرا ان النظام العسكري في القاهرة يريد الحفاظ على استقرار نسبي في الدولة، فيما يريد الملك الهاشمي الحفاظ على سلطته، ولو كان ذلك عبر قمع بالقوة، لهذا يفضلان في هذه اللحظة الحفاظ على مضاءلة الظهور في السياق الاسرائيلي. كما ان اشتعالا في غزة، او على الحدود الشمالية، بحسب المحلل الاسرائيليّ، سيضطر الاردن ومصر لشحذ موقفهما من اسرائيل، وتعرضان موقفا معاديا لها، والا فستجابهان رعاياهما على خلفية قومية، وهذا لن يريحهما. على صعيد متصل، ينظر طيرا بعين ثاقبة الى موقف الاتراك، وهم الموجودون قبيل انتخابات داخلية، ولهذا يراقبون ما يجري هنا بقلق، فتركيا التي تريد الحفاظ على علاقات اقتصادية باسرائيل قد تجد نفسها تقطع العلاقة بها، اذا وقعت هنا اعمال عدائية بقدر كبير، واسرائيل لا تريد هذا بطبيعة الامر. اخيرا، فان الولايات المتحدة واوروبا اللتين اخذ وزنهما يقل في الشرق الاوسط ليستا في هذه اللحظة عنصرا مؤثرا في المنطقة، فالاولى متورطة مع نفسها فلا تعلم من تؤيد ولاية مصلحة، وحربها المروجة خارجيا من اجل حرية الشعوب في الشرق الاوسط تُرى نفاقا. كما انه ليس من الممكن ان تساعد الولايات المتحدة محاربي الحرية في ليبيا من جهة، وتقمع التمرد بالقوة في البحرين من جهة اخرى، ولو ان وكالة الاستخبارات الامريكية سُئلت ما هو الوضع الذي تفضله لاجابت بصراحة ان يعود القذافي ليحكم ليبيا، وان يصمد الاسد في سورية، وان يكون النظام العسكري في مصر قويا ومستقرا من غير انتخابات حرة، على حد تعبيره. في المحصلة، يرى طيرا في نهاية تقديره العسكري، انه بحسب هذه المعطيات، فانه كان سيوصي حكومة اسرائيل بعدم الرد بعملية واسعة في غزة، او على الاقل ليس في هذه اللحظة، مطالبا بإعمال طريقة مؤلمة جدا اساسها المس بقادة في القطاع، بالاغتيالات المركزة، واستعمال وحدات منتخبة، مع الاقلال من ظهورها من اجل القضاء على اهداف حماس والجهاد. كما ينبغي الامتناع عن كل تصريح يتعلق بالعمليات، مشيراً الى انّه يجب علينا ان ننشئ وضع نشاط سري غامض مع اقصاء شامل في وسائل الاعلام، وهذه طريقة تحدث عند حماس ذعرا وخوفا من المجهول، وفي الحدود الشمالية ينبغي تدريب القوات على شحذ الحواس والانتظار، كما يجب على الجيش الاسرائيلي عامة ان يعجل دورات تدريبه، كي يكون مستعدا لكل تطور، وكي يكون قادرا على الردع. يشار الى انّ طيرا (71 عاما) رجل عسكري وصناعي قديم، انخرط في الخدمة العسكرية في وقت مبكر، وشارك في احتلال القدس، وفي السنوات الاخيرة، اسس مع عدد من رفاق دربه، ورجال الجمهور، وبعض الشخصيات الاكاديمية المعهد الاسرائيلي لقيادة المستقبل.